محمود البريكان - قصائد تجريدية عن الحرية

دعوتموني لاكتشاف قارة أخرى معاً
وأنكرتم عليّ رؤية الخريطة
أؤثر أن أبحر في سفينتي البسيطة
فإن تلاقينا فسوف نحسن الذكرى.
قدّمتمو لي منزلاً مزخرفاً مريح
لقاء أغنيّة تطابق الشروط
أؤثر أن أبقى على جوادي
وأهيم من مهبّ ريح إلى مهبّ ريح
جئتم بوجه آخر جديد لي
متقن حسب المقاييس المثاليِّة
شكراً لكم
لا أشتهي عيناً زجاجية، فماً من المطاط
لا أبتغي إزالة الفرق، ولا أريد سعادة التماثل الكامل.
شكراً لكم، دعوه يبقى ذلك الفاصل
أليس عبداً في الصميم سيّد العبيد؟
انتماءات
ـــــــــــــــــــ
على المشهدْ
أسمّر نظرتي. لكنّ لي حلمي..
ولائي هو للأجمل والأبعدْ.
***
وعبر الصخب اليوميّ أنمّي صوتيَ النّاصع
وألقي وهج الفكر على الواقع.
***
أرى التاريخ مرسوماً بأكمله على نظرهْ
وأسمعه – خفيّ النبض – في صوت.
فلا ترعبني الفكرهْ
ولا يسحرني الموت
***
وعبر أسى المحطّات،
وجوع الروح والجسدْ،
وعبر النور والظلّ،
أظلّ أنشد الأبدْ
***
وحيداً أنتمي، حرّاً، إلى فكره
أرادت نحتها الموتى (ولم تُنحتْ على صخره)
إلى صوت النبوّات البدائيّ.
إلى الثورات قبل تجمّد الرؤيا.
إلى الحبّ السماويّ الذي ترفضه الدنيا.
إلى البرق الذي يكشف وجه الدهر في لحظه.
إلى حقل الجمال المزهر الأسنى.
إلى الحلم الطفوليّ الذي يخبو ولا يفنى.
إلى جزء من الإنسان في الظلمة مفقود.
إلى ما يسقط الضوء على منطقة المعنى
وما ليس بمملوكٍ. وما ليس بمحدود.
أعلى