د. آمنة بلعلى - رؤيـــــــا

يلوح لي كأنّما يجيء..
كأنّ وجهه الجليل صاح
كأن جمرا شقَّ غيمة
سرّح اليدين
وأشعل الرياح
كأن صوتا حطّم الأسحار
شقّ نهرا
عبر خطوط النار
من سديم الغيب صاح
يلوح لي كأنّما قد جاء
في الصمت،
في الصدى وفي مراكب الكلام
من رؤى القسّام
هذا الجليل الواهب البهاء
لابد أن يأتي...
الفارس الإلهي الحزين
عرّاف الدّخان
والطيور السائحة
لابد أن يداعب المياه والتراب
يخلع الأنفاق
يهز نخلة الحياة
كي تزهر الأسطورة العذراء والكتاب
هذا الدم الذي ترونه،
هذا الدم الطفولي المسكوب
والمعجون بالتراب
هذا السخيّ الساخن المذاب
هذا الصدى الإلهي الغريب
رسول الأرض للسماء
تسبيحة ، تلويحة، ونداء
غدا تساقط من جروحه الأنوار
وتنحني لوجهه الأسماء
يزهر في الهواء
والماء والتراب
واحمرار الجمر والضياء
من دمه لؤلؤة الحياة،
ومن دموعه مفاتيح السّماء
لا آمن الليل ولا ضياءه الغريب
لا شك أنه يجيء
من غياهب الأيام
من الصدى، من الندا، من بذرة الإنسان
يجيء حيا كاملا
ليبتكر الحياة
في سدرة الأقصى
ويبدأ الإنسان.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى