أسامة إسبر - في الحديقة اليابانية

انطفأت شَمْس المدينة
توهجتْ شمْس الخضرة
في ابتسامةٍ على الباب
في أغصان تتفرغ
في فضاء لا يتوقف.
على اليمين
ينبوع يتدفق بين الصخور
منظره روى ظمأي.
أمام بيت خشبي
يرتفع بين الأشجار
آلهة أحيلت إلى التقاعد
تنتصب بعيون تدمع خلف النوافد
ورأيت إلهاً يضغط بيده على العكاز
كما لو أنه يتحكم بالنسغ.
كانت الخضرة
وطناً أردت أن أقدم اللجوء إليه.
في تفتح زهرة النيلوفر
بين الأوراق الطافية على صفحة الماء
رأيت وجهي الطفل
ووجهي الشاب
ورأيت ظلي حائراً بينهما.
في الحديقة اليابانية
تحدثت معي رئتاي
تحدث معي وجهي
ويداي وقدماي.
تحدث معي كل ما في جسدي
وكنت أصغي إلى كلمات أعضائي
ولم أستطع أن أترجمها.
في الحديقة اليابانية
الأشجار أكثر من أشجار
والأزهار أكثر من أزهار
والنهار أكثر من نهار
والصفاء أكثر من صاف
وشعرت بأنني أجلس مع نفسي وأنادمها.
قي الحديقة اليابانية
كان البشر يفتحون أبواباً في أنفسهم
ويدخلون إليها.
في الحديقة اليابانية
حين رأيت الزهرة لم أفكر بالذبول
حين رأيت النبع لم أفكر بالجفاف
حين رأيت الشجرة لم أفكر بالحطابين
حين رأيت البيت الخشبي
لم أفكر بما يدمره
كانت الحديقة فسحة أخرى
على كتف مدينة تحولت
ٌإلى قصعة يتنازع عليها المشردون.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى