ديمة محمود

أنا أتقيأ الآن نعم أتقيأ! ألعنُ الجيناتِ التي صنّفتني لِلحظيرة الآدمية وأعارتني لهذا الهباء * أتمنى لو كنت قطةً جرباء أو شيرازية أو كلباً مسعوراً أو مهذباً لا يهمّ أتمنى لو كنت طيراً صغيراً أو ذبابةً محملةً بِميكروبات مقالبِ النفاية أملك جناحين لأذهب بعيداً وأنتزعَ روحي من هذا الوكر البشريِّ...
لو تركتَ الباب موارباً وألقيتَ تحيّةَ الصباح لالتفّتْ ضفيرتي على يديك أو فلتتْ من معصمي شفتاي * لو تركتَ الباب موارباً وأجبتَ الهاتف لتسلقتْ خدّي خطوطُ جبهتك وعدتَ على جناح السرعة * لو تركتَ الباب موارباً أقول لو لَما عِثتَ بي كَـأمٍّ ضيّعتْ وليدها وأوردتَني كلَّ هذا الشّطط *...
لستُ بخيرٍ أبداً/ ألْضمُ نقطة المسافة بين الخطيئة والهاوية/ أقضم الفراغ الذى وصَلنى بالاتزان/ بل بتمثُّل الاتزان/ لا أبلعُه/ يلتفُّ على حنجرتى/ فَـأشدّه بِصرامة/ أسحبه بِملقط فراغٍ/ «مَسكرةٌ» من خواء وشوك تشده معى. * هل كان عليها أن تعيش لِتموت/ هل كان عليها أن تصعد وتهبط لِتهوى/ أم كان عليها...
غداً عندما تلتفُّ ساقي بالجبيرة سَيقولون كانت شجاعةً بما يكفي لتعود وبعد عامين عندما ينخلع حوضي وتَتعطلّ فخذي من الأعلى عن الحركة بِمرونة وترافقني السيقان الخشبية سَأطلُّ من عليائي في العرش لأقول كنتُ وحشيّةً بما يكفي لأُجابهَ هذا العالم المتغوّل * سواءً شُفي مفصلي أو تعافى نسبياً وآنستني...
"ثمّة شيء بيننا" كُـرةُ صوفٍ دحرجها وانسلّ في ضوء الكوّة الشفيف ما كانت سجادة السفر لِتوصلَ الغريب لولا أن شُبّاكه نقَرته العصافير أو أن الحويصلات أثقلها القمحُ ولا مناص من منجل * الراحلة تجِدُّ المسير في صهوة السُّرى وريثما تنبلج الشِّباك عن علائق الوشيجة الريح الحبلى بِالفُلّ تتدلى من شرفة...
الوردة ثلجٌ ذاب من قمة جبل تحّلل من أزمةً نقص الأكسجين وانخفاض الضغط وكردة فعلٍ للكبت تفتح ذراعيها لفكّ الارتباط واحتضان التمثيل الضوئي ووخزات النحل * الوردة لا تعترف بالمطلق لذا تمارس التناقض مرتين حينما تذبل وعودها أخضر على أشده وحينما تكون بلا رائحة وترفع عقيرتها باللون * الوردة لا تخضع...
العائدون من الحرب يتخفّفون من الظّلّ والروائح لا يكفيهم جذعٌ ينتصب على حافّة ليلٍ ولا شهدٌ يقطر من وردةٍ ضاعت في الزّحام كانت الفراديس تعيث في تخوم دبّابةٍ آن انتفضنا وما من سبيلٍ فشربنا ماءينا لم يلتفت الحادي ونحن نعيد أجزاء "البازل" من التّراب عنوةً كلّ مرّة هل كانت ذراعه مبتىورةً فباغتَ...
ولأنكَ الذي لن أنسى/ سَأشعلُ البخور من أصابع النهر/ وأُطوّقُ جيدي بِأصداف الكهَنة/ وأشنّفُ أذنيّ بأقراطٍ من تعويذات بوذا/ وأسرقُ مياه العرّافة / لأديرَ رحى جلسةِ الأرواح/ وأُسمّد التراب لشجرة الذكريات/ أقشر لِحاء الانتظار وأفتلُه بِالجوزة/ وسَتذهل غزلانُ الغابة/ من قبّراتٍ كثيرة على الأغصان/...
مأثرةُ حيوانِ أبي الحانقِ عندما انصهرتْ بويضةُ أمي وامتصّتْـه وانسلّتْ علَقَتي من ظهر الـمَـضض والاعتياد وتفشّت بزّاقات الرّيبة والضّجر لم تكنْ في الفحولة وليست لِلمألوف من الإنجاب لكن وبحسب قانون نيوتن الثالث فإن أقراصَ الحُبّ تكدّست في قعر أنسجتي مَرَّ الفَراشُ المتكوّنُ في خِلسةٍ من...
في عيد ميلادكَ الخمسين/ يلوّح المراهقان لي يتعانقان خلف جدار البستان/ يسرقان الوقت ويلعبان “الاستغماية”/ يأكلان السمسمية بجانب “الدفلى”/ شريطٌ سينمائي يهش “الرّجلة” في رأسي. * ريقُكَ الأول/ وشفتاي الطريّتان/ الدوّار الذي انتابني وأنا أغوص فيك/ كفّكَ التي تسري كهرباؤها في كفي/كلما تذكرتُ عناقهما...
قلبُ النسر الذي سقط أمس/ لم يَكُن له / كان حمامةً طافت على العرش/ عبّأتها رماحُ خريطةٍ/ دمٌ صخر/ صكّتها كمّاشةُ شوكٍ/ فرَمتها سياجاتُ الريح فَـهـوَت! *نيوتن الثالث لا يزال حيّاً/ عادت عرجاءَ/ بِـمخلبٍ وثلاثةِ مناقير/ تتوكّأُّ جبّانةً وتسعلُ فوق صليب/ نعم ـ ماتت الحمامة/ تمسمَرت في جَوقةِ تفاحٍ...
على وجه الماء/ تكسّرت جديلتي/ ضمّها نورسٌ أوحد/ وطار بها إليه * أنا البحرُ ضيّع ظلَّه/ فَغوى في التِّيه/ وغرق من لُجة * في رُدهة الطحلب/ هذا البحر لي/ يشدّنا إليه/ فَيغرق لسانُه * والزبَد خطيئة البحر/ وشهوة القاع/ تُعمّدُ الرمل/ فَيولد شاطىء * والزُّرقة شبَق اللون/ تقذف الطحلب/ في رعشة محراب...
لأنّ العناقيد لا تأتي فرادى فإنّني أصدّق _ وجِدًّا_ أنّ أحذيتنا ستحملنا في المسير بعد أن تهترئ سنمشي بها خفافًا أو ثقالًا في سراديب تائهة قد يأخذنا نحيبُ وردةٍ سقطت من كتاب حبيبة نحو الطّريق أو خرقةُ رضيعٍ رموه في رصيف الأخطاء أو مجدافٌ في ضفّة ينتظر اليوم الّذي لا يجدّفُ فيه العاشقان نحو نقطةٍ...
أتـكـوّرُ على ذاتي عَـلّنـي أقتاتُ عُـشـبَ البدايات جـنينـاً أصيرُ وأَنتشي بِـتـمـائـمِ الحبلِ الـسُّـرّيّ ويجذبُني مِـسـكُ الـمشيمة أسترجعُ تلك الأبـديّـةَ التي تعانقتْ زمناً مع أمّـي وتـوحُّـدي معها في كلِّ الـمداراتِ والأفـلاك * طـاهـرةً أغـدو من كلِّ ترسُّبـاتِ الـبشـر ومـجـرّدةً من...
أحبّ وجهي الّذي يعيدني سيرتي الأولى ويمهّد الفخاخ لعثراتي وجهلي وجهي الّذي يُتأتئ اللّغة ويثني القواميس وينكث الأبجديّات والمعابر ويعلّق الأسفار من أنوفها ويهدّد السّلم الأهليّ والتوتّر معاً أحبّ سذاجته الّتي تورثني عدم الاكتراث حتّى بفقاعات الصّابون وبقع الزّيت لن يكون خبيثاً على الأرجح...

هذا الملف

نصوص
31
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى