حتى آخر القمر

حتى آخر القمر

أحياناً .......
عندما أشعر بالظمأ
أقف على رأسي ؛ أغمض عيني
وأشرب صمتاً كثيراً
هكذا أكسر شعوري بالكلام
رائحة الانطفاءات المدخنة
تحمي صوتي من رطوبة الضوء
من هذه الزاوية الشاردة
الرؤية تكون أكثر وضوحاً
القصيدة إمرأة مستبدة ؛ حية تتلوى
كلما أهديتها من دم شموسك باقة حب
إلتفت حول أصابعك وامتصت زهرة أيامك
أما أنفاسك المشتعلة بالذبول
لا تخشى عليها من عبثية الرماد
ستأخذها وتنزل مهوى العراء
تعصرها مطراً حافياً بغير أرض
أنا لست مهيأ لحوار بلا جدران
لا أملك خياراً آخر
سأعود وأقف على أقدامي
لكن سأغلق رأسي تماماً
من زاوية الخوف الرؤية أكثر جمالاً
القصيدة ؛ إمرأة مقصوصة الطرقات
أراها عادة بجوار سور الحرير
تبيع الأحلام اللذيذة للنهار الناعم
نظير بعض القبلات الباردة
بينما مجازها تحت كوبري النعاس
يشم الغبار ويغفو على السحاب
مرة كنت عائداً من الموت اليومي
قدت أصابعي من دمع ومن دم
سألتني أتريد حلماً طرياً ؟
لا أريد ؛ ليس للأرق وسادة
ربما أمر على ملامحك
بعد انتهاء آمالك بيأس أبكم
أعلم أن غرفة دمك مظلمة وبلا مرآة
عندما يرحل الماء عن وجهك ؛ انتظريني
سآتي إليك بشمس ومرآة كبيرة
سأكون أنيقاً للغاية في الفرح الأعظم
أزين انتحابك بمساحيق الندم
وأصنع قصيدة أخرى من زمان آخر
تجعلني حتى آخر القمر
عمراً مضيئاً في السماء

محمدأبوعيد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى