عبيد عباس - عن جثّةٍ تلوّح

كأنْ أبكي
فأشرقُ من بكائي
نهارًا، ثم أسقطُ من ضيائي
يَدي اليُمنى تؤرّخُني بلادًا،
وَتَشْهَدُ باشتعالي
وانطفائي
بـِها أمْسَكْتُ في الظَلْماءِ نَـجْمًا
وَقَدْ ألقيتُهُ جَهْلًا ورائي
أشَرْتُ إلى السَمَاءِ بها ابتهالًا،
وَطَوْرًا قدْ أشحتُ عن السَمَاءِ
وَبَايَعْتُ الإمَامَ بِكْرْبلاءٍ؛
وَحَاصَرْتُ الإمَامَ بِكْربلاءِ
يَدِى، وَتظلُّ في جسَدِي،
مسَارٌ لِضدينِ؛ استوائي
وانحنائي
إذن تهوي كدلوٍ من رجاءِ
إذن تهوي كسقفٍ من بلاءِ
غَبَاءُ مُعلّمي فِيها؛
وفيها ضِيَاءُ حبيبتي
عِنْدَ اللقاءِ
بِـها لوَّحْتُ لِلأصْحَابِ:
هيَّا نُعَانقُ مَا تَبقَّى مِنْ فَضَاءِ
وَبينَ " اللاطَرِيق " نَرَى طَرِيقًا
وَلو في حَجْمِ لَحْنٍ لِلغِـنَاءِ
فَعُدْتُ، وَقَدْ تَنَاثَرتُ ابتغاءً،
أدوسُ مع الجموعِ على ابتغائي
أقُولُ: تَرَاجَعُوا عنَّي،
وقُولُوا: شَدَونَا لِلوُجُودِ
كبَبَّغاءِ
فمَا رُئيَ الوُجُودُ كما اشْتـَهَينَا
ولا التـُمِسَتْ رُؤي
مِنْ عَين رَاءِ
" أكونُ وَلا أكونُ .. "
أظلُّ أمْشِي،
بِظلِّ تَسَاؤلي بَاقٍ ..
ونَاءِ
بها، والأبجديةُ سجنُ حَدْسي،
أشدُّ الأبجديّةَ خلف " يائي "
وَأُلقي سَاحِرًا
في الصَمْتِ حرفي
وأفـْجرُ في الرمالِ
عُيَونَ مائي
نَسَخْتُ حَقِيقةً
وَخَلَقْتُ أخْرَى؛
وَقُلْتُ: حقيقتي في اللابـَقاءِ
لكلِّ جَزيرةٍ يَـجِبُ ارتحالي،
تَقُولُ يَدِي،
وَلا يـَجِبُ انتمائي
رَفضتُ،
وقَدْ وَأدْتُ بِـها يقيني؛
رَضَختُ،
وقَدْ عَصَمْتُ بـِها دمائي
بَدَوتُ مُسَالمًا وَأنا عَدوّى؛
بَدَأتُ، ومَا بَدَأتُ، بِها اعتدائي
وأوَّلـتُ الهَزيمةَ حِينَ شَاعَتْ؛
وَقُلتُ: هزيمتي كَانت حِرائي
أنا العدميُّ
أبحَثُ عَنْ وجودي؛
أنَا الصوفيُّ
أشخصُ في فنائي
وَأسْكٌنُ غيرَ مَا أهَوى
لعلِّى أقابلُني؛
فَمِنْ دائي دوائي
مُعَلَّقةٌ بِـحَبلٍ مِنْ خُنُوعٍ
وَمَاسِكةٌ بـِسَوطٍ مِنْ غَبَاءِ
أرَاهَا في الظَلامِ،
ولا أرَاهَا هُنَا بَيْضَاءَ
تخْرُجُ مِنْ ردائي
تلوّح والبعيدُ أنا احتمالًا
هُنَا ظلَّتْ تُلِّوّحُ:
يَا ضياءً هُنَاكَ لنَا
يُحدِّثُ عن ضِياءِ
وعَنـّي
دُونَ قَافِيةٍ وَبـَحْرٍ،
وَبَـحْرٍ دُون حَادٍ
أو حُدَاءِ
يَدِي شوقي،
لأي " هناكَ " يمضي،
ويرجعُ لي
ليسخرَ من بقائي.





تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى