رسائل الأدباء رسالتان بين الشاعرة والروائية انتصار إبراهيم عمران (أليسار عمران) ونقوس المهدي

20/01/2024

أخي مهدي

تحية طيبة،

ومن قلبي سلام طافَ كل شبرٍ في سورية ، ليلقي التحيّة على عينيكَ مهدينا الغالي، دعني أخبرك أن إنساناً واحداً تجتمع فيه صفاتٌ عاليةٌ، لهو فردٌ بكلّ بلاده، وما أجمل المغرب العربي بجوارحك العارفة لكل أدباء وشعراء وكتاب النخبة فيه، كمملكة عبيرٍ، وخابيةُ عطرٍ، وترتيلة سلام

ستقرأ كلماتي، وينبعثُ الوهجُ من تورد مهجتك، وأرى ابتسامة الأديب العظيم،
أخشى عليكَ خروجك عن صحة المهدي كما خرج بعض المؤرخين، لو كنت بلاداً لاحتفيتُ بكَ، وزرعتُ حروفكَ في أغصانٍ عاليةٍ، وبنيتُ لها عشّاً لتصدح كالعصافير في مملكةٍ تعتني بكل مشاعر الانسان ، مملكةٍ تحترم صدق الأدب الذي ينطق به جسد الكونِ وروحه ووجدانه

إنها السمة العالية التي تهمسُ في أذن من اقتربو من وهجك... هيا اقترب واشرب قليلاً من نميره ولا تلمني إن خرجتَ من نبعه ظمآناً
تقبلْ كلّ محبتي وتقديري واحترامي

أليسار عمران/سورية

****

الأستاذة الاديبة الأريبة والشاعرة المجيدة أليسار عمران

تحية تقدير ومودة واحترام
بقدر اعتزازي بحضرتك، وبصداقتك، أجدني عاجزا عن التعبير عن الفرحة التي ألجمت لساني بمناسبة تلقي رسالتك البديعة التي فاجأتني برقتها، وانا الذي كان علي الكتابة لك من زمان على روايتك البديعة "دقيقتان ونصف"، وهي هدية جميلة أفتخر بها، وأشكرك عليها، كيف لا وهي من أخت عزيزة، وصديقة اديبة تحمل القلم دفاعا عن الحقيقة والخير، وخير ما يهدى في هذه الحياة كتاب كما يقال، لأنه نبراس يضيء عتمات سراديب الحياة ومنعرجاتها، ويفتح افاقا رحبة أمام القارئ، وتشيله الى أمداء وفضاءات رحبة وواسعة، تحضرني هنا بالمناسبة رؤية الكاتب الارجنتيني البرتو مانغويل، المفتون بالقراءة حد الجنون، والمجنون بالمطالعة حد الهوس، ويعتبرها فنا وإكسيرا للحياة، ويعتبرها إبداعا إنسانيا، لأنها ترمم شروخ الذات، وترياقا للورح، وتنسينا في الكثير من الهموم اليومية وثقلها وما أكثرها، ونجملنا على أجنجة الخيال الوارف وتأويله وأريحيته، وتمنح المتعة إلى آخر مدى، وتحمل الفرحة الى القلب فتكسبه نشاطا لا مثيل له في الحسبان، وفي البهاء كيف لا وقد راكمت من هذه الكتب طيلة أزيد من خمسين عاما المئات، تتعرض الان للأغبرة، وتقتات عليها الأرضة، وتعشش فيها الرتيلاء، بل ويحز في نفسي أن أقضي كمدا دون قراءة بعضها..
ولا يفوتني أن اعتذر لك عن تأخري في الرد مبكرا على رسالتك اللطيفة، وذلك لأسترجع بعض نشاطي والتغلب على خمولي، واستجمع بعض شوارد الفكر لأني أعتبر الرسائل أمانات لا بد من الوفاء لطقوسها، واحترام قداستها، باعتبارها أدبا راقيا فيه نصيب من الحقيقة ونصيب من الحقيقة، ونصيب من الخيال، ونصيب من الحميمية، وكتابتها لون أدبي قائم بذاته لانه تعبير عن ما يخالج تلافيف الروح من صدق المشاعر، ومن صذق النوايا الطيبة، واعشق فوق هذا أن تؤدي الرسالة رسالتها بعيدا عن العواطف والمثل، وعن كل سراب الاخوانيات، رسالة خالية من كل انواع الحذلقة، كضرب من ضروب الآداب الأخرى التي تنبش في سحيق الذات الانسانية، وتروم القبض على الاحاسيس البشرية، والمشاعر الأنسانية الأعمق رقة والأوفر صدقا في سحيق نفس الانسان.
وإلى رسالة قادمة في المستقبل القريب

أخوك نقويس لمهدي - المغرب
2024/01/25

*****

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى