تسلّق جدار المدرسة ، قفز إلى باحتها ، ودخل صفّ ( سامح ) ، من النّافذةِ المكسورة ، وفي الصّفّ كان بمفرده ، شعر بالفرحة تجتاحه ، جلس على المقعد ،واضعاً يديه أمامه ، مستنداً على المسند ، دار على المقاعد ، وجلس الجّلسة ذاتها ، وجد قطعة ( طباشير ) فأسرع نحو السّبورة ، وبدأ يرسم خطوطاً كثيرةً ،خطوطاً...
في صباحٍ مشمسٍ ، وبينما كان رئيسالمخفر ، ( أبو رشيد ) يجلس على كرسيه ، فوق المصطبة ، عند باب المخفر ، حيث كان يدخن ويتلهى بمراقبة القرية القريبة ، عبر منظاره الجديد وإذ به يلمح رجلاً قروياً يتّجه إلى العراء ، وحين ابتعد عن الأنظار ، تلفت يمنة ويسرة ، ثمّ رفع ( كلابيته ) على عجلٍ ، قرفص ، وخلال...
أكتبُ على جلدي
أنا لستُ هنا
كي لا أبحثَ عنّي
وأطرقَ بابي
أتخفَّى عن وجودي
لكي لا تأتي روحي
وتتلبّسَ أوجاعي
ولأجلِ أن لا ينحشرَ
قلبي بداخلي
وينهالَ عليَّ بالأسئلةِ
تفكَّكتُ عن كلامي
تباعدتُ عن أنفاسي
لا أريدُ الاجتماعَ بي
ولن أنامَ مع نبضي
ليلةً واحدةً
أنا أشلاءُ الانهزامِ
غبارُ تهدُّمي
خطفت منّي...
منذ اليوم الأول ، لتعيينها مديرة للمؤسسة ، شعرت
بانجذاب نحوها ، بهرني جمالها ، سحرتني لحظة صافحتها ، لذلك وقفت إلى جانبها ، رغم أنني كنت طامعا في استلام الإدارة .
ما حاربت المدير السابق ، إلاّ لأحلّ مكانه .. ومع هذا مددت لها يد المساعدة ، أنا الذي كنت أضمر لها الشر ، يوم تسرّب خبر ترشيح...
أعلنت وزارة الترببة مسابقة لتعيين مدرسين للّغة العربية ، فسارع " تحسين " وقدّم أوراقه .. لقد مضى على تخرّجه سنتان وهو دون عمل .
كان عليه أن يخضع لفحص المقابلة في العاصمة
، وحينما عاد كان متفائلاً ، لأنّ اللجنةالفاحصة سرّت من أجوبته ، ومما ضاعف من سروره ، إعجابها بقصيدته التي ألقاها...