من نبض أحمد السقال

" أمام الذكرى
تجلس تصفّف شَعْرها.
قيل إنها تُشعل بخورا
كلّما الحزنُ زارها مساءً
وقيل
إنها لا تَخرج صباحا
حين أشعةُ الشمس
منها تَغار.
أمام الذكرى تجلس تصفّف شَعرها
كم أتأفّفُ منها حين لا تأتيني
بيضاء مثل فرحٍ
هذه الدنيا ! "
* آخر تدوينة للفقيد على جداره بالفيسبوك 18juin 2018 , 22:35

***

لا تبنوا لي قبرا مختلفا عن القبر المجاور لي
أود أن أذوب في الموت كما علمتني الحياة أن أذوب وسط الأحياء
لا تكتبوا على شاهدتي "توفي بتاريخ..."
اكتبوا فقط : "غادرنا بلا وداع"
هكذا أعرف أنني لم أمت، ولكنني علّقت عودتي إلى زمن آخر ..

***

في ذكرى رحيلي الأولى:
أخبرَني كفْني ألاّ أحد حضَر، إلا حبيبتي، كانت على رابية بعيدة، تمْسُد قدميها من تعب المشي إلى قبري ، وتأتي

***

الجهات التي تهلل لرسام فاشل اعتنق الإسلام بقرية نائية جنوب نيكاراغوا ، أو طباخ إيطالي من باليرمو هدّه المرض، أو راقصة أندلسية لفظتها حانات قرطبة، هذه الجهات التي تهلل وتبشر بنهضة إسلامية قادمة، هي نفس الجهات التي تسكت عن الفقر والجوع والظلم والتخلف والاستبداد والشعوذة والاتكالية وزنى المحارم ووسخ أظافر أطفالنا وارتماء فقهائنا في أحضان السلاطين ..

***

المؤكد أننا قوم نقبل بالذوبان في القوالب الجاهزة.
الدليل؟
هذا السيل من التهاني المستنسخة بواسطة كوبيي كولي.
هل فقدنا القدرة على كتابة جملة واحدة تكون نابعة منا ونحن نتبادل تهاني العيد؟!

***
مُحزِنٌ أن نتعلّم الحَربَ
ولا أعْداءَ في أُفقٍ
ونتعلّمَ العشق
وليْس بالجِوار
نَبْضُ

***

شرطة الأخلاق العامة تحقق مع ناقد أدبي تخصص في الدواوين النسوية !

***

إذا رأيت شاعرا يكرر نفس الأخطاء النحوية والإعرابية في نصوصه على الفايس ، فاعلم أن سرب الممجدين وقافلة الحريم هما السبب .

***

من قال إن العيون
للناظر إليها تُفطر
و مذ غرقتُ في عينيك
وأنا
عن غيرهما صائم!

***

كأنها لم تكن لحظة استرخاء ببحيرة "أنْسي" Annecy ..
ما أسرع اختباء اللحظات في الذاكرة !

***

وحدها الأغراس تعرف كذب غيوم صباح الرباط ..

***

مِن شَفةٍ إلى شَفه
تطير البسمةُ
فلا تغارَنٌ من
شفاهٍ شِفاهُ

***

وهذه الدروب التي أسيرها حاملا على وجهي ابتسامات الآخرين، متى تخبرني عن عنوان ابتسامتي؟!

***

الوطن ألٌا يسود الجوع ،فتأتي قُفةُ الصدقة..
الوطن ألٌا نُسجن ،فيأتي العفو ..
الوطن يا مريم ، أن نتفس أنت وأنا، ولا تحاصرنا الخوذات وغازات الأكريموجين!

***
عندما يعلن شاعر أنه حظي بلقاء السلطان، تعلن الملائكةعن يأسها من أهل الأرض .

***

إذا أردت أن تهزم النار، شتتها إلى جمرات ..

***

في تلك الأثناء بالذات، يصرخ الحب:
أين يدفنني العشاق حين يموت الأمل؟

***

لا يعرف السهرَ
هذا البحرُ
لياليه كما لياليَا
سوى أني أغفو
وليس للبحر جفون
كما لِياَ

***

أين أحملك يا وطن
والجهات
في عينيّ تعْبى
جنوبٌ يسأل
وشمالٌ متهدّلُ
شرقٌ يتلظى
وغربٌ
عليه يبكي سبو
ويتحسرُ

***

أقترح أن تغير جامعة الدول العربية إسمها إلى " جمعية الدول الناطقة بالعربية" ، وتنقل مقرها إلى تل أبيب.

***

مِثْل شهرزاد
هذه المسافةُ بيْننا
تُراكِم الحكايا وتَنسى
رَتْق ظِلَّيْنا !

***

-بشرى بشرى للا خدوج !
حفيدك حصل على أول نقطة في امتحان الفرنسية بالمعهد الفرنسي.
-بشرك الله بالخير. والعربية؟
-إنهم يدعمونه بدروس خصوصية كي ينطق حرف القاف !

***

أطفأتُ أنوار البيت جيدا، أحكمتُ إغلاق الصنابير ، نفيتُ الوجوه المزعجة بقطع الكهرباء عن التلفاز ، أقفلت النوافذ منعا لتسرب حكايا الناس إليّ،وجلست أتأمل الظلام والصمت ، والغد الواجم ، ورجال شرطة يفتشون عن رسالة يُفترض أن أكتبها الآن ..


***

سنفيق يوما آخر، على أفراحنا وأحزاننا، وسوف نعارك من أجل رسم طريق يليق بخطونا.
تلك قصتنا الصغيرة ..

***

قتلتك الأضواء يا صاحبي
انزل إلى قبوك قليلا
هناك أنت !

***

نحن لا نَسير جَنْب بعضٍ
هو المكان ُرحمةً بنا
يضيقُ
فيُقَربنا

***

رفع آذان صلاة المغرب لهذا اليوم قبل قليل ..
لأول مرة بعد سنة ، أدقق النظر في الساعة الحائطية ، لأسجل ميقات الإفطار غدا !
اللهم بلغنا عيد الفطر

***

قدْ نامتْ
في عينيكِ الليالي
هَدّها الهَمّ ُوالتعبُ.
أفِيقي يا ذِكرى
بِمُقلتيْك لاذتْ أَماسٍ
خُلْوِ الوِفاضِ
لا فَرْحٌ ولا صَحْبُ

***

مثل أعمى
يعتمدني عكازةً
يهش بي على الطريق..
هذا الظلام

***

أنت لا تستطيع صنع الفرق إذا كانت تفاصيلك الصغيرة ليست فارقة ..

***

.. ولكن البأس كل البأس، أن تظلي معي،والعالم يطرق بابي يا ..وحدتي

***

وقال ربك:إقرأ
فلماذا تكتب قبل القراءة ؟!


***

تبا لهذا العطر الجديد
كانت حياتي بسيطة قبله..
كنت أسلم على الأصدقاء وأستفسر عيونهم عن أحوالهم، فصرت بعد وضع العطر الجديد، أستفسر أنوفهم هل شمت عطري!
تبا لهذا العمر حين يصير عطرا فاخرا على وجوه من خشب..

***

إذا لم تعشق هذه المدينة من أول خطوة على شوارعها ،فالخلل في جينة حب الأمكنة عندك !

***

تحيرني بغبائها هذه الطائرة
كيف تأخذني شمالا، ووجهة القلب جنوبُ ؟!
* من آخر تدوينة للفقيد العزيز على جداره منذ 16 ساعة

***

نتعلم الاحتراس من اللصوص حين نضبط أيديهم في جيوبنا لمرة واحدة.
فماذا لو كانت جيوبنا قد ألفت أيديهم أكثر من أيدينا؟!

***

كانت يداي تلوحان للعابرين وروحي تغرق !

***

مَن بعدك يا نوح يعيد إلينا شهية الغرق؟

***

لا يُهاب الموتُ إذا لم يأْت جَللاً مثلَ سقوطٍ من عشقٍ شاهق

***

مِثلُ الظلِّ هذه الكتابة ما أخبثَها :
تَفْضح قاماتنا !

***

.. وإذا الوَردةُ سَألَتْ بأيّ ذَنْبٍ قُطِفت!

***

لا معنى لوقوفك أمام النافذة إذا كان نظرك قصيرا

***

قصة طويلة جدا

.. ولأن فاكهتها كانت ثقيلة الوزن تتساقط قبل النضوج، كان الناس يضعون أيديهم فوق رؤسهم وهم يمرون تحت تلك الشجرة..
ولأن الشجرة لا تعرف عيب فاكهتها ومغترة فقط بحجمها،فهي إلى اليوم،لا تزال تتساءل كيف - دون الأشجار- لا أحد يستظل بها !

***

لكلّ منّا في حَديقَته وردةٌ قُطفت قبْل الأوان، ونَبتتْ مكانَها خَيبة..

***

لتلك العصافير التي غردت ذات صباح فوق سطح أيامي
أُعْلي سَقفي كي أسمعها ..من جديد.
لتلك القدمين الغائرتين في وحل الذكرى
أدعو بالجفاف للغيم في سمائي
ولأنني صغرت كفاية أمام فرحك
أدْمنتُ كأسَ الكِبَر .. يا عمري

***

كمْ كانت كَفّي مُتكأً للدّمعِ الشاردِ من مُقلتيك
والأَكُفُّ يا عيونَها
لا تُحبّ المَنَّ على الدّمْع

***

لتلك العصافير التي غردت ذات صباح فوق سطح أيامي
أُعْلي سَقفي كي أسمعها ..من جديد.
لتلك القدمين الغائرتين في وحل الذكرى
أدعو بالجفاف للغيم في سمائي
ولأنني صغرت كفاية أمام فرحك
أدْمنتُ كأسَ الكِبَر .. يا عمري

***

كمْ كانت كَفّي مُتكأً للدّمعِ الشاردِ من مُقلتيك
والأَكُفُّ يا عيونَها
لا تُحبّ المَنَّ على الدّمْع

***

لا تقل لامرأة : "يا مولاتي"
إن المرأة الحرة لا تحب عبيد الكلام !

***

مثلك تماما
أقيم بداخلي
فلماذا تنزعجين
أيتها الوحدة
كلما سألتك عن الآخرين

***

ويحدث ألا يحدث شيء ..
هو فقط ضجيج قديم في الذاكرة نعتقده شيئا يحدث ..

***

لا تبتئس للسياج بينك وبين الورد ، فالعبير تحمله إليك الريح ..

***

كلّما حلّ من صدريَ
المساءُ فتّشتُه
إن القلوب تغريها
المساءاتُ
فتهرب إلى الليل
وتندثرُ

***

لا تُقَبٍّلي عينيَ اليُمنى
واليسرى تَنْظرُ .
إنّ العُيونَ
مثل الشفاهِ
مِن بعضها .. تغارُ

***

مساء الخير أيتها الوحدة.
كيف حالك معي؟

***

الوحدة هي انشغال الآخر عنك ..
والأنس هو هروب الآخر إليك من وحدته ..
تلك هي الوحدة تُداولها الأيام بيننا !

***

حلمت
حلمت طويلا أنني أحببت امرأة..
وحلمت أكثر أن امرأة أحبتني رغم التشوه الذي يصيب لساني كلما ناديتها أن تلتقيني فوق الجسر وليس تحته كما عاشقين يجربان الحياة بتفاصيلها الصغيرة..
استمر الحلم، وما استطاعت أشعة شمس نيسان أن توقظني ،كنت أستلذ انسياب الغناء تحت وسادتي..
وكنت تقيمين الصلاة لي كما يليق بإيماني الصغير..
وكان الحلم يكبر ويكبر ، إلى ان صغر الواقع،، صغر إلى ان صار الحلم سيدا يملي علي ما أكتبه لك الآن يا .. أيامي!

***

لمْ تسألْني كعادتها
كيف كان النهار.
توقّفَ عندها
الوقتُ
وعنديَ صار
دهرًا
ومدائنَ انتظار

***

هذا الجَمْعُ والنّفَرُ
دُونَك يا ليلى
صَمْتٌ
ضجرُ

***

قال لي
متى سبحتَ في الهوى فرحاً
غرقتَ.
قلتُ
وما عمقُ الهوى
والعشاق أطفالُ؟!

***
ما جدوى اليد اليسرى إذا عجزت عن منع اليمنى من التسول !

***

نيسان ..
والبحر خلاله يتوجه إليك بالهدير، إليك وحدك، يمسح بموجه ما كتبه الأحبة على رمل شطآنك، ويضع على شفاههم جديد الكلام ،يمسح على جبينك ويعلمك الابتسام..
أتصور لو أنني صحراء، هل كنت سأرقص لنيسان بكثباني!

***

وجب أن نبحث عن موت أرقى يعطي لحياتنا الصغيرة معنى ، موت لا يثير حزن الآخرين،بل حسدهم لنا ..
كل موت معروف لا يثير إلا الحزن حوله، هو موت رخيص

***

والماء
إذا رواني
اغتبط له الغيم
وإذا
أغرق حبيبتي
حزنت السماء
وبكت بِالجفاف
صيفا وصيفا

***

لوقتٍ طويل،كنت أحسُب أن لي نوافذ أستطيع إغلاقها متى غضبت ،قبل أن أعرف أنني حبيس عينين هما المطر في أيامي والشمس ..

***
إذا أردت كتابة قصة، اجلس وحيدا بركن مقهى فارغ ،واستمع لحديث الكراسي إلى الطاولات..
لا تقاطعها برنين هاتفك إذ يناديك من يرغب في تناول فنجان قهوة معك في مقهى آخر لا تحب كراسيه وطاولاته هذه الثرثرة أمامك الآن ..

***

شيقةً تبدأ كثير من الأفلام، لكنها تتعب حين تغرق في التفاصيل ..
تشبهنا الأفلام كثيرا !

***

أحس أنه مضطر لإقتلاع مسامه لتكون نقاط حروف ما سوف يكتبه .. الموضوع جديد بالنسبة إليه:أول مرة سيكتب عن الواقع دون ادعاء

***

سؤال:
هل كتابة الشعر مشروطة بقراءته في المناسبات؟
بعبارة أخرى:
هل يحتاج الشعر للتصفيق له كي يعيش؟

***

كان حدثا كبيرا في حياتي يوم تجرأت ووضعت ذراعي على كتف أبي فيما يشبه العناق لأخذ صورة معه.
فأنا لم أبادل أبي السلام عن طريق تقبيل الوجه إلا بعدما بلغت العشرين من عمري، فالسلام بيننا لم يكن يتجاوز تقبيل ظهر يده اليمنى ..والسلام .
اليوم حين أتذكر تلك الصورة/الحدث، أبتسم لنفسي، وأتساءل كيف أشرقت من وجه أبي يومها ابتسامة ما عهدها أحد منه قبل أن يغادرنا الى العالم الآخر .

***

ما هانتْ يدٌ على يدٍ
ولكنه النأْيُ
يُذْهِبُ ما كنّا
وصارَ

***

العطرُ كان أخّاذاً
والمرآةُُ خَجْلى.
وحْدها الخطيئةُ كانت
تُبْصرُ الطريق

***

الفرَحُ
أن تنسابَ
لرؤيتها على خدٌك
دمعةٌ

***

لأعرف قيمة الكهرباء، أشعل شمعة.
لأعرف قيمة الأصدقاء، أطفئ تلك الشمعة، لأرى كيف العتمة تهزأ من انتظاري!

***

تبسّمي ولا تأبهي
بشفاهي الدامية.
هو الجوى متى
قَبَّله شَوْكك
يا وردتي .. يدميني

***

باب واحد قد يكفي لخروجنا، لكنه لا يكفي لخروج هذا الحشد من الغضب خلفنا !

***

ما يفيدُ صُراخُكَ،إذا كانت شيمةُ حنجرتكَ الصمتُ!

***

تغفو السكة وتستيقظ على هدير القطارات، ولا تفكر في تغيير سريرها ابدا ..
تشبهك السكة أيها الشاعر !

***

لو فقط كنت أشرب الخمر كما كان بعض الأنبياء يفعلون ، لكانت لي نبوءتي ،ولكنت سميتك كما يسمون نساءهم ساعة النشوة : "امرأتي"
لكنني لا أنام كما الأنام ولا أحلم كما الانبياء المترفين ..

***

إسمي الحقيقي: يوليوس، إلا أن أمي لم تتحمل نظرات الجارات وهن يباركن لها ميلادي، فأخبرتهن أن "يوليوس" معناها: حمد الله .
ومن يومها سمتني الجارات "أحمد" ، لكن أمي إلى الآن لا تزال تناديني من السماء :"يوليوس"!

***

الماء على بساطته، لا يحب الاختلاط بما يُذهب نقاءه ..

***

الشاعر والقصيدة يتآمران على إحداث انقلاب في الواقع.
والقارئ غالبا هو أول الضحايا!

***

القصيدة يا أعداءنا الكرام، لا تغضب من لقاء شاعرة وشاعر على جنبات حانة الشعر ..إنها تغضب لانقطاع كهرباء الشعر عن حي تلك الحانة!

***

تلك عادتُها مِن أمد
تَمْضي
وتَترك سيجارتَها بين شفتيّ
والنارَ في .. الكبِدِ

***

.. ومن علامات رفاه ثقافتنا أن صارت لدينا جوقة مثقفين تتحرك لإحياء المناسبات.. كل المناسبات!
لا فرق بين مناسبة عربية وأعجمية، وطنية أو مخزنية، إلا بالضرع وما جاد به !

***

أمِنْ شَوقٍ
تَصْدَاُ هاذي اليدُ
أَمْ
مِنْ قُرْبٍ طَواهُ بُعْدُ !

***

بانَتْ
والهوى
يُخْبرُ قَبلَ الفؤادِ العيونَ
والعيونُ
تميلُ قبل الفؤادِ
إلى من تهوى
وتنحازُ

***

أكْبر من الكأس همُّ الحكاية
كيف كلّما حكيتُ
ابتعدتِ الكأس
وغاب بين الجدران
وجْهي!

***

اخلع نعلك الأيسر، وطوح به في وجه الحاضر،إذا كان ماضيك أجمل !
لا تخجل أن يسمّوك تقليديا .
حداثيون كثيرون سوف يغارون منك في صمت !

***

شمعة واحدة تنير لك المكان
شمعتان تفضحان بعض التفاصيل
اطفئ الشمعة الأولى أو الثانية
النور ليس سلعة قابلة للزيادة أو النقصان
النور نور فقط

***

حبيبتي حين أقول لها إني أغرق
لا تسأل
ولكنها تتأبط درع النجاة .. وتغطس

#اليوم_العالمي_للغرق

***

لا وَجْهَ يَسْتَوْقِفُني
أَعْرِفُهُ
لا ظِلَّ يُشْبِهُني
أَتْبَعُهُ
مُهاجِرٌ لا حُلُمَ
تُلَوِّحُ بالوَداعِ لَهُ .. يَدِي

***

أعصر الغابة
أرجو ميلاد شجرة
تحمل ملامحي
وباقي الحزن عنّي ..

***

حين كانت تجمعنا بعض الأماسي في جلسات عائلية، كنا نضحك ومنا من كان يقهقه من الضحك إذ تورطنا سخرية بعض ذكرياتنا ..
إلا أن أن "ارحيمو"لم تكن ترفع صوتها بالضحك ابدا، بل كانت تسر إلى ابنتي أن أمها كانت تحذرها من الضحك أمام الناس، حتى لا يغير ابن جارهم عبد السلام رأيه فيها ، ويتراجع عن وعد الزواج بها ،فتصير أضحوكة أمام العواذل..

***

لما انحنيت إلى ساقها ذات مساء، أنظف جرح لسعة زجاج أدمتها، غمرني خجل "ارحيمو" ، وسبقت كلماتها دمعتان :
أنتم في المدينة أحن علي من أبي هناك لما ركلني حمار الجيران يوما ، فقال:
تستحقين أكثر ، ليته رفسك، وتركت حصتك في العيش لأخيك الذكر ..

***

أن أحضنك
تلك أجمل نهاياتي !
قالت

***

في قريتها، تسوق غنم أبيها إلى المرعى وعلى ظهرها تنام أختها الصغرى ،تسقي الماء في طريق عودتها، تحضر الكانون لأمها لطهي الخبز، تنظف أرضية الكوخ ،وعند المساء تغسل الأواني وتراجع مع أخيها الصغير دروسه..
إلا أن "رحيمو" وهي معنا بالمدينة، لا يزال خداها يحمران كلما رفعت سماعة الهاتف لترد على مكالمة.

***

أمضت بيننا أكثر من عشر سنوات..
ألفت وجود الفرن الكهربائي ،وآلة التصبين الكهربائية، والثلاجة والتلفاز وأزرار الكهرباء على مداخل غرف البيت ..
إلا أن "رحيمو" حين تعود من زيارة أسرتها بالبادية ، تنسى دائما أن تضغط على زر الكهرباء لإنارة غرفتها حين يحل المساء ببيتنا ..

***

وحدها الأرصفة تعرف حقيقةَ بريقِ النياشين ، وتصمُت..
وحدها الأرصفةُ تتحمل الشك واليقين يمشيان عليها جنبا إلى جنب، ولا تَسأل..
وحدها الأرصفة لا تَبيعُنا عيداً، حين لا عيد ُ !

***

تعالي نحلمْ هذا المساء
نَرفع عن الورد حُجُبهْ
ونَرشّ عيونَنا ألوانا وعِطرا..
تعالي نجلسْ وحيديْن
و رعْشه
نُسافر إلى السماءَ بقُبْله
ولا نَعُود ..

***

اختار أن يمشي على أقدامه حافيا ، تلسعه أشواك الأرض، وتفرش له ديدانها حريرا..ما قال أفّ يوما، ولكنه كان يزرع ويبذر ويعيد الحرث ،حتى إذا ما وجده أهل البلدة ذات ظهيرة ملقى على ظهره وسط حقله، اتفقوا جمعيا أن عبد الله لم يمت، ولكنه كان يستريح ...

***

إنهم يسرقون وقتنا ،ويزورون زمننا ، ويفرضون علينا توقيتهم ، بل إنهم يفرضون علينا توقف الزمن ..
الساعات الحائطية المثبتة في بعض الساحات العمومية في مدننا ، كلها متوقفة ، أو تتوقف مباشرة بعد تدشين البناء الذي ثبّتت عليه.
هذه الساعات - على بساطتها- تؤكد بالملموس أن القيمين على مدننا لا يعرفون معنى الوقت ولا أهميته ولا ضبطه.
الزائر لمدننا ، إذ لم يمتلك ساعته اليدوية الخاصة أو هاتفا نقالا، لن يعرف أبدا كم الساعة الحقيقة ، لأنه سوف يقرأ أنها الواحدة إلا ربعا في وسط المدينة، وعلى واجهة محطة القطار سيقرأ السادسة ونصف ، أما ساعة باب المحكمة، فلها عقرب واحد يشير الساعة الإثني عشر ، ولا نعرف هل هو منتصف الليل أم منتصف النهار ..
كم الساعة في مدينتك الآن؟

***

أشْفِق على زُرقتهما
هاتان العينان حين تحزنان
ويدبّ في مقلتيهما الأسودُ.. والتعبُ

***

جربْ لمرة أن تتصرف وكأن لا شيء لك تخسره .. سوف تعرف حينها معنى الحرية.
ستعرف معنى أن تكون أنت ..
الغايات تقيدنا تكبلنا تلوّننا تصّيرنا أشباه خلائق!

***

مِنْ تَعَبِها راحتْ
بَسْمَتُكَ إلى ماضٍ تَجْري
كيْفَ اللحاقُ بها
يا عُمُراً حَسِبْتُه
عُمْري!

***

اذهبي إلى آخر بهو هذا العمر الذي روّعك بريقُه، وامتصّي ملء عينيك كل قوس قزح، وعودي تجديني أخبّئ المطر، وأحفظ لك بياضك.. يا أيامي

***

وتلك الأشلاء على طاولة ذكرياتك ، هي ما تبقّى من روحي بعد العاصفة ..

***

الحلم الذي يرافقنا في القطار، هل ينزل معنا في محطة الوصول؟!

***

نغادر المحطات لغايتين:
إما لأننا مللنا المقام
أو لأننا نريد الذهاب أبعد.
القطارات لا تعرف شغفنا من مللنا، لكنها تذهب بنا حيث نريد !

***

هذا البرد هو لغة الطبيعة حين تريد فضح هشاشتنا ..
البرد هو الحالة التي يتنازل فيها الماء عن أهميته وقيمته لفائدة النار ..
اللهم إنَّا لا نسألك رد بردك، ولكننا نسألك استعجال قدوم يوليوز !

***

يا عِطرَها
تَلفَّتْ
تلك رُوحي
ظمْآى تَتْبعُك

***

المحطة نفسها
نفس الركاب يتناوبون عليها
والوجهات لا تتغير ..
وحدها الساعة المشنوقة إلى السقف تتساءل بأي ذنب تزوجت هذه المحطة، ولم تنجب - إلى اليوم - طفلا يمتص صفير القطارات المتكرر !

***

الطريق الذي نمشيه لاهثين، تقتلنا منعرجاته..
الطريق الذي نمشيه رويدا، تقتلنا رتابته..

***

اعتقال الوليد بن طلال مكيدة مالية
اعتقال لمجرد مكيدة فنية
اعتقال رمضان مكيدة دينية
اعتقال الفقيه وخليلته مكيدة دعوية
لعله الوجه الآخر لمأساتنا
المنطق " التآمري" الذي يسيطر على تفكيرنا ويشل انطلاقنا

***

تَوقفنا تَعبا
فتآزرَ الخطوُ خَلفنا
ليعود إلى أقدامنا المشيُ
وإلى عينيها
أولُ ذاك البريق

***

كلما ذكرنا بن خلدون بأصلنا البدوي، أقول له نعم

***

من يقطع الطريق على السنبلة وهي تحبو إلى الصيف؟ !

***

الفرَح: أن تواظبَ على الحلم نكايةً في اليقظة، وتُحققَ نبوءة:
أنا أحلم، إذن أنا موجود !

***

مُحزِنٌ أننا نتعلمَ الحربَ، ولا أعداءَ في الأفُق !

***

هَذا البَرْدًُ
ونأْيُها
صِنْوان

***

من العلو نستطيع رؤية كل شيء، لكن، لا أجنحة لنا!

***

رحلةُ نارٍ من الحطَب إلى الرّماد : تلك رحلتُنا في هذه الحياة

***

وإنّي
إذا باتتْ على مَرمى لَمْسةٍ منّي
يَهجُر البياضُ شَيْبي
ويُمْسي الليلُ من عينيها .. نهارا

***

سوف أموت وأنا مطمئن تماما على الكسكس ، كسكسنا..
قد رضيت عنه فرنسا وأعجبت به، فلا خوف عليه من الزوال..
أتمنى أن يطمئن أبنائي يوما عن لغتنا وتقاليدنا !

***

رغْمَ الرّيحِ
رغْم المَطَرِ
أتَحدَّى أنْ يَمْسحَ مِنَ ذاكِراتِنا
مُلُوحتَهُ هذا البَحْرُ

***

ما معنى أن تكون إنسانا لا يملك سيارة كاط كاط؟
معناه أنك مهضوم الحق في السياقة بسرعة، والحق في التحدث بالهاتف أثناء السياقة وقتما تشاء، وحق التوقف أينما تشاء، وحق هضم حقوق السيارات الخفيفة، وحق عرقلة السير لشراء علبة سجائرك وسط الشارع ...
أنت لا تعرف ماذا تضيع وأنت لا تملك سيارة كاط كاط
اسرع إلى أقرب وكيل معتمد لبيع الكاط كاطات واحجز لك واحدة.

***

شكرًا للموت
لأنه يذكرنا أن الحياة ليست حقيقة مطلقة

***

وأنت تغادرين
لا تتركي المفتاح
خلفك
ترقص حوله
شياطين العودة

***

لما تكبر قليلا يا صغيري، سوف أحكي لك قصة ذلك الجندي الذي تأخر في الوصول إلى جبهة القتال ، لأنه كان يكتب قصيدة..
وسوف أحكي لك يا صغيري كيف حين بلغ الجبهة، كانت قصيدته قد أشعلت الفتنة بين الجنود وألهتهم عن مواجهة بعضهم البعض..
وأحكي أيضا وأصف لك ما كان لون وجه القائد حين فاجأه الجنود، وقد اشتعل العناق بينهم بدل رائحة البارود ..
ولن أحكي لك يا صغيري عن "الزعيم" الذي بلغه الخبر وعرف الجندي كاتب القصيدة،
فطلب رأسه..
لن أحكي لك الآن يا صغيري،لأن الزعيم ينظر إليّ .. الآن

***

أعتقد أن الكثير من المؤسسات العمومية ليست في حاجة الى ملصقات الدعاية لخدماتها من قبيل" سوف تحبون خدماتنا"، إذ يكفي أن تتوجه إليها من أجل قضاء مصلحة، لتعرف أنها تُمارس الدعاية الكاذبة، والتي تعتبر جرما من وجهة نظر القانون.

***

النّارُ بِجَيْبي يَئِستْ من البحْثِ عنْ .. حَطَب

***

سٓلامٌ على العاشِقينٓ
وَبَعْدُ:
لا يَأْبهُ العِشقُ بِكِتاباتِنا
لكن
إنْ نحْنُ مِنْهُ مِتْنا
كانَ أوّلَ المُعَزّينَا!

***

تتكاثر صور التخلف المعلقة على جدار واقعنا، آخرها صورة المفتي الذي يحرم الترشح للإنتخابات في مواجهة " السيد" الرئيس.
إنه التوظيف السياسي المفضوح للدين بواسطة شيوخ المناسبات ..

***

أنا مثلك تماما
أقيم بداخلي
فلماذا تنزعجين
أيتها الوحدة
كلما سألتك عن .. الآخرين!

***

في البدء كان التلفاز بالأبيض والأسود، والصحف بالأبيض والأسود، والهاتف ...
الآن صار كل شيء ملونا، حتى الاحداث العالمية والاصدقاء والمواقف .. إلا الكتابة، فقد حافظت على سواد الحبر وبياض الورق، رغم ما تفرزه من تلوينات أحيانا تبهر، وأحايين تحبط ..

***

أمِنْ شَوقٍ
تَصْدَاُ هذي اليدُ
أمْ مِنْ قُرْبٍ
طَواهُ بُعْدُ !

***

لا أشبِهك يا حبيبي
أنت مبتدأ القول
وانا باقي .. القصيدة
قالت ليَ الشجرة

***

علم البلد يرفرف عاليا
لو تهب نفس الريح
-أسفل قليلا -
فنرفرف نحن ايضا
قليلا !

***

منتصف الفرح، رن هاتفها:
"هو هناك مع اخرى ".
قبضت على دمعها بقوة، ورسمت على وجهها ابتسامة بعرض الذكرى ..
يروي الحاضرون أنهم ما رأوا عينيها تشعان بذلك الجمال مثل تلك اللحظة !

***

قِمَّةُ الْجنون أَنْ تَعْشَقَ اِمْرَأَةً تَعْقِدُ ضَفيرَتَها للرّيحِ !

***

حياةٌ إلا رُبعًا
تلك حياتُنا كاملةً

***

مِثْل شهرزاد هذه المسافةُ بيْننا:تُراكِم الحكايا وتَنسى رَتْق ظِلَّّيْنا !

***

تعالي يا صغيرتي
نقرأ للعشق سلامنا
وللحلم وصايانا
وقليلا من شعر لا نحفظه
نقرأه صمتا كي .. لا نزعج الحكاية

***

يا أيها الذين "تفيقهوا"
لا تخنقوا الكتابة الإبداعية ببحثكم عن مواطن الكفر والإيمان فيها

***

أتُرضيك هذه النارُ
لبلوغكِ يا جنةُ
وهذا الدمار
وهذا السيف الواقف
بيننا أبْكمُ
بتّارُ

***

نامت في عينيكِ الليالي
هدّها الهمُّ والتعبُ.
أفيقي يا ذكرى
بمُقلتيكِ لاذتْ
صباحاتٌ خُلْوِ الوِفاضِ
لا فرْحٌ ولا صحْبُ

***

ما أرخَت ريحُ البُعدِ شراعَ
هذا القلبِ
لكنه الشوقُ
يرجو راحةً من النّوى
ذاك المُتعِبِ

***

العرافة قالت إنني لن أعيش120سنة..
وكنت أطمع أن أحيا إلى تلك السن وأتزوج حبيبتي بطقوس لا تعرفونها، وبقلب أنهكه العمر لكنه ينبض ، وبهيئة تمثال نفخ فيه الحب، فصار يمشي بين الناس ..
كنت أطمع أن أعود لأحكي لكم قصة رجل خذله العمر، لكن منارة العشق قادته إلى الأبعد .. أبعد من منطق غاياتكم ، أبعد من خيبة آمالكم الصغيرة ، أبعد مما كفرتم به وأنتم على قيد نبض ، وبالعشق لم تؤمنوا ..

# مكرر .. إلى أن أحبط العرافة

***

القول قول أمي حين رأتني بباب السنة الجديدة ،فقالت:
- يا بنيّ ما أرغمك على استقبال السنين وأنت بَعدُ طفلٌ في عينيّ يانعٌ؟
قلت:
- يا أمي ، يكفي أنها أرقام نلهو بجِدّتها، وأنا مثلها رقمٌ واهمٌ ؟

***

في كتابه
HEMINGWAY
Histoire d'une vie
"همنغواي - قصة حياة"
الجزء الثاني 1936-1961
يحكي الكاتب كارلوس بيكر Carlos Baker في الصفحة الأخيرة بدقة عن كيفية انتحار الكاتب الأمريكي إرنست همنغواي صباح ذلك الأحد الثاني من يوليوز 1961، بل حتى فيم كان يفكر وهو يضغط بثبات على زناد بندقيته وبالضبط على جبهته بين الحاجبين.
تلك الفكرة التي آمن بها همنغواي والتي مفادها أنه "قبل الموت، يجب أن نعيش"، أخذت مكانها فكرة جديدة سيطرت عليه ذاك الصباح:" بعد العيش، يجب أن نموت".
إن ما يثير الفضول،هو ذاك اليقين الذي يحكي به الكاتب كارلوس بيكر عن حياة همنغواي، وعن تفاصيل تدخل في صميم تفكير الكاتب المنتحر.
لعل تدوينات همنغواي ورسائله ومراسلاته كافية لتلمس خيط تفكير الرجل قبيل انتحاره، ولكن التساؤل هنا يظل مشروعا حول صدقية تفاصيل هذا الانتحار؟
بم كان يفكر ارنست همنغواي ذلك الصباح الذي انتحر فيه؟
هل تعمل البيبلوغرافيا على تجميل حياة الأدباء المنتحرين عبر تاريخ الأدب الطويل؟

***

الحارس الليلي يغدو ويجيء ،كما كل الليالي ، ينتظر الصباح ليلتحق ببيته قبل أن يستفيق الجيران..يحافظ على كرامة ابنته الموظفة حين تحكي أن أباها يعمل ب "الخارج"!

***

لما أرسل الجنرال باتيستا قطارا مصفحا على متنه أربعمائة جندي مدججين بالأسلحة الثقيلة لقمع نواة حركة الثوار بسانطا كلارا ، كان مؤمنا بقوته ، لكنه استصغر قوة إيمان الثوار بقضيتهم، ولَم يفكر في إقدامهم على إتلاف السكة الحديدية التي توصل القطار إلى معقلهم، وذلك بفضل " بولدوزر" واحد!
زاغ القطار المصفّح عن السكة، فحاصره الثوار الثلاثة والعشرون ، وقضوا على جنود باتيستا الأربعمائة.
بعد يومين من هذه الواقعة، هرب الجنرال إلى الخارج ، إيذانا بنجاح الثورة الكوبية.
كان هذا سنة 1958، واليوم يرتفع "البولدوزر" الشهير فوق منصة وسط سانطا كلارا شاهدا على الحنكة والإيمان بالقضايا في مواجهة القوة ..

***

ويجرَح بردُ النَّوَى
جَبيني
فألفيه ألمًا يقطرُ
ويعُزّ الدفءُ إذا صادَ
عيونَها هوًى يأْباني
وإيايَ .. يَهجُرُ

***

الأقفال لا تعني بالضرورة وجود مفاتيح ..
يذهب تفكيرنا غالبا إلى كيفية فتح الأقفال ، وليس إلى سبب إحكام قفلها!

***

مَساءً تُطعِمُني رُضابًا
والصّباحات جَفَاء
شِفاهُ أيٌامٍ بِتَثاقُلٍ .. تَطوِيني

***

ثم صَمتنا
عٓلّه ينمو من جديد
بيننا .. الكلام

***

لا أسوأ من أن تشهد على تحول مكتبة عريقة إلى ملبنة !

***

لمن تفتح نوافذك يا فاقد النظر؟!

***

هذا الكرسي الذي يقتعده المارة اليوم بكل صنوفهم ، هو آخر ما تبقى من شجرة كانت تعتقد يوما ألاّ ظلَّ إلا ظِلُّها

***

البقع السوداء؟ لولاها ما عرفنا معنى البياض!
البياض الفاحم يتيم بين الألوان ..

***

من ضنى الشوق
قد تعبت هاذي الجفون،
فابسم يا دهرُ
ما عاد يجدي بين أقدامك
صبرٌ ولا جٓلدُ

***

ولما قالت لي: أنتٓ مصيري.
نظرتُ حواليّ ،ضممتُ كل أسئلتي إليّ وجلست أنتظر الساعة .. ساعةَ صِدقِها !

***

قمة البداوة الفكرية في الفايسبوك ، أن يحاسبك الآخر بعدد ما وضعت له من.. " جيمات" !

***

قل ما عندك وبسرعة
كلنا ذاهبون إلى الجحيم ..

***

من ثَكِلته الريحُ
لا تهزّه عاصفة

***

يَشهدُ القَمرُ أنّكِ لَيْلتَها
وَلَجْتِ الحُلْمَ
مُبلَّلةٌ قَدماكِ بماءِ الشّوقِ
هادِئةً
وَحْدَهُ شَعْرُكِ
مِن هُدُوئي
كانَ غاضِبا

***

وقيلَ :اِذهبْ ، وكنتُ في أقصايَ، والعمرُ قابَ فرحتين إلا ابتسامة، فما ذهبتُ ولا عدتُ ..

***

لَو يومًا سألوكِ عَنّي
قُولي
كان ظِلاٌ
حَسِبتُه ظِّلي

***

ما كُلُّ ذي لحيةٍ مُحدِّثٌ،
ولا كلّ مائلٍ مَخمورُ !

***

هذا الوجه الذي يصعد من كأسي
أعرفه
هذه الكأس التي يصعد منها التعب
تعرفني
على حواشيها
شفاه وقبل
تسقط وتنهض
وقصص صغيرة أذكرها
تميتني وتحييني

***

قد سَمِع القلبُ التي قالت ذات فرحة: " أريد أن أشيخ بجانبك".
كنّا مبحرين في وادٍ يسمونه الهيام ، وكنت طفلا أبلغ من العمر أربع شتاءات عشق ، وكانت مثلي لا تهاب الطريق ولا حدة المنعرجات ..
كم كنّا !

***

مثل الماء تتجمد الدموع خلف المآقي ، لا يذيبها غير حزنٍ ناضجٍ أو فرحٍ عاقِل

***

ضِدّا في الأشياء
وهَبني موجَه البحرُ
أصُدّ التيار
وحين غمرني الزبد
هَزِئ البحرُ منّي
ومن .. الأشياء

***

احتياطا، نزعتُ أدراج السُّلم إلى شرفتي كي يظل وجهها هناك ،يطل على العمر ويحكي..
هي الآن تنتظر صباحا يليق بحكيها.

***

أتعبني السؤال معلَّقا بعينيها:
متى الغدُ الذي كنتَ عنه تُحدٌثني؟
أجبتُني:
هي كلٌ النساء إلا عطرها، فهو مثل سؤالها ، معلٌق في عينيٌ واحدٌ أوحدُ ..

***

هل تَعرف معنى أن تَشيخ أمام شمعة ولم يَبلُغك بَعدُ ضوؤها؟!

***

أناديك بكلّ الأسماء
كيف لا يَلتفِت سِوى ظِلٌي
إليّ.. والخَواء!

***

أول الحزن: استفاقة عقل أدمن مجاراة القلب.
آخر الفرح: سبات قلب أتعبه العقل بالسؤال ..

***

وجه أزينه كل يوم بملامح جديدة، لكنه لا يبتسم أبدا: وجهها وهي تنام في ذاكرتي .. تلك الأيام

***

آخرُ الكأس ،ولادةٌ مذهلة لِغَدٍ عاقر ..

***

لمْ تسألْني
كعادتها
كيف كان النهار؟
عرفتُ أنْ
توقّفَ عندها
الوقتُ
وعندي صار
دهرًا .. ومدائنَ انتظار

***

مٓن بعدك يا نوح يعيد إلينا شهوة السباحة!

***

على بعد سنوات، وقف أحمد ينظر إلى خريطة الوطن ، وخلفه بنيامين طبيب العيون، يسأله هل يزيد في قوة نظاراته ..

***

وَهذِه قُبلةٌ عَلى جَبينِكَ لتَبتسمَ أيٌها الصٌَباح ..

***

مالتْ بعينيها إلى وجهي
فكان الصّهد
وكان البرْد.
ما أمطرتْ قَبْلهما سحاباتي
هما القَطْر كأنْ
لا أمس كان لي
ولا بَعدُ

***

إذا كان خطوك بطيئا، فلا تلومنّ طول الطريق!

***

امرأة عادية .. تقريبا

حين تنزل فاطمة من سيارة الأجرة فجرًا، يكون الجيران نياما، ولهذا هي لا تراهم لتنظر في عيونهم، وهم لا يعرفون متى عادت ليروا ما لا ينظرون في عيونها، ولكنهم مصرون على نعتها بما يرتؤون!

***

هذا عامك الأخير ما قبل الستين .
جرى العمر سريعا وسوف يجري أسرع
هل ستصمد بعده كما فعلت قبله ، أم تراك مللت العيش، وما بقي لك سوى حب وأولاد ترعاهم عن بعد؟!

عيد ميلاد سعيد يا أنا

***

أوراق توت متناثرة على الطريق، ما انتبه إليها أصحابها،لكنهم -عجبي- واصلوا الابتسام .. والطريق!

***

أَكُلٌُ هَذا ولَا تُمطِر أو تُرعِد!

***

إذا كنا لا نخجل من الآخرين ، فلنخجل من أنفسنا حين يفضح الجوع سوءاتنا

***

من الذئب فينا ؟
صوف الخراف تكسو ظهورنا جميعا !

***

رغبة الحرب أن تبعدنا عن الحياة،لكنها تفشل دائما لأننا خلقنا ضدا في الموت

***

ها نحن
فأين السنون
وجراب الزمن ما امتلأت بغير الهواء؟!

***

انتهت المكالمة على هدير منه ، وصراخ منها ..
الهاتف (الذكي) أصبح يتساءل لماذا يتحمل ضجيج هذه الشجارات المتكررة بينهما!

***

ما كان عطرها سحرا ،ولكنني مشدوه إليه كما إلى النار - فرحا - تذهب الفراشات ..

***

أمي لا تكذب
إلا أنها حين رأت الإستغراب في عيون الجيران، قالت لهم إن يوليوس بالعربية هي(أحمد) .
من يومها يناديني الناس بأحمد، وتناديني أمي بإسمي الحقيقي : يوليوس

***

غدا يموت اليأس .. عفوا عفوا: مات هذا المساء

***

على باب القصر، هناك دائما ريش يكنسه الحاجب قبل خروج الخليفة، وبقايا موت صغير.

***

لا أعدك بنخب آخر
الكأس ثملت،
وسيقان الصحو ترتجف.
لا أعدك بنخب جديد،
افتضح الفراغ بيننا
وعلى صقيع لقائنا،
تكسرت البداية.
أكبر من الكأس هم الحكاية،
كيف كلما حكيت، ابتعدت الكأس،
وغاب بين الجدران وجهي ..

***

حين تنزل فاطمة من سيارة الأجرة، يكون الجيران نياما، ولهذا هي لا تراهم لتنظر في عيونهم، وهم لا يعرفون متى عادت ليروا ما لا ينظرون في عيونها، ولكنهم مصرون على نعتها بما يرتؤون!
















***

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى