ظافر الجبيري

- سأكون معك حتى النهاية. ومدّت يدها لي ، فمددت يدي ، ترددت في السير معها بدءًا.. كانت باسمة و حالمة فنسيتُ الرسميات وتذكرت بساطتي التي حفظتني كثيرًا من قلق التوجسات ! وفرحتُ بالسير مع محبوبة تضحك للبسطاء مثلي ..تأسف للحزانى ،فتنسلّ دموع ليست لي، لكنّ مجراها يمرّ على قلبي .. توقفتُ...
عشقتُ البحر وسرت مع الرمال عمرًا، ولهوْتُ على الشطّ والنوارس فكانت (جَدّة ). قضيت مع الشريكة الآفلة شهرا من رحيق ، وزيارات تالية لا تنسى فكانت (جُدّة). فقدتُ ما فقدتُ ، وها إنني أزور قبرَ أمّي ، وأنكأ ذكريات الشهر البعيييد، فأدركت أنها لا تكون إلا (جِدّة)...
دخلْنا معًا إلى مكتب المدير الكبير، كلٌّ منّا يحملُ معاملته في يده . انعطفتُ يمينًا ، مررتُ بشُجيرة الظل، امتدحتُ ذوقَه العالي ..أخذتُ دورةً حولَ الطاولةِ الفخمة لسعادته ، حاذيتُ ظهرَ الكرسيّ ، مسحتُ غبارًا لم يوجد، أعطيتُ الداخل معي فرصة لينتهي أو يصْرفَه المدير، ولأنّي مهّدتُ طريقي مرورًا...
فيما الوحدة ُسيدة ليل كتوم ، ينعق بوم غيرَ بعيد على طرف بيت (السيد ج) كان الوقت مساء ،وقد خف شعوره قليلًا بتواريخ الفجيعة! وبعد يومين من حلم انفلات سيارته في وادٍ سحيق . يستعيد ذكرياتٍ مبعثرةً لامرأة ترحل من المكان ببطء ، يتذكر فستانها القديم في خزانة الملابس في غرفة مهجورة.. حذاؤها تحت...

هذا الملف

نصوص
19
آخر تحديث
أعلى