عبدالرحيم جيران

ليس من المستبعد ألّا يكون الكاتب- مهما بلغت تجربته من شأن رفيع- بمنأى عن العثرات التي قد تُربك حساباته الفنية، فالممارسة الإبداعية – خاصة التجريبية منها- معرضة دوما إلى ما يحتمله الإنجاز من تكلفة على مستوى الإتقان. وإذا كان الأمر كذلك فمن الخطأ عدُّ كل ما ينتهي إلينا من إنتاج المشاهير جيدا،...
تنبغي الإشارة- قبل مُعالجة العلاقة بين فعل السرد وسارده والتجربة – إلى مجموعة من التحوّطات الإجرائيّة، وفي مُقدِّمتها اتّخاذ الحكايات المُؤطَّرة مجالًا لفحص هذا الأمر، وثانيها، أنّ مفهوم التجربة لا يقلّ تخييلًا عن الحكاية، وثالثها، النظر إلى فعل السرد من منظور مختلف عن التصوّرات السائدة في النظر...
في الغد، ربما لم يكن بالضرورة ما يلي يومي هذا، رأيتني أقف هنا على الرصيف المبلّط، بكل تأكيد كنت أنا، وإلا فاللوم على بديهة من يرتاب في ذلك، كنت بالفعل هناك، كل المؤشرات الخفية والظاهرة تقول بأنني كنت قد استخلصت تذكرة السفر، ومررت بالباب المفضي إلى الرصيف لأقف فوق أرضيته المبلطة بزليج لا هو...
سنخالف في هذا المقال طريقتنا المألوفة في بناء المقالات؛ والقائمة على الانطلاق من أسئلة إشكالية، لكونه يستهدف تقديم إجابات لحل إشكالية محددة تتصل بالكيفية التي تتمظهر بوساطتها الهوية سردا. نحن نعرف الإجابة التي يُقدمها بول ريكور في هذا الصدد؛ إذ يربط هذا التمظهر بثلاث عناصر: الحبكة السردية،...
أستأنف في هذا المقال ما شرعت في إثارته في المقال السابق من أسئلة حول مفهوم الهوية السرديّة عند بول ريكور. وأتّوجه مباشرة إلى الهاجس المنهجيّ الذي اُتّبع في بنائه (المفهوم). وأقف في البداية عند ثلاث ملاحظات رئيسة: أـ أوّل هذه الملاحظات تتّصل بعيب منهجي ومنطقي؛ والمقصود بهذا الحل الذي انتهجه بول...
يتصل الربط ـ في العنوان أعلاه ـ بين النفسي والاجتماعي في تفكر الهوية في الحكي بمجموعة من الأسئلة الأسس: إذا كانت الهوية مثارة في النظريات النفسية ـ بهذا القدر أو ذاك من الأهمية ـ فما طبيعتها؟ وأتعد نفسية خالصة؟ أم هي نتاج تفاعل الذات ـ وهي تتشكل لتكتسب قيمها الخاصة ـ مع محيطها الاجتماعي؟ وهل...
إذا كانت مقولتا التحديد والتوجه المصنفتان تتصلان بالإرادة بوصفها مستوى أعلى يضمهما، فإن مقولة التثمين المصنفة لا تتضمن فيها؛ وهي تالية عليها في الصيرورة السردية؛ ومن ثمة فهي لا ترتبط بالعمل (القوة الداخلية الدافعة) بقدر ما تُعَد متعلقة بالفعل، وهي من طبيعة ذهنية بدرورها، وتدخل في باب النتاج الذي...
تطرح مسألة الهوية في السرد مشكلات كثيرة، وليست بالسهولة التي يتصوّرها البعض؛ فهي موضوع يُصاغ بموجب الحوار بين مكتسبات الفلسفة، ومكتسبات الجماليات. لكن هل الهوية السرديّة مماثلة لمفهوم الهوية الأُنطولوجي، كما هو وارد في الأدبيات الفلسفيّة؟ وأتُعَدُّ الأسئلة التي تنبغي إثارتها واحدة في الحقلين...
الهوية: من الفكري إلى حل المشكلات عبد الرحيم جيران Nov 03, 2017 نحتاج لتطوير مفهوم الهوية السردية كما نظرنا له انطلاقًا من التوتر بين التصور (التطلع) والتحقق أن نعمق أسئلة ما زالت معلقة، ويتصل الأمر بمعرفة ما إذا كان الفرد متطلعًا فحسب؟ وهل يُحدد بما يحققه من تطلع وما لا يحققه؟ ويقود هذان...
سنعالج في هذا المقال مشكلتين في تحديد اشتغال الهوية سردًا: مشكلة التجديل بين المُفكَّر فيه والتجريبي. ومشكلة الاستزمان. ونعُد المشكلتين معًا متعالقتين، ولا يُمْكِن الفصل بينهما إلّا منهجيًا. وينبغي موضعتهما معًا في قلب السؤال «لماذا نحكي؟»، بما يقود إليه من أسئلة فرعيّة تتعلّق بالبقاء والحماية...
أزقَّةٌ ترتدي الموتَ القديمَ، يدا السماء فوقُ تُحيك وجهةً لغد لا يستبينُ خطاهْ، كما الصدى من غير حائطٍ، أو كما وشم قديم اندثرْ... مثل السراب يُجلّل الرؤى تأتين خلسة، ثمّ ترحلين قبل الأوان وراءك اللصوص وغيرهمْ مِنَ السوقة، كأنّما ليلُنا استطاب منّا ذلّنا وصمت القبورْ، والجهل يروي عنّا قصص العقم...
هناك موقفان اثنان في النظر إلى الهوية: موقف يُنادي بضرورة النظر إليها من زاوية ثباتها في الزمان (الموقف العقلاني ـ الجوهراني)، وموقف يَعُدها متغيرة (الموقف التجريبي، والموقف ما بعد الحداثي)؛ وكل من الموقفين يتصل برؤيتين مختلفتين تعكسان التضاد الذي يكمن خلف تاريخ الفلسفة الغربية: الثبات والتغير...
يصطدم اتصال الهوية بالزمان بمشكلة وحدة الأنا الموجودة بوجود الذات في العالم؛ وأمر من هذا القبيل يجعل من زمانها أولانيا ومتعاليًا وثابتًا بدروه ما دامت وحدة الأنا لا تعني واحديتها فحسب، بل أيضًا ثباتها؛ والحال أن الزمان هو تخارج تجديلي لا يقوم على التقدم نحو الأمام، بل على تفاعل بين التقدم...
يمْكِن عد مقولة التعرف في تصنيف الهوية السردية بمثابة مُجمع هوياتي؛ أي أنها تؤسس المحصلة النهائية، التي تنجم عن تضافر كل المقولات المصنفة السابقة في تحديد الهوية السردية للذات الساردة الفاعلة. وتُعَد في الآن ذاته هدفًا لكل صيرورة أو حبكة سردية، لكن هذا الهدف لا يُعَد نتيجة تأتي في نهاية حركة...
لا استذكر مصر إلا من خلال صورة جمال عبد الناصر بإنفته التي كنت أُصادفها في الصحف، وأنا طفل يُكلِّفه أبوه بقراءة جريدة العلم وهو يُجالس رفاقه للاطلاع على أخبار حرب 1967. مذّاك صارت مصر سؤالًا يطرق الرأس ويهتز له وجيب القلب، سؤالًا يلحّ عليّ حين أعود إلى لحظة مؤلمة من حياتي، وصارت جزءًا من مسار...

هذا الملف

نصوص
63
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى