محمد أبوعيد - أمام المرآة

خلف قضبان اليقين

عاصفة منظمة وزهور جديدة

مبخرة تسحبني لأعلو

هناك تحت قبة أنفاسي

كنت وحيداً في الأحلام

ظلي يكرهني ؛ لأن ضوئي لا يبتسم ليلا

وأنا أعشق صمته الراكض في الحيطان


كطير ينتظر أنيس الصباح ليغرد

عانقت عيناي بالدموع والمودات

فأفصحت المرآة عن الإنسان الوحشي

هذا الجميل القبيح ذو الضوء الأسود

دائماً يدخل بأصابعه في أسرار الليل

كبرق أحمق يزعج النجوم في خيمة السماء

ناسياً أن لكل الكائنات حق اللجوء للهدأة



أمام المرآة بلا رحمة ؛كنت شاردا

في كتاب المساواة لابن الشقيان الوردي

نظرت نظرة في اليقين ..... فأشرقت

لم أر طيراً في شرفتنا الشرقية

أمسك شجرة وكتب هديلاً في المساء

توقفت عن إمساك صوت شموعي

ودق هذياني على أبواب الليل ؟

أصبحت جميلا....

أترك نعال عيني خارج محبرتي

بلا شائبة أدخل أخلع جسدي تماما

وفي صفاء أفرد تأملاتي على سرير السماء

لتأخذ قسطاً من الفكر الطويل

فإن لأدبي علي حق محتوم


هنالك عند أغصان الفجر

بدأت أراني بوضوح ....

أصبحت أنتظر العصافير

عند هطول الشقشقات أفتح ظمأي جيدا

أحمل عنها التغاريد الكاملة

وعلى أجنحة مخيلتي أحلق في الملكوت

أغسل وجه الشمس بعطر القصيد

وأهبط على الأرض مرة أخرى

لأشرق من جهة المساء


يبهجني سطوعي صامتا

يبهجني أنني بدأت أهيمن على ظلي

أصبح يحبس أمواج شكايته في قعر الليل

ويخرج مع شمس الله بكامل الجنون

يرافقني وأنا اصطاد رائحة الخبز من بحر النار


محمد أبوعيد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى