علجية عيش - رسالة إلى الله

الله قريب منك فلتعانق روحك روحه
-----------------------------------------
رسالة إلى الله...، كانت عنوان فيلم "إيراني" مدبلج إلى اللغة العربية يعالج قضايا اجتماعية، القصة تدور حول عائلة فقيرة جدا، يكاد رب الأسرة أن يضمن قوت يوم زوجته وولديه (بنت وشقيقها)، و فجأة تسقط الأم أسيرة المرض و يقول الطبيب انه لابد من إخضاعها لعملية جراحية في اسرع وقت، و هي مكلفة جدا،و لا تجرى سوى عند الخواص لتوفر العتاد الطبي اللازم، لم يجد الأب من وسيلة لتوفير تكلفة العملية الجراحية فيضطر الى مغادرة البيت و البحث عن وسيلة يجمع بها ثمن العملية من عند الأقارب و الأصدقاء ، يترك الأب البيت و يوصي ابنه و ابنته برعاية أمهما في غيابه و يحصلا على الحليب و الخبز من عند البقال المقابل لهما إلى حين عودته إلى المنزل و أثناء غيابه تحدث للأم المريضة مضاعفات ، فيتم نقلها من جديد إلى المستشفى
لابد من إجراء العملية ، ماالحل؟
436356385_7471765722911721_4719617646241627727_n.jpg

لم يجد الولد من وسيلة، و من فرط إيمانه بالله ، أخبر الولد شقيقته : بأنه سنكتب رسالة ، سالته أخته لمن نكتبها؟ ، قال الإبن بعفوية الطفل البريئ : ساكتبها إلى الله ربّ العباد، أخرج الولد ورقة و قلم و قام بكتابة رسالة إلى الله يستنجد به فيها بعبارة تحرك المشاعر و الوجدان و الضمير، و وضع الرسالة في غلاف و ملأه بزهور تعبر عن ريح الحسن و الحسين ابنا سيدنا علي و فاطمة الزهراء رضي الله عنهما، واصفا في الرسالة وضع الأسرة البائس، و أن الله يرعى الفقراء و المساكين و كتب اسمه و اسم شقيقته و القرية التي يقيمان فيها دون تحديد العنوان و رقم الباب.

يا للبراءة في كل تجلياتها
وضع الطفل و شقيقته الرسالة في صندوق البريد، و عادا مسرعين الى البيت، و لما جاء أعوان البريد لفرز الرسائل سقطت تلك الزهور و أطلقت رائحة طيبة عمّت مكتب البريد، فإذا بالرسالة تقع في يد سيدة ملتزمة، و لما كانت الرسالة بلا عنوان و كان غلاف الرسالة مفتوحا أخرجت تلك السيدة الرسالة و قرأتها ، فإذا دموعها تنهمر ، و صارت تبكي بصوت عالٍ جدا : يا للقلوب القاسية يا للقلوب المتحجرة
التف حولها زملاؤها وسلمتهم الرسالة ليقراوها ، أخذوا الرسالة الى رئيس مكتب البريد و لما قرأها ذرفت عيناه ، و التف إلى الموظفين ليتفق معهم على مساعدة هذه الأسرة ، على أن يجمعوا ثمن العملية و يقتطع كل واحد من راتبه الشهري مبلغا معينا ، و راحوا يبحثوا عن مكان إقامة الطفل و شقيقته و انتقلوا إلى عين المكان بسيارة إسعاف و نقلوا الأم الى المستشفى و أجريت عليها العملية، كان فضل الله أن امتثلت تلك الأم إلى الشفاء قبل عودة الزوج إلى البيت، في اليوم الذي عادت فيه الأم من المستشفى إلى بيتها عاد الزوج فإذا بسكان القرية يجتمعون حول بيته يهنئون الأم على نجاح العملية و خروجها من المستشفى بسلام

الفيلم طبعا يبين أن الله قريب منّا ، يكفي أن نثق به و نعتصم بحبله و أن نوجه إليه دعواتنا بأن يفرج عنا همومنا و يحل مشاكلنا و حتى في حالة مرضنا و ضعفنا ( وإن سألك عبادي فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني) ، هي براءة طفلين استنجدا بالله تعالى فاستجاب لدعائهما و الحمد لله على كل شيئ .

الخلاصة/ بعيدا عن المسائل الفقهية و المذهبية ، السينما الإيرانية استطاعت أن تحتل مكانة في الفن السابع من خلال معالجة القضايا الإجتماعية و باحترافية تجعلك تتفاعل و تتجاوب مع أحداث القصة و كأنك عشتها في حياتك و لو أنها من الواقع
علجية عيش

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى