عبيد عباس

كأنْ أبكي فأشرقُ من بكائي نهارًا، ثم أسقطُ من ضيائي يَدي اليُمنى تؤرّخُني بلادًا، وَتَشْهَدُ باشتعالي وانطفائي بـِها أمْسَكْتُ في الظَلْماءِ نَـجْمًا وَقَدْ ألقيتُهُ جَهْلًا ورائي أشَرْتُ إلى السَمَاءِ بها ابتهالًا، وَطَوْرًا قدْ أشحتُ عن السَمَاءِ وَبَايَعْتُ الإمَامَ بِكْرْبلاءٍ؛ وَحَاصَرْتُ...
كما حجَرٍ ظلُّه يتنامى أظلُّ، وصوتي يسيلُ هُلامَا بلا جسَدٍ طاعنٌ في المعاني، وملتحفٌ حلمَه كي يناما أرى خلفهم للفجيعةِ صوبي غبارًا ولكنّني أتعامى .. " خرقتُ السفينةَ " في بحر شِعري، وفي برّهِ قد " قتلتُ غلاما " وأغضيتُ عن " كربلاءَ " كجُغْرَافِيَا كي يظلَّ الإمامُ إماما كأنّي، وفي الهوّةِ الآن...
بكلِّ الصورِ التي أريدُ ان أراها حيَّةً تسعى لتأكل المُسمَّياتِ والأسماءَ، لو أنني، فيما أنا مهيمنٌ بذلكَ المجازِ، أركل الواقعَ بالشلُّوتِ، أو أشيرُ للمُدّججينَ حولَهُ بالإصبعِ الوسطى ازدراءَ، أطردُ العاديَّ من غارِ الذينَ ينظرونَ للنجومِ، أحرسُ الطفلَ السماويَّ الذي يعجزُ أن يسيرَ فوقَ الأرض،...
كان توفيق الحكيم قد هوجم هجومًا شديدًا بسبب شهادته التي انتقد فيها الحقبة الناصرية عام ٧٢، حتي أن محمد حسنين هيكل اتهمه, ردًا عليه في مقال، بأنه كان من الأشباح الخائفة، وأن الشجاعة الحقيقية كانت تقتضي أن ينقد عبدالناصر حيًّا، فرد الحكيم بأنه فعلًا كان من الأشباح الخائفة، ولكنّ هذا لم يكن إلا...
كقطرةٍ تذوبُ في أخرى، ولا تعودُ نحوَ ذاتِها ثانيةً، نذوبُ .. عندما نخرجُ من أبصارِهم، نخرجُ من تيهِ الثنائياتِ مُفعمينَ بالسُموِّ نحوَ محونِا القديمِ والسقوطِ من شعورِنا بنا بأننا " أنا وانتِ " ما " أنا وأنتِ "؟ نحنُ نحنُ، واحدُ، واللغةُ العاقرُ لا تْدرِكُ أنَّ أنَّتينِ أنَّةٌ، وأنَّ شهقتينِ...

هذا الملف

نصوص
5
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى