عاشور فني - الليل..

مضى كل شيء إذن
لم يعد أحد يلتقي أحدا
أغلق الناس أبوابهم واستراحوا
ولم يتركوا كوة في نوافذهم
يتسلل منها الضياء
كأن النهار الذي كان ما بيننا لم يكن
لماذا إذن تتسلل نحوي حمامة
هذا المساء
وقد أغلقت دونها الشرفات
وكل شقوق الوطن
على وجهها بسمة المتعبين
وحزن اليتامى
وغصن من الدمع في جفن أم شهيد
تحركه نسمات الشجن
مضى كل شيء
ولم يلتفت أي شيء إلى أي شيء
ولم يبق من مرح الخطوة القزحيِّ
سوى ليل مقبرة , وصباح كفن
(.. خطا شبح خطوة
ثم قَدَّمَ أخرى إلى جهة في الظلام
فألقت به خلف سور الزمن
كأني هنا منذ يوم القيامة أنتظر السندباد
وأبحث عن جهة للرياح
وعن مرفأ للسفن
كأن جميع الدروب تؤدي إلى صخرة
والمدى يتفتح عن هوة لا قرار لها
فإلى أي (روما) تهاجر هذي القرى والمدن
كفى.. لا تخن أيها القلب
كيف أصدق زاوية في الطريق
وأنسى الصباح الذي مد قاماتنا
(شجرا في (الفرات
و(فاطمة) في الجبال
(ومئذنة في (عدن
تكسرت الأغنيات على شفتي
جرَّحتني عذوبتها
فارتعشت
وما كنت يوما سوى رعشة في وتر


عاشور فني

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى