لبيد العامري

عِنْدَما تَسْتَيْقِظُ صَباحاً افْتَح النّافِذَةَ لِتَتَأَمَّلَ النَّسَماتِ وَهِيَ تَعزِفُ قيثارَتَها عَلى رُؤوسِ المَّارة والشَّمْسُ وَهِيَ تَنْفُثُ رَحيقَها المُعَتَّق وَالأشْجارُ وَهِيَ تَنْقُشُ لَوْحاتِها الخَضْراء .. وبعدَ كلِّ هذا لا تنسَ أنْ تَقُل شكراً فسيمفونيةُ الحياةِ لَمْ تَنْتَهِ...
كانت الشمسُ تستلقي على سريرِ الغيمِ المخملي والعمالُ البسطاء بماءِ ضحكاتِهم يطفئون لهيبَ التِّيه فيما أنتِ أيَّتُها الوردةُ العاطرة بلسمُ الجروحِ الفائضة مغروسةٌ لوحدكِ في تربةِ مخيّلةِ الجالسِ وحيداً في رُكن .. #لبيد_العامري
كيف لعبير زهرة أن يكسر قبضة الحقيقة : ينسل من بين قضبان الضلوع فيمسد بيده الباردة ظهر القلب ويندغم مع سديمية الروح فتغدو سحابة حبلى بالعطر وفي الأحلام أيضا يمعن الحضور بألوانه القزحية الراقصة كما الأعراس حتى إزاء الحزن، ذلك الرمادي الشاحب، يؤنس النفس بشذاه المضمخ حاجبا عنها جروح الواقع.. #لبيد
خارِجَ تُخومِ الحُزنِ والفَقْدِ المُتواتِرِ الذي قَلَّ نَظيرُه ذَهَبتُ الى البَحرِ وجَدتُهُ جاثِماً يَتَوَسَّدُ المدى يَنْبُضُ أمواجاً وَيَزْفُرُ نَسَمات يُحملِقُ في مرآةِ السَّماءِ مُتَأَمِّلاً وَجْهَهُ دونَ مَلَلٍ كنرسيس* وَبِصَوْتٍ خَريرِيٍّ خَفيض كانَ يُرَدِّدُ ُأُنْشودَتَهُ الأبَدِيَّة...
أيَّتُها الحَياةُ يا ذاتَ المزاجِ المُضْطرب لَنْ تستطيعي كسري وإخمادَ جَذْوتي بغيومِكِ السوداءِ المُتكاثفة سأَخْتَرِقُها كما يشقُّ الطَّيْرُ الدُّخان كشمسٍ تنبجسُ من لُجَجِ اللّيل كساقِ شجرةٍ ينعتقُ من أديمِ الأرض كابتسامةٍ مُزريةٍ في وجْهِ الألَم .. #لبيد_العامري...
ذات نُزهةٍ شاطئية كان الغمامُ الفاترُ كدخانِ البواخرِ يمخُرُ ببطئٍ زُرقةَ السماء وحَمَامُ الفراغِ يقتاتُ بلهفةٍ قمحَ الوقتِ فيما لُجَّةُ العدمِ بجاذبِيَّتِها الأزليةِ تجْترُّ شمسَ الأصيل. آهٍ أيها الغُروب كم أحنَقُ عليْكَ كُلَّما رأيتُكَ ذكَّرتني بمرارةِ الفَقْدِ وكآبةِ الوداع ..
كتب تناطح طرقنا وتعانق أحلامنا نلتحف بها في الليل ونبسطها في الصباح نهرا نغوص فيه حتى الثمالة.. في الهزيع الأخير كما يرى النائم تتهادى الشخصيات والقصائد محفوفة بضجيجها الصامت إلى الكرنفال العبثي الساطع في العتمة بفسيفسائه الأبدية التي تشبه قوس قزح ليلي ألوانه الجوهرية : المرح الحزن والجنون...
لَنْ أَنْسى تِلْكَ الأَيَّام حِينَ كُنّا نَلْتَف حَوْلَ شَجَرَةِ البَيْتِ الوارِفَةِ الظِّلال إِخْوَتي وَأَنا كَأَطفالٍ في كَتاتيب نَصيخُ السَّمْعَ إلى حَفيفِها الفَوَّاحِ بِأَريجِ الحِكايات فيما أَرواحُنا مَغْسولَةٌ بِماءِ الدَّهْشة .. ‎#لبيد_العامري
لَنْ أَنْسى تِلْكَ الأَيَّام حِينَ كُنّا نَلْتَف حَوْلَ شَجَرَةِ البَيْتِ الوارِفَةِ الظِّلال إِخْوَتي وَأَنا كَأَطفالٍ في كَتاتيب نَصيخُ السَّمْعَ إلى حَفيفِها الفَوَّاحِ بِأَريجِ الحِكايات فيما أَرواحُنا مَغْسولَةٌ بِماءِ الدَّهْشة .. # لبيد_العامري...
زقزقةُ عصافير راعفة دون توقف كدموع ذلك اليوم من رنين نغمها تنثال اللحظات.. أيّتها الضحكات المتشربة بالبراءة التي من رائحتها يفزُّ الألمُ نافرًا من سطوة جثومه الغاشم. وأنتِ أيتها الأيام، التي لا تعود، الملفوعة بمطرِ الكلمات ورياحِ المسافات هو ذا يتمرأكِ بابتسامة حزنٍ الجالس تحت الصفصافة الكئيب...
إلى روح والدي ” ذَهَبَ الذينَ أُحِبُّهُمْ وبَقِيتُ مَثْلَ السَّيْفِ فَرْدا “ غَدَتْ العُزْلَةُ سَفَرًا إلى حَيْثُ تَسطَعُ كَمَلاك يا قَمَرًا ناصِعًا يَبْلَعُ عَتْمَةَ الوُجود ويَزْفرُ نورَ الخَليقة.. كَمَا يَرَى النَّائِمُ أرمقُكَ تَنْبَجِسُ كَزَهْرَةٍ خارِقًا لُجَجَ العَدَمِ في حين تَسبَحُ...

هذا الملف

نصوص
26
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى