محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز)

أنت أجل انت أيها التمثال الهندوسي في معبدك المتهالك يا " شيفا العظيم " كف عن توزيع الخراب على اطفال الابجدية الصغار لا تعطهم سماً ولا نعشاً فربما بلغوا وتعلموا كيف يحترقون مثل قصائد العشاق في الليالي الدافئة انت اجل انت ايها الصحراء ، بعقاربها السوداء و ينابيعها الكاذبة انزع سرابك ، و أرتدي...
دعينا الآن نفكك هذه الفوضى حصى حصى نفكك اقمشتها ذراً ذراً ونفتح دهاليزها باباً باباً لندخل نحو الحكايات المُملة عن مصباح علاء الدين حين يفتح منتصف ذلك الكهف متسع من الفضاءات الخيالية لنغرق في لزوجة الخرافة نعيد تقطير البلاغة ، بما يُناسب احتفاءنا بالثمالة نقصر لسان الاستعارة لنستطيع القول دون...
لم تكن قُبلتنا الأولى مُجرد قُبلة فالشمس ذلك اليوم استيقظت نشطة ، لم يتساقط عن عينيها الصمغ الاصفر ولم يكن هناك سخام ، من بكائها المسائي قبل ان تودع البحر " مُرهف السفن والامواج" ونحن نُقبل بعضنا جاء الخريف ، ووضع المزارعين البتلات ، والحَب ونمت الحقول في نفس تلك اللحظة ولم تتلف الامطار ثمار...
تقول حبيبة قديمة : أنت لا تُجيد شيء كطحو الجراحات ، لك مخزون من البكاء لم يفرغ يوماً تبدو اصابعك الهزيلة كانصال تمزق بها كل شيء حتى القُبل التي نسرقها بصعوبة وكانت مُحقة فأنا انتمي لأجنة وُلدت ناقصة ، وعاشت ناقصة ابن النصف حيوان منوي ابن النصف صرخة ولادة ابن النصف ليلة وعناق وسرير ابن االعتمة...
كتبنا عن الحب حين كان الموت يمشي حافياً فوق الظلال يقرع طبول الوقت انذاراً بان الصمت فاكهة الحروب والصواعق ليست بكاء الغيوم الحُبلى بالمطر الملون بالخراب هي فقط اعتراض الرب على ذبح الطفولات في مهدها لين البكاء ، والحُلم الحديث كتبنا عن الحب حين حاصرتنا التوابيت مثل اسراب من النحل المناهض للزهور...
يعرفون أننا نعيش هنا بجانب النهر الذي خسر بعض وزنه لصالح البيوت الطينية و حولها لمعجنات ، تتناولها نشرات الاخبار ، منظمات التبرعات ، الصفحات ثرثارة الانسانية المُزيفة نعيش هنا بجانب الاشياء التي هي ثانوية في ضمير السلطة لكنها مُفرطة القداسة في ضمير الانسانية و من يقاتلون ليكونوا صالحين ، صالحين...
تلعق الغيوم أحذية السماء الزرقاء وتدهنها بالرمادي مؤجل البكاء سيكون على الحبيبة ان تكف عن تلقين الفم اسمر العنب عبر فمها لتهدئ رغبتي وتكف عن قذف الغبار ، فوق خطوات العصافير المُحلق بين فمها و قصيدتي المحتجزة قسراُ تحت ابط لثتي السفلى وسيكون عليها ان تُعلمني حرفةً اُخرى ، لانجح في شراء حقيبة...
سامح جراحك حين يهذي الليل بالاشياء وبالاشياء حولك مارس لعبة الغميضة بينك والفراغ اختبئ فيك لعلك في اختبائك قد تجد نفسك في ركنٍ ما تلاعب اخراً لعبة الغميضة او تواعد ذكرياتك خلف منزلق خفي يطل نحو فداحة الاحلام ومشط طريقك يا غريب عيناكَ خلف راسك ، فما ادراك ؟ من أين قد يأتي الحب او الرصاص او الموت...
الى " زينبي " الى الاُنثى المطر ، لشبهة العبور الناعم لطالما اسميتها الاُنثى المطر ، لانها مُتسامحة مع حماقتي ، فلم نسمع عن امطار خاصمة الاشجار بسبب الغبار او لأن عصفور شتمها حين ازعجت مزاجه الأُنثى القصيدة لانها دائماً تبدو كنص غير مدون عندما تبتسم عندما تضحك عندما تتحدث وعندما تصمت حتى...
الشعر يخسر كل يوم ضرساً وكل منفى ، و قذيفة سناً قولوا لي : كيف سيأكل الكلمات بعد الآن وكيف يمكننا مٌداعبة الحقيقة في صمتها المُنهك ، وبأي حنجرةً سنصرخ حين تدهسنا الخيول وحين تقذفنا الشوارع بالرحيل وبالمنافي المشرعات ، نحو فنائنا الحتمي سنظل نكتب للمنافي من هنا ، الى التذاكر الى القطارات السريعة...
يصرخ شهيد من اقصى شارع في القبر اعطيني وطناً له شوارع لا تخون له ايادي تمتد مثل الدفتر المصبوغ بتاريخ النضال له ملامح لا سخام تُغطي جفنه ، لا بثور سوداء مثل اكزوبة الغول القديمة و مثل دمعات الذئاب على الماشية التي نفقت ، بين انياب الجفاف قال الشهيد اعطوني ذاكرةً هنا وهنا وهنا وهناك ذاكرةً...
في الهواء الطلق الصدى يتولى امر كتابة النوته الموسيقية وتوزيعها على الحاضرين تجلس العصافير على الاغصان ، بربطة عنق ملونة لتعزف اغنيتها عن التزاوج تهتز الاغصان بغنج لتغري الخريف " مُتردد الخطوات " بما تضخم في مؤخرتها من تعرجات تعري الشوارع ازقتها شوارعها رمالها تضع سرة ، وفم للقبلات ، وبعض...
كل قصائدي تعود علي خائبة حزينة سألت قصيدتي الأولى: ماذا حدث لوجهك الرديء تقول: صفعني المحرر الصلف ثم ركلني بقوة صوب القمامة على إثرها ارتطم وجهي بالجدار فأصبت بالجروح. بكينا كثيراً أنا و قصيدتي أنا لست شاعر و هي ليست قصيدة مثلما سمعتهم يقولون كم يحزن المرء أن يسلبه الناس انتماءه. سألت قصيدتي...
هل رأيتِ " قوس قزح " منذ ان عرفناه وهو اعوج الظهر ، اي مطرقه طرقته ليصبح هكذا اخبرني احدهم ذات حُلم ، ورؤيا ، وغباء ما انه كان مستقيماً مشت عليه مدينة جريحة ، كمدينتنا هذهِ مدينة مُثقلة بالموت ، و الرصاص ، بالجثث الطازجة ، بهياكل عظمية لأحلام كانت هشة اكثر مما يجب ما علاقة قوس قزح بالرسائل...
حملت وجهك يا غريب ، ما بين كفك كي لا تنسى ارتداءه عندما تخرج صباحاً ، كي ترى ما انتجته مطاحن اليوم الجديد من طحين الآدمية تمضي وتجرحك الشوارع بالتنمر حول جبنك ايها الاخرق لماذا تمشي ، دون ان تثقب خطاك مرونة الاشياء حولك تخشى الظلال فتظل تركض ، حتى تسابقك ظلكَ المخبول فيقف لوحده عند ناصية...

هذا الملف

نصوص
546
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى