سكينة شجاع الدين - برودته تتسلل إلى وجهي

تسقبل نفسك في مشارف
العام وتودعها في نهايته
وأنت تجمع لها الأمنيات
في حروف تنحتها
أو رصاصات تطلقها على خيباتك المنصرمة.


عندكل محطة تقف فيها
تمسك ثقوب قلبك وتواريها
عن الأعين
علك تقبض على شرايينه
قبل أن تتسرب منك
باحثة عن ملاذ
يرتق ما خرقته الأيام
ويضم ما تفلت من أشواقها

جلست ألوح بعيداً من النافذة
والظلام يجثم على أوصال
الحافلة

بريق ينازع الوهج
ونجيمات تسترق خطوها
نحوي

عاتبة جداً على الظلام
يدس أنفه في كل مكان
أفرده لنفسي

كانت الظلمات الثلاث كافية
لدحره عن مخيلتي

قبلت ساعتي
الوحيدة التي تشعرني أني
في نفس لحظة الصعود
تتحرك بجد فأنتشي
في توزيع نظراتي بين العابرين
وأنا أردد....

كل شيء سيمر
يهتف صوت من داخلي
ينذرني أني لا أنتمي إلي.

على غير عادتي ألمس الأفق
برودته تتسلل إلى وجهي
أرتجف...
شعور خاو ينازعني
للبقاء عند هذه اللحظة.

أتحرك عكس عقارب الساعة
تتأرجح الحافلة
يعلن سائقها عن عتمة تمنعه
من التقدم...


إلى الوراء
عدت بذاكرتي
خصفت نعل كلماتي لتسعفني
على ترميم ماتبقى مني
في أحراشها

أراني من جميع الزوايا
أسكب الوهم على وضعية السجود
أتخفف من شحناته
المطبقة على أنفاسي
أطلق العنان لساقي اللاوعي

لا عودة قبل ألف سنة ضوئية
من تلك الفترة التى عزمت فيها
على الخلاص .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى