: 31 - 01 - 1949
أخي الزيات:
نقلت (الرسالة) في عددها الأخير حديثاً نشر عني في إحدى الصحف البيروتية ونسب إلي فيه أني أغض من شأن صديقي الأستاذ علي محمود طه وأبايع صديقي الأستاذ عمر أبو ريشه، فأحب أن أؤكد أني لم أبايع هذا ولم أغض من شأن ذاك، وما كان لي أن أفعل؛ فأنا أحب الشاعرين جميعاً وأحفظ لهما مودة ثابتة. وإذا لم تخن الذاكرة فقد كتبت فصلاً خاصاً منذ وقت طويل أثنيت فيه، بالحق، على شعر الأستاذ علي محمود طه. ولا يغير من رأيي فيه أنه يخطئ في العربية هنا وهناك. وما أكثر ما يخطئ الشعراء والكتاب المعاصرون في العربية!
وأظنك توافقني على أن صحة اللغة شرط أساسي من شروط الشعر الجيد.
أما الأستاذ عمر أبو ريشه فقد قلت غير مرة وما زلت أقول أني أكبر شعره وأعجب به؛ وليس هنا موضع التفصيل لأسباب هذا الإعجاب، ولكن الإعجاب بشاعر شيء ومبايعته شيء آخر.
وما أعرف أني بايعت شاعراً أو كاتباً قط؛ وما أظن أني سأبايع شاعرا أو كاتبا قط؛ فهذا نوع من السخف لم أشارك ولا أريد أن أشارك فيه.
وقد كنت دائما شديد الحرص على هذه الحرية التي تبيح للناقد أن يقول للأديب أخطأت أن أخطأ وأصبت أن أصاب. وقد جاوزت السن التي ينزل الناس فيها عن حريتهم.
فليطمئن الكاتب الأديب الذي دافع مشكورا عن صديقي الأستاذ علي محمود طه فقد دافع عنه في غير حاجة إلى الدفاع. وليقرأ أن شاء حديثا عن الأستاذ علي محمود طه صورت فيه رأيي في جيد الشعر ورديئة وفي صوابه وخطأه، وهذا الفصل منشور في الجزء الثالث من حديث الأربعاء كتب منذ خمسة عشر عاما ولم يتغير رأيي في الشاعر الصديق الآن.
ولك وللكاتب الأديب تحيتي صادقة وشكري خالصا.
(الزمالك) طه حسين
أخي الزيات:
نقلت (الرسالة) في عددها الأخير حديثاً نشر عني في إحدى الصحف البيروتية ونسب إلي فيه أني أغض من شأن صديقي الأستاذ علي محمود طه وأبايع صديقي الأستاذ عمر أبو ريشه، فأحب أن أؤكد أني لم أبايع هذا ولم أغض من شأن ذاك، وما كان لي أن أفعل؛ فأنا أحب الشاعرين جميعاً وأحفظ لهما مودة ثابتة. وإذا لم تخن الذاكرة فقد كتبت فصلاً خاصاً منذ وقت طويل أثنيت فيه، بالحق، على شعر الأستاذ علي محمود طه. ولا يغير من رأيي فيه أنه يخطئ في العربية هنا وهناك. وما أكثر ما يخطئ الشعراء والكتاب المعاصرون في العربية!
وأظنك توافقني على أن صحة اللغة شرط أساسي من شروط الشعر الجيد.
أما الأستاذ عمر أبو ريشه فقد قلت غير مرة وما زلت أقول أني أكبر شعره وأعجب به؛ وليس هنا موضع التفصيل لأسباب هذا الإعجاب، ولكن الإعجاب بشاعر شيء ومبايعته شيء آخر.
وما أعرف أني بايعت شاعراً أو كاتباً قط؛ وما أظن أني سأبايع شاعرا أو كاتبا قط؛ فهذا نوع من السخف لم أشارك ولا أريد أن أشارك فيه.
وقد كنت دائما شديد الحرص على هذه الحرية التي تبيح للناقد أن يقول للأديب أخطأت أن أخطأ وأصبت أن أصاب. وقد جاوزت السن التي ينزل الناس فيها عن حريتهم.
فليطمئن الكاتب الأديب الذي دافع مشكورا عن صديقي الأستاذ علي محمود طه فقد دافع عنه في غير حاجة إلى الدفاع. وليقرأ أن شاء حديثا عن الأستاذ علي محمود طه صورت فيه رأيي في جيد الشعر ورديئة وفي صوابه وخطأه، وهذا الفصل منشور في الجزء الثالث من حديث الأربعاء كتب منذ خمسة عشر عاما ولم يتغير رأيي في الشاعر الصديق الآن.
ولك وللكاتب الأديب تحيتي صادقة وشكري خالصا.
(الزمالك) طه حسين