مصطفى معروفي - طريق الميناء

مرتحلا في أرق الأرض
أصوّب للبحر فراشاتي حتى
يغمره الزهو
أنا حدَّ اللحظةِ ما أنفكّ أعي تعب الماء
لذلك في الغالب أصبح دوما أقرب منه
لأغاريد الصبح
أرى عصفورا شبِما يطلع
من كفي
يتكشّفُ عن مشروعِ جناحين وثيرينِ
فها هي ذي الحنطة
عن كثب منها الريح الصخرية تمرح راكضة
وتصب على مرمرها النيّئِ
قمرا عسليّ العينينِ
لتطفئ فيه ملكوت العتَمةْ...
أعبر شمسي
مع أني ما زلت ألاحق سرب الحدَآتِ
أراني أتمازجُ بصداها
يختلط الوقت لديَّ بسنبلة تسعى
وحفيف يتلبس بغزال يبرقُ
بفلاة نائيةٍ
ثم بها أحيانا يخضرُّ
وطورا يشرب صوت حداءٍ
حين يراه بواديه يمرُّ...
أقول بدون مغالاة
كان صباح اليوم وديعا
حتى أن طريق الميناء
قد استأنس بالعرباتِ
وصار يعيد قراءة موقفه الواضح
من أعمدة الضوء المغروزةِ
في خاصرتيْهِ معا.
ــــــــــ
مسك الختام:
ما كل من أدى يمينا صادقٌ
فيها ولا مـن زار مكةَ ناسكُ
حتى ولو أبدى لنا ورعا فما
ذئبٌ لخسةِ طبعـه هو تاركُ






تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى