محمود البريكان

ترقد في التراب الندي تتفتق عن ساق صغيرة تصعد بنعومة الى الشمس ها هي شجيرة مزهرة بخضرتها تحتفل بخروجها الى عالم النورتراقص النسيم يتفرع جسدها وتتشابك اطرافها محطة للطيور الغريبة يتناجى تحتها العشاق ويذهب الاطفال اليها مثقلة بثمارها تحلم باليد القاطفة وبربيع قادم وخريف تنثر فيه اوراقها...
مدونة الوهم لا تنتهي ,النهايات تبدأ دورتها, القصائد تنفض اسرارها وتغادر منطقة الصمت, ها انا اجلس بين رماد الحرائق منتظرا ان يتم انطفائي , وان تبعث النار , انتظر اللحظات دهورا , دهورا سانتظر اللحظات وسوف ابطيء عبر سبات الشتاء رؤاي. اغني ولا صوت لي , واغامر ان استقر الحدود, وكيف استر عري الحقيقة...
دعوتموني لاكتشاف قارة أخرى معاً وأنكرتم عليّ رؤية الخريطة أؤثر أن أبحر في سفينتي البسيطة فإن تلاقينا فسوف نحسن الذكرى. قدّمتمو لي منزلاً مزخرفاً مريح لقاء أغنيّة تطابق الشروط أؤثر أن أبقى على جوادي وأهيم من مهبّ ريح إلى مهبّ ريح جئتم بوجه آخر جديد لي متقن حسب المقاييس المثاليِّة شكراً لكم لا...
سبّورة من معهدك تخلع حائطها.. تروغ عن عموديّتها تستدير تترامى على أفق نعشك رذاذ الطباشير يُعربك.. مبنيّاً على السكوت وممنوعاً من الحرف * * * نظّارتك الداكنة لا ترى من بعيد ملّوية المقبرة التي وضّأتْها الصواعق ذات مطر.. نظّارتك وحيدة تتلطّخ بحمأ الخنجر. إسطوانات موسيقاك لا تدري في أيّ دنّ كنتَ...
أروي لكم عن كائن يعرفه الظلام يسير في المنام أحيانا، ولا يفيق أصغوا اليّ أصدقائي! وهو قد يكون أي امرئ يسير في الطريق في وسط الزحام. وقد يكون بيننا الآن، وقد يكون في الغرفة المجاورة. يمط حلمه العتيق! * اعتاد أن ينهض حين تقرع الساعة دقاتها السبع، ويعلو صخب الباعة يفتح مذياعه يصلح شاربيه أو يدهن...
أوبئةٌ مجهولةٌ تفترسُ الأرواح نحن هنا أشباح تنحتُ أحلاماً من الحجر . . سافرْ الى قرارةِ المُحيط إنْ شِئتَ ، أو فارحلْ الى القمر هيهات أن تسحركَ الصوَر ما أنتَ بالبسيط وسوف لن تفهمَ شيئاً من فم القدر . . يوقظكَ الصباح لتسبرَ الليلَ ورؤياه وأنتَ لا تذكر مسراه ! . تروي لكَ الرياح ما دفنَ التاريخُ...
يصطخب القطار في طريقه الطويل في نفق الظلمة نحو مطلع النهار وددت لو يموت عنا ذلك النهار وددت لو ينحرف القطار عن دربه المشؤوم (آه أيها الجنون يهوّم الأطفال في تراقص الظلال وتغرق النسوة في السكون،والرجال يغفون في غير مبالاة ويحلمون حلمهم المألوف….) فوق الخشب البارد والمعدن الصليب أطوي جسمي الراعد...
الشاعر محمود البريكان ينتمي بحسب التحقيب الجيليّ المدرسيّ إلى جيل وصف لدى بعضهم بالجيل الضائع، وربما سماه آخرون (جيل الخمسينيّات) تمييزاً لشعراء هذا الجيل عن جيل الرواد المعروف المحصور بأربعة شعراء رواد جرى الاتفاق المطلق بشأن ريادتهم، وهم بدر شاكر السيّاب ونازك الملائكة وعبد الوهاب البياتي...
في العام 1984 كَتَب الشاعر العراقيّ محمود البريكان (مواليد البصرة في العام 1931) قصيدة بعنوان: "الطارق"، يهجس فيها بارتياب أقرب ما يكون إلى الكابوس: "على الباب نقرٌ خفيفْ/ على الباب نقرٌ بصوتٍ خفيفٍ ولكنْ شديد الوضوحْ/ يُعاودُ ليلاً، أراقبهُ، أتوقّعهُ ليلةً بعدَ ليلةٍ/ أصيخُ إليه بإيقاعه...
يظل فهم منجز محمود البريكان (1931ـ 2002)، وتحديد موقعه في الشعرية العراقية غير مكتمل إذا لم يُنظر له بوصفه حالة شعرية، لها من الخصوصية ما يوطد صلتها بجوهر تجربة الإنجاز الشعري، مثلما يتعدى بدوره حدود الزمان والمكان منتقلاً بها إلى الأقاصي المضيئة للتجربة الإنسانية حيث سؤال الحرية يجدد الوجود...
((وبينما يستقطر الشاعرحكمة الاجيال ، ويسبر أغوار الحزن والفرح، ويطلق جناحه في أبعاد الكون، تترجمه الصحف اليومية إلى اعلان،وتلتقطه عدسات التصوير موضوعا للفضول. وعندما يذهب، يبدا المثالون عملهم. انه يستشهد مرتين. هل يشعر جميع الشعراء بالحزن أمام التماثيل؟ هل يشعرجميع الشعراء بالتيه امام الاضواء...
ـ سيادة الفراغ.. محمود البريكان دراسة ومختارات عبد الرحمن طهمازي/1989 2ـ الإبلاغ الشعري المحكم/قراءة في شعر محمود البريكان/عن دائرة الشؤون الثقافية 20013ـ العراق على آنية الصمت/دراسة نقدية في شعر البريكان/ منشورات بابل 2006 4ـ محمود البريكان بين فلسفة الصمت وصمت الفلسفة/بيت الحكمة بغداد 20085ـ...
الزمن فلسفيا من خلال ثيمة الحب والمرأة في شعرالبريكان . عرفت اصناف من الكتابات عن الحب في الشعر العربي منها العذري والصوفي والواقعي وفيما توغل عمر بن ابي ربيعة وابو نواس بوصف الجسد تقرا للعباس بن الأحنف ( لا يضمر السوء ان طال الجلوس به ..عف الضمير ولكن فاسق النظر ) . يتعذر على أي ناقد او...
إشارة : [رحل الشاعر الكبير الرائد المُجدّد “محمود البريكان” بطريقة مأساوية وطُويت صفحته كالعادة فلم نشهد خلال السنوات الأخيرة بحثا تحليليا حازما ومخلصا ومستمرا في تراثه الشعري الباهر المميز الذي شكّل علامة فارقة في مسار الشعر العراقي والعربي. تدعو أسرة موقع الناقد العراقي الأحبة النقّاد...
البريكان.. حارس الفنار تقديم: منذ ثمان سنوات اغتيل الشاعر الكبير محمود البريكان في داره في مدينة البصرة، ولم يكن اغتياله بالحدث الهين الا أن السلطة آنذاك وهيمنتها على كل ما له علاقة بالثقافة وتسييره باتجاهها لم تعط أهمية لأغتيال البريكان الذي يعد من اكبر الشعراء العرب وأهمهم في تلك الفترة...

هذا الملف

نصوص
60
آخر تحديث
أعلى