26 - 09 - 1949
إلى الدكتور م شهاب (باريس):
قرأت كتابك يا صديقي رغم مشاغلي المتعددة، ولكني أرجأت الكتابة عنه ريثما أعود من سفري ليتيسر لي الاستيثاق من بعض المراجع التي يتعذر عليها الحصول هنا.
ولي بعض ملاحظات أرجو أن أرسلها في خطاب خاص بعد أن توضح لي عنوانك بالكامل.
ولا يفوتني أن أشكر لكم هذه الأريحية الكريمة التي أبديتموها نحوي، وقد سرني أن يكون لمقالاتي في الرسالة خلال شهر مايو ويونيه من هذا العام عن (قضايا الشباب بين العلم والفلسفة)، ذلك الأثر الحميد في نفوس إخواننا الشرقيين. وما ذكرتَ من تغير عقيدة بعضهم وتبدل نظرتهم لتلك الفلسفة المنحرفة المتطرفة... مما أثار صديقك الفرنسي وزملائه لدرجة القيام بترجمتها و (العمل على نشرها في فرنسا كمثال لما يمكن أن تستقبل به الفلسفات (الحديثة) في الشرق العربي عموماً والإسلام في الخصوص. . .) الخ
ولسنا نمانع في ذلك يا صديقي - بل إنا نرحب به - ما دمت تعرض علينا تلك الترجمات قبل نشرها أولا بأول.
أما سبب ذلك التركيز الذي رأيتم في مقالاتي تلك فهو ضيق المقام ثم الظروف التي كتبت فيها ذلك البحث؛ فقد لبيت به دعوة من كلية الحقوق بجامعة فؤاد الأول وجهتها إلى جماعات الأبحاث النفسية بها ( لإلقاء محاضرة عن الشك كإحدى المراحل النفسية) وعقب إلقاء المحاضرة في يوم 4 مايو الماضي - قام بعض أساتذة كلية الآداب من المتعصبين لسارتر وأثار جدالاً رأينا معه نشر البحث - من غير ما زيادة أو نقصان - لتعم فائدته من جهة وليكون المجال أرحب للأخذ والرد فيه من جهة أخرى، ولم نر أحق بهذا وأجدر من حبيبتنا (الرسالة) منبر الشرق العالمي فآثرناها بتلك المقالات التي انتظمت محاضرتنا المذكورة.
وأظنك معي الآن في أن المجال لم يكن مجال شرح وتفصيل بقدر ما كان مجال إيجاز واستيعاب، فإن هذا الموضوع من السعة والخطورة بحيث تضيق به المجلدات فضلاً عن محاضرة أو بضع مقالات. إلا أني قد راعيت ذلك وتلافيته في كتابي (الاتجاهات الدينية في الفلسفة الحديثة) الذي هيء الجزء الأول منه للطبع في أقرب وقت مستطاع.
هذا وأرجو أن يعينني الله سبحانه على تحقيق رغبتكم وسائر الأصدقاء بمواصلة الكتابة في (الرسالة) عن هذا الموضوع عقب عودتي إلى مصر إن شاء الله وبقيت في العمر بقية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فلنسيه - إسبانيا
إبراهيم البطراوي
إلى الدكتور م شهاب (باريس):
قرأت كتابك يا صديقي رغم مشاغلي المتعددة، ولكني أرجأت الكتابة عنه ريثما أعود من سفري ليتيسر لي الاستيثاق من بعض المراجع التي يتعذر عليها الحصول هنا.
ولي بعض ملاحظات أرجو أن أرسلها في خطاب خاص بعد أن توضح لي عنوانك بالكامل.
ولا يفوتني أن أشكر لكم هذه الأريحية الكريمة التي أبديتموها نحوي، وقد سرني أن يكون لمقالاتي في الرسالة خلال شهر مايو ويونيه من هذا العام عن (قضايا الشباب بين العلم والفلسفة)، ذلك الأثر الحميد في نفوس إخواننا الشرقيين. وما ذكرتَ من تغير عقيدة بعضهم وتبدل نظرتهم لتلك الفلسفة المنحرفة المتطرفة... مما أثار صديقك الفرنسي وزملائه لدرجة القيام بترجمتها و (العمل على نشرها في فرنسا كمثال لما يمكن أن تستقبل به الفلسفات (الحديثة) في الشرق العربي عموماً والإسلام في الخصوص. . .) الخ
ولسنا نمانع في ذلك يا صديقي - بل إنا نرحب به - ما دمت تعرض علينا تلك الترجمات قبل نشرها أولا بأول.
أما سبب ذلك التركيز الذي رأيتم في مقالاتي تلك فهو ضيق المقام ثم الظروف التي كتبت فيها ذلك البحث؛ فقد لبيت به دعوة من كلية الحقوق بجامعة فؤاد الأول وجهتها إلى جماعات الأبحاث النفسية بها ( لإلقاء محاضرة عن الشك كإحدى المراحل النفسية) وعقب إلقاء المحاضرة في يوم 4 مايو الماضي - قام بعض أساتذة كلية الآداب من المتعصبين لسارتر وأثار جدالاً رأينا معه نشر البحث - من غير ما زيادة أو نقصان - لتعم فائدته من جهة وليكون المجال أرحب للأخذ والرد فيه من جهة أخرى، ولم نر أحق بهذا وأجدر من حبيبتنا (الرسالة) منبر الشرق العالمي فآثرناها بتلك المقالات التي انتظمت محاضرتنا المذكورة.
وأظنك معي الآن في أن المجال لم يكن مجال شرح وتفصيل بقدر ما كان مجال إيجاز واستيعاب، فإن هذا الموضوع من السعة والخطورة بحيث تضيق به المجلدات فضلاً عن محاضرة أو بضع مقالات. إلا أني قد راعيت ذلك وتلافيته في كتابي (الاتجاهات الدينية في الفلسفة الحديثة) الذي هيء الجزء الأول منه للطبع في أقرب وقت مستطاع.
هذا وأرجو أن يعينني الله سبحانه على تحقيق رغبتكم وسائر الأصدقاء بمواصلة الكتابة في (الرسالة) عن هذا الموضوع عقب عودتي إلى مصر إن شاء الله وبقيت في العمر بقية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فلنسيه - إسبانيا
إبراهيم البطراوي