د. محمد العدوي - الراقصة محاسن الصدف.. (من حكايات الأمير قصب الدين زعزوعة)

استدعاني القاقان عسكراني في وقت مبكر من صباح ذلك اليوم وذلك حتى يكلفني بالمهمة السرية الخطيرة التي تناسب مهاراتي وقدراتي الدبلوماسية الفذة ، قال لي بلهجة توحي بالجدية والخطورة (سوف تقوم باستقبال شخصية هامة من ضيوف عظمة السلطان مارينجوس الأول) ثم انطلق يردد العبارة الشهيرة (طويل العمر يطول عمره ويزهزه عصره وينصره على مين يعاديه هاي هيء) ..
ذهبت إلى مطار بورنجا العظمى واستقبلت السيدة المبجلة رفيعة القدر صاحبة العصمة ذات الستر الجليل والحجاب الجميل الراقصة محاسن الصدف والتي سوف تجري مباحثات سرية مع عظمة السلطان حيث توجب الحفاظ على سرية هذا اللقاء ، وفي المساء قمت بتوصيلها إلى باب غرفة نوم السلطان وقد اتخذت كافة التدابير حتى لا تتسرب أي معلومة من أسرار الدولة العليا إلى وسائل الإعلام ..
وقفت على الباب مثل الأسد الهصور أحمي حمى الوطن وأدافع عن شرفه لكني فوجئت بالسيدة الفاضلة تخرج مسرعة من الغرفة وهي تقول لي في لهجة خبيثة (المباحثات كانت سهلة وسريعة) ثم انصرفت وهي تغمز لي بعينها ، نظرت إليها في توتر ولم أفهم مغزى عبارتها الحقيقية هل هي تؤكد واقعا أم تسخر من شيء ما ، نظرت في ساعتي لأحسب المدة التي قضتها بالداخل ..
كانت ثلاث دقائق بالعدد وهو ما يعني أن مهمتي قد انتهت فقمت باصطحابها إلى باب الخدامين حرصا على السرية لكن يبدو أن بعض الصحفيين والمصورين علم بالأمر وتجمع عدد قليل منهم أمام الباب فاضطرت السيدة الفاضلة محاسن الصدف أن تدلي بتصريحات صحفية مقتضبة قالت فيها : (المباحثات تناولت القضايا ذات الاهتمام المشترك وكذلك الأوضاع الساخنة في المنطقة) ..
بعد أسبوع من الواقعة حصلت السيدة الفاضلة الراقصة محاسن الصدف على جائزة الأم المثالية وتم ترشيحها من الباب العالي لتتولى منصب (الصدر الأعظم) !!


* مذكرات الأمير قصب الدين زعزوعة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى