عبد المنعم عامر - صباح وجهكِ

صباح وجهكِ لا ظلمني يومًا ولا بايعَ المسّرات وتركني...
صباحُ لونك المخطوف وقلبك الملهوف لإجل إخوتك وأمّك
صباحُ حنجرتكِ التي يمّر بها الماء
وتخرجُ منها السماء
وتقفُ عندها طوابير قبلاتي الحالمة؛
صباحُ القماش الذي يضّجُ برائحتك ويسلّم على الناس ويقبّل الأطفال وينحني على الشيخ ويمسحُ كٱبة الشوارع...صباحُ قماشك الموصوف للجرح النازف والعمر المثقوب!
صباحكِ إني هنا حَزين أرددُ ٱيات الدمع بإسم الحنين ...ٱمين!
صباحُ قلبك الذي غادرَ البلاد منذ سنين،أقفلَ الأبواب جيدًا وماسورة الغاز وحنفية الماء ورمى الأبيض على الٱرائك وأسدلَ الستائر ونسى حياتي كقطٍ ناعسٍ تحتَ الخزانة وأغلقَ النوافذ...
صباحُ شيماء وكل الحروفِ إلا "لولا" وكل الكلام إلا"الجفاء" صباحكِ
وٱخر الدموع التي ذُرفت؛
جفَّ الخاطر وكُسر الإناء!
صباح مرسينَ حولك شاحبةً وناعسة حتى تبتسمين
صباحُ الرياضيات العاصية أمام أصابعكِ تلين
صباحُ أولاد العم على "الغريب"
والغريبُ على قلبهِ
والقلبُ لسكونهِ الملّوح من بعيد!
صباحكِ مالتْ بنا السررُ والأيام وليسَ بالجيب سوى ضحكتك وبرُّ الوالدين وزاد الوحيد من الكلام!
صباحكم أنا الهشُّ والجاهل والقروي والبدوي والجنوبي
التافه الأسباب والسَراب والغياب وكل سبلِ العذاب
المزعجُ والمربكُ الذي لا ينام...
لكنني خلفَ ظهوركم لن تسمعوا أنيني إذا طعنتُ لإجلكم
أنا الذي جاسَ الطريق قَبلكم
وداس الشوك ومسحَ الخوف
ونالَ النصيبَ الأكبر من الكرهِ و الشوق!
لا نامت أعينهُ "تحرسكم"
هو الذي فقدَ كل أطرافه ليبعد الألغام عنكم...
صَباحكم غفرتُ "بالصبر"لما كانَ بيني وبينكُم
إذهبو فأنتم الطلقاء أينما كنتم!
/
عبد المنعم عامر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى