أمل عايد البابلي

١ حفنة من التراب تبعثرها على شفتيه كيّ تجعله صالحا لبذور الحب وصالحا لندائها الدائم كم حاورها في وجه الريح . ثم نثرَّ القُبل . ، ٢ توشك جمرتها تنطفئ وتتوارى خلف النوافذ المعتمة فيُغطيها الثلج لقتل الدفء في عينيها دون صوتها . ، ٣ على ثُغرها تندلق الغيوم كالغيث فلا تُطفئ إحتراقي بل تُشعل جوفي...
حينما تلوح لي الخطوة بمفردة عرجاء على أزرار الفيس بوك تصير خطوةً فوق الأسمنت حينما يهمس الجدار الأزرق تناديني أرواح الأبواب المنتشرة في بيت العنكبوت وتتقاسمني بينها وبينهم كأنه الدخول والخروج من الشرك الى الشرك اما نافذتهم فلا تتوقف عن التلون المُبهر والكل يطلّي سحنة الكلام على وجهك الماسنجر وجه...
في بلادي تبني في قلبي العصافير أعشاشها .. ليس على أسلاك خوفنا فبلادي تزدحم بها القلوب والغرباء تستغيث ، العصافير تخيط أجنحتها من دموع الأمهات في بلادي وتلبس أضلعهن لتهرب بعيداً إلى المقابر بلا تحية ، وفي بلادي الفتيات ترتدي تنهدات لتسد فقد رجالها فلا تشعر بالوحدةِ بعدما تلعب الأرواح...
تلك النسوة حينما يعجنّ القدر ويجعلن السماء كَمسطح مائي في إبتسامة صفراء تُعلق الظِلال على الأصابع كانهن دبابيس معلقة في حائط بائس .. ،، تلك النسوة حينما يصبغُ عيونهن البياض تتسخ الطرقات بالدمامل والحجر .. كضريبة أخرى تتخثر في الرئتين . ،، تلك النسوة أصابع ترتعش تضمُ قبضتيك ويعانق الجدار صراخهن...
كل الكلمات التي تهرب منا أحياناً كل الحروب التي تدور في دائرتك الخاصة وخطك الأفقي .. كل الافكار المزدحمة في رأسك وهي تفصل ما بيننا وتعم الفوضى فتكاد تبتلعك وما تسببه من إنسداد الطرق وصعوبة الوصول وأستحالة الرجوع .. كلما مضيت نحو الهاوية بخطوات ثابتة كنت مذهولًا لا أنت أنت ولا الكل همُ كل دائرة...
سكاكين المطابخ تقطع أصابعي حين تمرّ على أبوابي وتمنعني من الشروع بالغناء أمام النافذة كيّ لا يصل لك صوتي .. صوتي وما يحمله من شجن كأنه آخر أغنية يحفظها الآباء وأكون بعد الطوفان ومن قبل .. فلا تسألني شيئاً أنا وحدي أقطف الحسرات بوضوح أنا وحدي أسجل في دفتر الغيابات نصف غفوة من بياض قميص السهرة لا...
جسدي الذي أبصر الصراط كان متخماً بشظايا الزمان الأول وقد أكمل إنفراد جناحيه بالأفق حين سمر قدميه في ظلاله كي يحيا .. ويتبرأ مما تُمليه الريح فعاد ثملاً أعزل الا من روحه. ، كان يلهو مجادلاً الرغيف وهو يرسم وجوهاً مثل أرغفة اليتامى . ، كان يرقص وأصابعه عاريات تلتحف التراب كمن ينام في فرنٍ جنَّ...

هذا الملف

نصوص
67
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى