حسن فتح الباب - أحـــداق الجيـــاد.. شعر

الخريف الجهْم خلف الباب...
والرحلة حانت.. والجياد
وقفتْ بين الفصول الأربعه
أبصرت ريح الشتاء
رَكِبتهْا.. أجفلت
فقَدت غُرَّتها.. أعرافها..
مادت إلى الطين..
هوت كل الغصون
في سراديب الضلوع العارية
فقدت كل الدروع

يا جيادي استيقظي
أقبلت ريح بواديك رخاء
من ينابيع الأعالي البارده
يشرئب العُنُق الضامر في وجه السماء
يولد المستضعفون
غير أن الأعين الجوفاء والقلب الخواء
لا ترى النبع ولا الريح الرخاء
ويظل النِّطع ينداح.. وتستعلي الحصون
وتدق الساعة الصماء فى البرج..
وتنصبُّ شآبيب المطر
تختفي ريح الصبا
يا جيادي فاتك الركب ولكن الفصول
وقفت بين الجباه السود..
والليل ارتمى بين الحوافر
وأتى الصيف فكانت شمسه جرحاً..
وكان الناي أحزان مسافر
وعلى الأفق بقايا من شهاب في الأفول
ليس يحيا أو يموت
وضراعات نخيل ينتظر
ومخاض لضحايا يخرجون

آه يا طير الشفق
حائماً من حول أحداق جيادي
جئت من قبل مواعيدك في الفجر
فغشَّاك الغسق
أترى يؤذن مسراك على الليل العقيم
واسوداد الغرر البيض بقيعان الهشيم
برجوع الموجة البيضاء في نهر الجليد
وأزيز النار في الريح وأكواخ العبيد؟

يا جيادى.. لا تُراعي
تخمد النيران في المذبح يوما
والمغنون يبيتون جياعا في العراء
ثم لا ينفضّ إلا الأُجَرَاء
غير أن الريح ترعى في الرماد
ويكون المستحيل
حينما تلوين أعناق الفصول
لا تموتين.. ولكن تُرْجَمين
لتعودي من جديد
ها هي الأبواب ترتد..
ويشتد اصطخاب الأمكنه
واستباق الأزمنه
يا جيادي.. فامتطي الريح الأخيره

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى