أميلة النيهوم

شاهق شائق شائك بَوْح مُوجِع تعدو به أفراسُ دمعك الحرون صهيلُ سراب مَهيض السُّرُج يتلقّفهُ رِضابُ صبّار شارد يتبعثر بِفَيءٍ جَمُوح أنينٌ قلِقٌ ظامئٌ غموضهُ يزأر بِلُغةِ الصمت الماطر تنحني له مَجرّات الشُرفات العالية بقطوف قانية محمومة...
أجيءُ من أقاصي الحنين لمراعي دوح الياسمين والزعتر في أحداق مرائي شغفك الفاخرة المُترعة شوقا المُتألّقة حبّا المانحة سحرا وبهجة مُوجع ومَهيب بكاء النوافذ الخاوية الموصدة لا يُكفكف دمعها قمر شفيف ولا يُهدّئ نشيجها غيم مسكوب تجلو بأجنحة...
عمَّ الظلام والشمس في غفوتها فهلا سرقت النظر من شرفتها ورأيت كيف تنشج خائفة وتزينت بخدودها دمعتها جاء الصباح وماتزال مؤرّقة والحزن يرمي ويلتقف موجتها غاب الحبيب واختفت نجماته كانت تلوح وتحتضن ضحكتها وللياسمين في دواليه وجوم قد كان يلهج ثلجا كابتسامتها والدفء يرنو...
> مُفتتح: في البدء لا بدّ لنا من الإقرار بحقيقة أنّ النّص كائن حي يتّسم بمُقوّمات ذاتيّة تُميّزه عن غيره، وأنّ الممارسة الإبداعيّة الفنّيّة الجديدة التي يستبطنها النّص، وتتكشّف من خلال محمولاته الرّمزيّة والعلاماتيّة، هي إبراز القيم الجماليّة والوجدانيّة من الحياة، التي تتمثّل الواقع في إطار...
حرفي مقرور بسياط جليد صاخبة لصقيع الدوتش وارتفعت كفّ ضارعة يا سلطان الحرف ترفّق علّ الصبح يُرافق نبضك والدفء يسيل بعزم من جنبيك فهل يُبدّد صقيعي الممتد المتوطّن في الأضلع إلا قصيد منك أخيليّ ممهور بنداء صامت يُقدّد مسافات التيه يمتطي غيوما...
لرؤاك الرانية الواهجة لرؤياك الرائية اللاهجة لصباحاتك الرابضة في دمي لهمساتك الرابتة لشهوة الانبعاث وغبش الشهقة الناعسة لربوات غفوة نائية تتكئ على شغف شهي لنقوش البن وهو يحتسيك حرفا مسافرا موغلا في الضياع ممعنا في اقتراف الغياب وسَفَر الغمد في...
لا أناديك * تحنانا وخوفا ولهفا عليك أخشى تَشبُّه الشمس لخيلاء دروب خطوك وضوعة الحنين في صمتي وفي عينيك رأيت خرائط الوجع تفيض محابرها ماء عين تسيل من جنبيك تتناثر قطرات روح وسواكب دفيئة لعصير الوريد الساخن في شغفي وفي شفتيك يترقرق عند ضفاف...
صباح موصول بليل غامض يلتهمني بغسق مُسغَب يكِلني لشوق يترنح يكلؤني لسراب يذوي يطويني القلق سريعا يُقرِّبني من فيض الدهشة ويُبعدني لكهوف الغربة وحين يصل القرب مداه يرميني لنهار متوهج بحضور ناءٍ منطفئ ممتد حتى حدود...
غمازتان كطعنة قبلة نجلاء في كبد تفاح الغواية يسيل منهما شهد مصفى تراود شاعرها أن هيت لك اقْطُف شهي الورد في أكمامه واسْكُب فيهما ديوان شعر خرافي فاخر غير مُنجّم ولا مجزوء ولا مسبوق مُتنزّل ببهاءِ دفقة روح صادحة متوقد كغيم سابح مشتعل يذوب...
صباحي تهادى كبدر رضيع يضوع مداه إلى شرفتيك ارتشفت رحيقا تولّى شغوفا يفيض شذاه على شفتيك وأزرع كحلي مدادا وأمنح عمري ودادا وأقرأ ظلّي عمرا مديدا يمد خطاه أثيرا لديك وأنثر عطري سكوبا لعوبا على ساعديك وأسبق صبحا كطعم الضياء شهيّا شهيّا كحرف...
صباحي تهادى كبدر رضيع يضوع مداه إلى شرفتيك ارتشفت رحيقا تولّى شغوفا يفيض شذاه على شفتيك وأزرع كحلي مدادا وأمنح عمري ودادا وأقرأ ظلّي عمرا مديدا يمد خطاه أثيرا لديك وأنثر عطري سكوبا لعوبا على ساعديك وأسبق صبحا كطعم الضياء شهيّا شهيّا كحرف...
كم أنت بعيد عني وكم أنا نائية ممعنة في غيابك النائي عني النائي بي لمتاهات الفراغ قلت لي ذات حريق لا أحب الوداع ارتجف حنيني منتحبا وداع؟! أيّ عجز يكتسح خلايا نبضي! مهلا يا وجعي لن أودّعك لأنك هنا في قلبي لكني أريد صوتك أودّع به الدنيا أحتاجه بيأس...
أسمع هسهسة حريقك أتهجى دبيب اشتعال حرفك في قلبي يركض صوبك يختبئ في وهج قصيدك يشد وثاق بسملتك يحترق على مهل يتلو بوح غناء موجع يلملم لثغة الغياب الملول بأغنية حرف مشتعل يَقرَؤُها حريقي يُقرِؤُها صخب حصادك ومواسم هجرات نوافذك لعصافيري...
أمطار حنيني عاصفة صمتٍ رعدية تدغدغ مناديل حزن ممتد لا ينضب سخيّ بدموع نارية مضمخ بعطور حشرجة ناي موجوع تملأ نبضات ثقوبه الوامئة الوامضة بشغف أنين ملتاع لأعواد ريح منكسر غجري البهجة يتوسلها شهيقي المتعب كأنشودة حلم متوهج تركض في غابات البيد...
أصوات كل الأماكن فينا وحولنا بوحٌ يزأر في الوريد ليُعوِّض بتوق شاهق صرخات بكماء لصوتٍ تشتَّت نبضه وتلاشت ذبذباته في صدىً محتالٍ يتلاعب بمكر لعوب بلهف حناجر الشوق للنبض الهادر في كلمة يتيمة تتحشرج بألم وحسرة يُمنِّيها سرابٌ مخادعٌ يتلاشى يندثر فتفيض لوعة وانكسارا...

هذا الملف

نصوص
36
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى