عبد المنعم عامر

25 عاما أو أحزن قليلا شعري أسود وعيناي بنيتّان طويلٌ كالعطش .. كتفاي عريضان ربّما كنت سأولد بجناحين لكّن لسوء الحظ مسّني الشيطان فلم أكن ملاكًا ولم أجرّب السماء ! ظهري أحدب للأسباب التالية : لطالما أرهقتني أحلام أمي بأن أكون طبيبا أو مهندساً وأحلام أبي بأن أكون إماماً أو خطيبا لكنني لم أوفّق في...
خلفَ الجُدران المشرئبةِ الأحزان خلفَ أبواب الحديدِ التي من ألفِ شوق لا تنام خلفَ أهلكِ الذينَ يخافون حمامك الطويل ، ونومكِ الخافتَ في بياضِ البانيو الكئيب خلفَ الغرف الشاخصة الألوان تقفينَ وحدكِ لحمًا قلقًا من خطوات القادمين؛ أيتها الأنثى المغصوبة الفراش كثيرةُ الدمع الخفّي في وقوف المطبخ...
باعت أمي خَاتمها لإجل دراستي وأسوارها لزواج أختي وعِقدها لمرض أخي الصغير لم تترك على جَسدها شيئًا من الزينة أنا تخرجتُ وسافرت خارج البلاد أكلّمها مرتين كل أسبوع؛ ولا أسمع صوتها من البكاء أختي تزوجّت رجلا ثريًا وتعيشُ اليومَ أحلامها كاملةً أخي الصغير "لاعب كرة قدم شهير" لم يعد للبيت منذ خرجَ منه...
صباح وجهكِ لا ظلمني يومًا ولا بايعَ المسّرات وتركني... صباحُ لونك المخطوف وقلبك الملهوف لإجل إخوتك وأمّك صباحُ حنجرتكِ التي يمّر بها الماء وتخرجُ منها السماء وتقفُ عندها طوابير قبلاتي الحالمة؛ صباحُ القماش الذي يضّجُ برائحتك ويسلّم على الناس ويقبّل الأطفال وينحني على الشيخ ويمسحُ كٱبة...
خلفَ أبواب الحديدِ التي من ألفِ شوق لا تنام خلفَ أهلكِ الذينَ يخافون حمامك الطويل ، ونومكِ الخافتَ في بياضِ البانيو الكئيب خلفَ الغرف الشاخصة الألوان تقفينَ وحدكِ لحمًا قلقًا من خطوات القادمين؛ أيتها الأنثى المغصوبة الفراش كثيرةُ الدمع الخفّي في وقوف المطبخ الثقيلةُ الخَطو بين المرايا الميتةُ كل...
أنا ضائعٌ ومنسّي كلوحةٍ قديمةٍ في قَبو جرحَني الضوءُ بيديهِ الظَالمتين وعرّاني هطَل مطرٌ من النبيذ الحزين... على قَلبي ونزّت من الشقُوق كل الدموعِ التي خبَّأتها بالضَحك الصاخبِ والوقوف الطويل! كشَفني القليل القليلُ الذي سهوتُ عنه... ساعةُ يَدي التي نَسيتُها في الثَّلاجة فتجمدَ الوقتُ أمام هذا...
مازلتُ كلّما مررت ببيتك ورأيتُ ابنتكِ تلعب بقفل الباب أمسك فنجاني بقوة "حالمًا" أن تأتيني راكضةً وفمها مليء بـ "بابا" وبعفوية الملاك تَدلق القهوة على قميصي وعلى رؤوس أصابعنا ندخل البيت؛ مخافةَ أن ينالنا غضبك هكذا أجد نفسي في ٱخر الشارع وأحد الأطفال ينبّهُ أصدقائهُ رجلٌ كبير يبكي! / عبد المنعم...
في المقبرة الصَّغيرة أوَّلَ البيت... تأتي غرفتي لا تدخلها شمسٌ، ولا تخرجُ منها عتمة، مليئةٌ بالدُّموع كحلقةٍ أخيرةٍ قفلُ بابها الحذر، من خُطوات القادمين تتدفقُ الأغاني الحزينة يمرُّ أهلي عليها كأنَّها قبرٌ قديمٌ يقول أخي الصَّغير لأصدقائه: "إنَّه حزين" إخفضُوا أصواتكم... تقول أختي لصديقتها...
في السجنِ قد تموتُ صباحاً فملكُ الموتِ في عجلةٍ من أمره ولن ينتظرَ كعاشقٍ قدوم الليل ليختلي بك ! في السجن كل إحتمالات الموتِ واردة حتى الموتُ بالإنسان في الزنزانة ، النافذةُ تمثّل الحرية الحرية العظيمة التي تدخلُ من شبرٍ في الجدار الشمسُ مزاجية الزيارة نبيذُ السجناء في فسحة الوقت أراقبهم...
وفي الطريق إلى السجن يقول الأسير لصاحبه؛ غدا أول أيام الأبد الجديد ها هي البلاد أصبحت خلفنا ولم يسعني العدو أن أمشي حافيًا فوق شوكها... ستأتي أيام باردة يا صاحبي فخبئ في عظامك ما أستطعت من شمس الناصرة! سيكبرُ خلف السور أطفالنا ستهطلُ امطارٌ دونَ ثيابنا ستأتي ريحٌ وتفسد الحرث لكن الله...
كما تخرجُ الذئاب من عينِ الصيّاد صافيةً كالدمع، ساكنةً كالموت خرجتُ من الشِعر عاريا من الأبواب والنوافذ مفتوحًا على البرية كجرح على كتفِ إمرؤ القيس عاريًا من كل شيء من الحاضر والغياب من ترصد الشهوة في فخّار النساء عاريًا من الإنتظار والوقت، كشاهد قبر خرجتُ مرةً واحدة من الشعر كرصاصة طائشة من يد...

هذا الملف

نصوص
11
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى