مقتطف خيرة جليل - الذات الشاردة... من رواية نساء الڭِرِّيرُوس

هذه الرواية سوف تفرض على القارئ أن يقوم بجمع الشظايا بنفسه المتناثرة بالتاريخ المنسي بكوكب الأرض بمجرة بالكون، ليتوصل بعد ذلك إلى رسم مشهد كامل للانسان في كينونته الشاملة وهو يتدحرج بين منحدرات الحياة ومنعرجاتها ومطباتها بأفراحها وأحزانها كبيضة نعام بمنحدر، لينهض في آخر المساركضربان خارج من معركة ضد مجموعة مفترسة شرسة وقد انكسرت اشواكه ؛ منها من انكسرت ومنها من سقطت ارضا واخرى انغرست بجسده ولا يستطيع سلها فيتابع سيره دون ان ينظر خلفه حاملا معه اشواكه التي تؤلمه كلما خطى خطوة. الأمر الذي يعني أن من يقرأ كل جملة في الرواية يجب عليه التركيز اكثر لتكون القراءة قراءات منها العمودية والافقية والمركبة؛ حتى يستطيع السفر بين الكلمات والاحداث دون أن يمل او يفقد السيطرة على الخط السردي ويختلط عليه الأمر بين السفر بين الأمكنة وبين حلقات الازمنة . فالسرد، هنا، سردي الرئيسي لكن يوازيه سرد أبطال أخرين أثثوا فضاءات الحكي وتلاعبوا بكلماتهم على مدار الرواية باحاسيسهم الصادقة والنابعة من وقائع عاشوه عن كتب؛ فإن كانوا لم يتفقوا على وحدة الزمان والمكان لاحداثهم فإنهم اتفقوا كلهم على أن المطار الدولي احتجزهم ووحد لحظة من حياتهم؛ وكأن الكون والوقت والزمان توقفوا ليتم احتجازهم بعنق قارورة زجاج شفافة قابلة لفتح بوابات زمنية متعددة بقعرها؛ هذه البوابات لا تفضيإلى اي مكان في حد ذات ولكن تفضي للماضي فقط، ليتوقف الحاضر بها على عتبة تلك اللحظة التي يعيشها الأفراد داخل هذا المطار كفئران تجارب . في حين أن المستقبل سيتوقف على ما بعد فتح عنق القارورة ولحظة الكتابة ....لا احب الكتابة الكلاسكية بقواعدها المملة فأنا ما خلقت إلا للتمرد فقط؛ لان فيه تجديد وضخ لدماء جديدة عكس النمطية التي تكرس الجمود والخمول والتقوقع داخل قالب حكائي تحكمه اعراف متوارثة ... يجب تجاوزها بتجاوز الهاتف التابث وسبارة البنزين اليدوية؛ إذ لا يجوز أن نعيش في عالم أصبح قرية صغيرة وقزما تحت أقدام عمالقة التطور والتكنولوجياو رغبتهم في العيش في عوالم خارج الكرة الأرضية ونستمرنحن في الكتابة بعقلية العصور الوسطى او القرن الماضي ......هؤلاء الابطال كلهم في طريق الاندثار بسنة الحياة وهي الموت بعد ان غيروا عوالمهم ولا يجوز لنا أن لا نعرف كيف ساهموا بطريقة أو بأخرى في هذا التغير الذي نعرفه. فمرحلتنا الان هي مرحلة ميتامورفوز بامتياز، انها مرحلة التحول من اسر ممتدة بابناء ووالدين واجداد الى أسر نووية تتكون من طفل او طفلين ووالدين؛ أما الان فنحن في مرحلة عبثية وجد مقرفة لا نعرف إلى ما ستفضي. إننا امام شباب رفع شعار : اللهم الزهو ولا زواج الذل" والمقصود بزواج الذل هو عدم تحمل أي واحد مسؤوليته فلا الزوج أصبح مسؤول اسر ة ولا الزوجة ربة البيت الكادحة. أصبحنا أمام أسر لا نستطيع تصنيفها بفعل التفسخ القييمي وغياب معايير الأخلاق والوازع الدين تحت اي مظلة دينية كانت، لنجد انفسنا امام أسرة ليست لها روابط ولا معايير ولا خصائص بوجود جندريين وعابرين جنسيين ومثليين " قوم قوس قزح" فلا تستغرب ان تكون بمحطة قطار بإحدى دول العالم وترى طفلا بين ذكرين او انثيين وينادي واحد ابي وهو انثى او ينادي أمي وهو ذكر ؛ فتحس انك مرتبك ومشوش الذهن وفي لحظة اغتراب؛ إنها مرحلة فقدان الخيط الراتق لجروح الواقع الذي نراه امامنا ....والغريب في كل هذا ان تجد هذا يمتد الى المجتمعات العربية بذريعة العلمانية وحقوق الانسان . وقد نصل لزمن ونحن غير مهييئن فيه لان نرى مزرعة لا اعرف كيف اعبر عن وضعها القانوني والاجتماعي ....هل نقول لاستنبات اطفال بأنابيب مثل استنبات الخس بمزارع دون تراب ، حسب رغبة هذه الأسر الجندرية او نقول تفريخ اطفال بحاضنات مثل فراخ الدواجن والنعام او لا اعرف ماذا؟ . .... كل ما اعرفه ان المرأة او الرجل الذي يحافظ على صنفه الجنسي الصافي سيصبح بنكا أو منجما للبويضات أو الحيونات المنوية أو منجما للحصول أو تخصيب أجنة خارج الارحام النسائية المتعارف عليها .....يا له من عالم مجنون يقوده ملياردير مجنون يدعى "ايلن ماسك" وعصابته وحولوا هذا العالم الى مختبر لافكارهم المجنونة لأنهم يملكون سلطة المال والعلم كقوة ضاغطة على كل الجهات لاستصدار القرارات التي توافق مخططاتها الاستهجانية؛ ولعل جائحة كورونا ما هي إلا دقيقة من مسلسل المفاجآت التي سيحملها المستقبل مع التعديلات الجينية والعبور الجنسي واضطراب الهوية الجنسية وزرع الشرائح الالكترونية بادمغة البشر للتحكم في حركاتهم وسكناتهم. إني اخاف من يوم نستيقظ فيه ونجد انفسنا نحن العرب عبيدا مسيرين وعن بعد عبر أجهزة تحكم ، ومن مهازل الحدث ان يقع خصام بين المسيرين عن من يتحكم فينا ؟ او ان يوكلوا امرنا لانسان آلي ويثور ضدهم فيرمي بنا في انفاق مظلمة تحت الارض حتى لا نعكر مزاجه الالكتروني لأنه سئم من كثر خصاماتنا وتغيير قراراتنا ونزواتنا في كل ثانية.....الذات الشاردة ....رواية نساء الكريروس

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى