لو كنتُ أنا زوجتك
كنت تغزّلتُ بشَعرك
على أغلفة كُتبك الجديدة
بطولك الفارع
بعينيك الصافيتين
بشفتيك الشهيتين
بدلا أن أبارك لك بالإنجاز
لم أكن لأهتمّ بتهاني أولئك المهمين أصدقائك
على فيسبوك
وقلت لك في تعليق:
إني أستعدّ لقدومك
وإنّ قميص نومي الكحليّ المفضّل لديك
لا أجده
هل رأيته؟
سأقطع عليك نقاشاتك الثقافية المصيرية
لرقاء الأدب في المجتمعات الثالثة
باتصال صغير
أذكّرك فيه أن لا تتأخر الليلة بالذات
أو تأخّر
فقط لا تنس أن تشرب كثيرا
قبل القدوم
لأنك تعلم
أني أفضّل القُبلة منقوعة في النبيذ
وتلك الطريقة السينمائية المبتكرة
التي تتحرك بها أصابعك على جسدي
في الثمل،
لو كنت زوجتك
تحدثت لجمهورك بجدية بالغة
عن حضورك الحقيقي
في الليالي الخرقاء
تلك التي لا معنى لها
التي أعجز فيها عن إكمال قصيدة واحدة
فأقرر التعري أمام المرآة
ليُشرِق المعني
عن شبحك الجَموح خلفي
ثم بكائي المرير تحت سقف صدرك
والقصائد تتوالد كالسيل من فمي
كثيفة كثيفة
مختلطة بالصراخ
متقاطرة مع العرق
متصاعدة مع الحُمّى
بينما تنغرس أظافري
في لحم كتفيك
ما معني ما أقرأه من الناس
عن حضور إبداعك وكتبكَ يا عزيزي؟
لو كنت زوجتك
أفرغتُ رواياتك من أبطالها
وضاجعتك أمامهم
ليشهدوا مجدك في الحبّ
وبؤسك في الخلق
فكرهوك وغادروك
واستأثرتُ بك
آلهة لم تخلق غيري،
لو أني زوجتك
ربما قررت سؤالك في إحدى ندواتك
عن علاقة الحبّ بأن أحبّ الملوخية
بعد هذا العمر الطويل
فقط لأنها أكلتك المفضّلة،
وأن لا ألبس سوى البرتقالي
أن أتحرك كثمرة “يوسفيّ” منتفخة
وشعوري البائس بالفخر
عندما أتذكر أنه لونك الملهم.
لو كنت زوجتك
اقتحمت الجامعة أين تُحاضر
عن الرواية الحديثة وروّادها في العالم
كنتُ خطفت المايكرفون من يد أحدهم
وقلت بالصوت العالي:
“حساء الفطر الذي فاجأتني بطهوه البارحة
كان ألذّ ما يمكن أن يطبخه زوج يا حبيبي”!
لو أني زوجتك
ما أشعلت شموعاً على طاولة الأكل
كنت أشعلت أصابعي
ووضعت لك السمّ في الطبق
لتموت بينما أحترق
أكتب برمادي على جدران البيت:
“حبّي بلا مخرج كهذا الجدار”!
لو كنت زوجتك
وضعتُ صورة زفافنا
على بطاقة تعريفك القومية
وجواز سفرك
على حواراتك الصحفية
السياسية وتلك الأشد شراسة
وجعلتُ توقيعك الشخصي
كلمة من أربعة حروف
هي اسمي.
لو كنت زوجتك
ربيت فشلك فوق حواجبي
بين منابت الشَعر في جسمي
تحت لساني
أعمق سرّتي
داخل بطني
اعتنيت بخسائرك
باستماتة تبيد النجاحات
بلا هوادة،
شغلتك بأطفالنا الذين سألدهم
كل يوم
وحرّضتهم أن يتمردوا عليك
ذلك أنك أب يحبّ مؤلفاته
أكثر منهم،
لو كنت زوجتك
اقتلعت عيني
بترتُ نهدي
بصقتُ معدتي
خنقت رئتي
تقيأتُ أمعائي
فعلت شيئا من هذا
بانتظام كل ليلة
لتهرع بي إلى المستشفى
ولا تردّ على رسائل المعجبات،
لو أني زوجتك
كنت قدتُ مظاهرات تناصر أعداءك
جيوش الرجال الذين يغارون منك
تعرف كم هي هائلة
سنهتف معاً باسمك: يسقط.. يسقط!
لو كنت زوجتك
لا أعرف
ربما ابتلعتك.
وئام غداس
شاعرة وكاتبة من تونس
* بإذن من الشاعرة
كنت تغزّلتُ بشَعرك
على أغلفة كُتبك الجديدة
بطولك الفارع
بعينيك الصافيتين
بشفتيك الشهيتين
بدلا أن أبارك لك بالإنجاز
لم أكن لأهتمّ بتهاني أولئك المهمين أصدقائك
على فيسبوك
وقلت لك في تعليق:
إني أستعدّ لقدومك
وإنّ قميص نومي الكحليّ المفضّل لديك
لا أجده
هل رأيته؟
سأقطع عليك نقاشاتك الثقافية المصيرية
لرقاء الأدب في المجتمعات الثالثة
باتصال صغير
أذكّرك فيه أن لا تتأخر الليلة بالذات
أو تأخّر
فقط لا تنس أن تشرب كثيرا
قبل القدوم
لأنك تعلم
أني أفضّل القُبلة منقوعة في النبيذ
وتلك الطريقة السينمائية المبتكرة
التي تتحرك بها أصابعك على جسدي
في الثمل،
لو كنت زوجتك
تحدثت لجمهورك بجدية بالغة
عن حضورك الحقيقي
في الليالي الخرقاء
تلك التي لا معنى لها
التي أعجز فيها عن إكمال قصيدة واحدة
فأقرر التعري أمام المرآة
ليُشرِق المعني
عن شبحك الجَموح خلفي
ثم بكائي المرير تحت سقف صدرك
والقصائد تتوالد كالسيل من فمي
كثيفة كثيفة
مختلطة بالصراخ
متقاطرة مع العرق
متصاعدة مع الحُمّى
بينما تنغرس أظافري
في لحم كتفيك
ما معني ما أقرأه من الناس
عن حضور إبداعك وكتبكَ يا عزيزي؟
لو كنت زوجتك
أفرغتُ رواياتك من أبطالها
وضاجعتك أمامهم
ليشهدوا مجدك في الحبّ
وبؤسك في الخلق
فكرهوك وغادروك
واستأثرتُ بك
آلهة لم تخلق غيري،
لو أني زوجتك
ربما قررت سؤالك في إحدى ندواتك
عن علاقة الحبّ بأن أحبّ الملوخية
بعد هذا العمر الطويل
فقط لأنها أكلتك المفضّلة،
وأن لا ألبس سوى البرتقالي
أن أتحرك كثمرة “يوسفيّ” منتفخة
وشعوري البائس بالفخر
عندما أتذكر أنه لونك الملهم.
لو كنت زوجتك
اقتحمت الجامعة أين تُحاضر
عن الرواية الحديثة وروّادها في العالم
كنتُ خطفت المايكرفون من يد أحدهم
وقلت بالصوت العالي:
“حساء الفطر الذي فاجأتني بطهوه البارحة
كان ألذّ ما يمكن أن يطبخه زوج يا حبيبي”!
لو أني زوجتك
ما أشعلت شموعاً على طاولة الأكل
كنت أشعلت أصابعي
ووضعت لك السمّ في الطبق
لتموت بينما أحترق
أكتب برمادي على جدران البيت:
“حبّي بلا مخرج كهذا الجدار”!
لو كنت زوجتك
وضعتُ صورة زفافنا
على بطاقة تعريفك القومية
وجواز سفرك
على حواراتك الصحفية
السياسية وتلك الأشد شراسة
وجعلتُ توقيعك الشخصي
كلمة من أربعة حروف
هي اسمي.
لو كنت زوجتك
ربيت فشلك فوق حواجبي
بين منابت الشَعر في جسمي
تحت لساني
أعمق سرّتي
داخل بطني
اعتنيت بخسائرك
باستماتة تبيد النجاحات
بلا هوادة،
شغلتك بأطفالنا الذين سألدهم
كل يوم
وحرّضتهم أن يتمردوا عليك
ذلك أنك أب يحبّ مؤلفاته
أكثر منهم،
لو كنت زوجتك
اقتلعت عيني
بترتُ نهدي
بصقتُ معدتي
خنقت رئتي
تقيأتُ أمعائي
فعلت شيئا من هذا
بانتظام كل ليلة
لتهرع بي إلى المستشفى
ولا تردّ على رسائل المعجبات،
لو أني زوجتك
كنت قدتُ مظاهرات تناصر أعداءك
جيوش الرجال الذين يغارون منك
تعرف كم هي هائلة
سنهتف معاً باسمك: يسقط.. يسقط!
لو كنت زوجتك
لا أعرف
ربما ابتلعتك.
وئام غداس
شاعرة وكاتبة من تونس
* بإذن من الشاعرة