فوزية العلوي

أعدّوا لنا ضوءنا وهاتوا لنا قمرا عاشقا يصاحب أحلامنا في العراء دعوا خيلنا ترتوي من حمانا فبعد حمانا تظل المياه أجاجا وبعد حمانا تغور النجوم بأحقافها وبعد حمانا يصير الرخاء عجاجا أعدّوا لنا الطيرذات اليمين وخلوا الشمال لأعدائنا وقولوا سلاما سيهمي سلام وخلّوا الملام لأحزاننا.. فوزية العلوي
كنت دائما ماهرة في صناعة الحزن حتى إذا عن لي رسم قيثارة صارت جدثا وتلوين تفاحة استحالت قنبلة اي نهر من القهوة المرة هذا الذي يجري في عروقي اي دقات طبل حرب هذه التي تصدر عن قلبي سنوات اتهجى الصعود إلى لؤلؤ الوقت غير أن يدا من حديد تجذبني من ردائي تقد حظي من دبر رغم أنني لم أشته يوسفا ابدا ولا...
لسنا ندري ليلتها ما وقع، ربّما كان نومنا ثقيلا قليلا بما لم نعتده، لكننا نهضنا في صبيحة اليوم الموالي فوجدنا قطعا من القمر. سقط القمر ليلتها ولم نفطن، ولا ندري لأيّ أمر سقط القمر؟ خمّننا أن أمرا جللا قد جعله يتهاوى ويتكسّر كالطّبق الصّيني، ربّما كان أفرط في السّهر؟ أو أنّ بحشاه ثلمة ما؟ أومن...
نحتاج الغيم كي ندّثر بالمعاطف والشاي الدافئ لنفتح الباب للشتاء نحتاج البرتقال لنستمتع باستدارة الشّمس والنجم البعيد لنحنّ لصوت الأحبّة نحتاج الحفيف لنعيد تهجئة حروف الغياب حرفا حرفا وارتعاش الفراش كي لا نسكب دورق الماء قطرة قطرة على شفاه العطش نحتاج البوح كي لا ننسى التفاصيل.... للخريف صوت...
ككلّ الحجارة التي لاتنتمي الى جدار كنت انظر الى مصيري المرميّ في العراء لم أكن خائفة من الزلزال لان الاصل في الانهيار يكون للحجارة الملاصقة ولا مشتاقة لانني لم أجرب معنى العناق لكن ما حصل في المطر كان غريبا عندما حاول الماء ان يجرفني كانت جذوري ضاربة في الأرض سأنتظر لون زهوري إذن عندما تسطع...
جنوبا اؤوب وفي البال ناي وفي الصوت طيب وإني اذا ما رماني زماني طلبت من الريح عونا فجاء الهبوب وان سقامي فراق بلادي وإما لثمت الثرى في رباها اتاني مع كل زهر طبيب. ويا كف امي ترفق بقلبي فإن الغزال بعيد غريب ويا صوت امي أحب غناك رفوفا رفوفا لها عندليب . ويا وجه امي أحب السحاب اذا جاء منك لبست من...
لست لي كما الليل والبحر وبنات آوي والنباتات الوحشية المنتثرة بين الصخور لست لي كما الرمل والنجمة القطبية وقوس قزح وقوافل البط التي تمخر البحيرات البعيدة لست لي كالريح والاهرامات ودجلة وصياد في بحيرة فيكتوريا وتمثال خوفو ولست لست لي كمزاهر قرطبة وأغاني الأعراس في التيبت وفصول فيفالدي الاربعة...
لم أخبره بأن الشمس تأخرت اليوم لا بسبب تبدل الوقت أو انتشار الغيوم بل بسبب المظلة التي اعتمرتها لم أخبره بتغير ملامح الطريق لا بسبب الأشجار التي غرستها البلدية أو اللوحة الجدارية التي رسمها الشهداء العائدون إنما بسبب النظارات الملونة التي اقتنيتها سأخبره الآن بأني افرغت أدراجي جميعا من الاوراق...
للأرض أن تبلع ماءها وللنّاجين من الطوفان أن يرمقوا غضب الغيم الآتي لهم أن يزرعوا في طميهم ذرة أو يعجنوا بالشمس زهرتها حتى إذا وقفوا ظلّت تدور بهم كلّ جهات الأرض.... ما كان لأمّي في غمرة الأوجاع أن ترمق لون شعري ولا أن ترمق خطوط العمر في كفّي ولا حتى خطوط الحظّ ها يبتدي عمري هنا. وها حيني هنا ،...
هم اسلموه لليل وانا أعد نهاره هم يزرعون في صدره العوسج وانا اغري الزنابق بكفيه هم يدعون الأرض كي تعاديه وانا أسر للوطن أن لا يختط رمسه خارج قلبه رجل في قلبه صفصافة وامرأتان وعند قدميه يتوالد الرمان وشجر الحناء والسرو الذي ظله كالسيف أبوابه مشرعة لقرى الطير واليعاسيب وبيته من طين لذلك تشم...
لست خجلى ولا أخفي شيئا أنا كما ليمونة باحت بأصفرها للعابرين وكما قرنفلة ضجّت بعطرها فعضّت على سبّبتها لينفجر الدم أنا الغيمة التي انتظرت طويلا خريفها فكيف إذن ستهطل دون ضجيج انا لست خجلى ولا أخفي شيئا أنا امرأة تبدّدت في أغنية وانهمر قلبها في نشيد أنا امرأة عشقت حدّالثمالة حتى طار الحقدمن...
أرى ولا أبصر أحدا. كأنّي الذي في منامه يمشي وأخطو على بدد من تراب .. وأنصت أنصت لا أحد الآن يسمعني، ترى أين غابوا، فهذي بيوتاتهم تمدّ إلى الريح أعناقها وهذي تفاصيلهم كلّها ماؤهم في القراب، خناجرهم عانقت غمدها ، بعض ملح غريب مسجّى على خبز حنطتهم في الخلاء، ركاب بلا فارس يمتطيه . نواوير سرج معفرة...
في العصور الأولى عندما كان القمر رجلا والشجرات أمهات كنت امرأة بعينين دافئتين وعنق كالجمار وقلب كرغوة النهر كنت عاشقة للنهر وكان يهفو لي إذ أضع قدمي على الحصى فيلثم جسدي بشفاه الأسماك الصغيرة كنت امرأة أسري مع الفجر أجمع القش والأعواد واوقدها حتى إذا تنفس الفجر وجد البن في فناجين الخزف الأحمر...
قلبه في كفّه وعيناه نجمتا ليل آفل بين جرحه والجنّة موضع وطنْ يجري كما الرّيح وينادي بأعلى شلاّل دمه ، يا بلادي انتظريني أنّي أنا شجر الطرفاء وصنوبر الغابات جميعا والهزيع الأخير من صبر الأمهات الساهرات ينزل حثيثا في سفح البلدات المتربات ويلوح بالأحمر والأبيض يا أنت يا خوخ بلادي وياثلج تالة...
الشعراء.. سلالة الدراويش والسلاك ما تبقي من الصعاليك الهائمون علي قلوبهم الخائفون من غضب الكلمات الغاوون كفراش الحقول النائمون بأجفان مفتحة المجهشة أصابعهم علي صدر الورق المتعمدون أبدا في نهر الحبر عفوا هل قلت الحب؟ المطرودون من مدينة أفلاطون المشيدون لأخرى علي أنقاض إرم ….. الشعراء... اسلافي...

هذا الملف

نصوص
330
آخر تحديث
أعلى