نصوص بقلم أنس الرشيد

لم أكن أظنُّ أنَّ طريقًا دخلتُها –خطأً في قرية نائية- ستوصِلُ إلى امرأةٍ وحيدةٍ؛ اسمها (تماضر) تتحدث اللغةَ الإسبانية، وتكتبُها.. وتكتب بها. ارتابتْ منّي في بادئ الوصْل؛ حتى برّدت القهوةُ أعضاءها. فسألتُها: لِم أنتِ مُعتزلة؟ ..فتنهّدت، وعادت تغربُ في عينٍ حمئة: أشعرُ بفجوةِ الألم ! .....! فشعرتُ...
(الحدث السوري عاد لغزا ، استوجب التفكيك .. ) جملةٌ تكادُ تكون مبهرةً لوعي الناقد.. لكنه حين يغوصُ في بحرها؛ بحثًا عن عُدةٍ لا تحيل الحدث إلى لغزٍ من جهة أخرى , ينكفئ مخفقًا !! . لكنَي سأطرحُ –هنا- مقولة (الحدث؛ ألصق ما يكون بنا، وأبعد ما يكون عن إدراكنا) وأنطلقُ منها إلى قراءةٍ مفترضةٍ لعمل...
أومأ فرنسيُّ لفتاةٍ عربيةٍ في مقهىً باريسيّ؛ لا يراها إلا هوَ... إلا أنها أشاحتْ بوجهها عنه؛ وأسقطتْ كبرياءه.. فسأل نفسه: - أتعرفُها؟.. - لا. ولكنها.. تعرفني من لحن القول؛ فأنا فرنسي وكفى. - هاااأنتَ تتكسّرُ أمامها؛ كعطرٍ فرنسيّ؛ ضاعت في الدربِ روائحه. لكن قل لي: ماذا أعجبك بها؟ - لسانُها...
في بيتِ نزار قباني، حكى درويشُ عن قَمَرٍ ضمهما؛ ليتجادلا حكايةَ الشعرِ.. قال على لسانِ نزار: منذُ تركتُ دمشقَ تدفّقَ في لغتي بردى، واتسعتُ أنا شاعرُ الضوءِ .. والفُلَّ لا ظلّ .. لا ظلّ في لغتي أنا العفويّ، البهيّ أُرقِصُ خيلَ الحماسةِ فوقَ سطوح الغناء وتكسرني غيمه. صورتي كتبت سيرتي، ونفتني إلى...
مَنْ الشخصُ الغريب النائمُ في نعشِ درويش؛ فهو كحبَة قمحٍ عاد ثانية ليشيَع نفسه؛ ويصحح ما تبقى في قصيدةٍ جاءت من الإحساس بالمجهول .. هنا ننبش الذاكرةَ -في الطريقِ إلى نعشِ محمود- عن مفهوم الشعر بصفته تجربة دائمة لشيءٍ لا يبين منه إلا جزؤه العلوي . ونعني هنا أننا في محاولة للاكتمال بصورة دائرية...
أعلى