محمد آدم - مقام الجسد.. شعر

فصل
[ 1 ]
إنه الجسد
يشرح لي طريقة قيامته
وعدد صلواته فى اليوم والليلة وأهيىء له نفسى
والأرض
تنفرج عن أيقونة الجسد
بلا منازع أو قوة
كيف أعلن عن قيامة أخيرة وأصطفى من النار لغة
وحيدة
لتكون مقامى
أيها الجسد:
اخرج علىَّ من مكمنٍ ضيقٍ حرجٍ
وتصبب علىَّ
كاليواقيت
وتشبث بجنازاتى
وقل لى: أنا الأولُ والآخرُ والظاهرُ والباطنُ
ولا تقل لى:
أنا أنت أو أنت أنا
فبيننا علامة
ومواثيق على ما نخفى وما نعلن.

فصل
[ 2 ]
أيها الجسد:
كيف أصطف فى حواريك وأصطفيك فلا تخرج علىّ الوحوش
بغتة
فى وضح النهار
والناس نيام
وأنتظر مقدم الموت فلا أخاف
وأخلع عليك من أسمائى وشاراتى
ماتنوء بحمله
وكشفه
وأتوكأ على مفاتيحك لأعرف ما بغرفك من هدايا ونواميس؟!
عندئذ
أقترح عليك عدد صلواتىَ فى اليوم والليلة
ولا أبالى
أأنت عارف بها
وطاقتى لديك مثل حبة من خردل وربما أقل
وأتشح بك فى كل واد تقيم فيه
ضيفَ سفرٍ
ورفيقَ وحشةٍ
وصاحبَ مقام.

فصل
[ 3 ]
هل وردة أنت يا سيدى الجسد؟!
أم طائر يلتف حول رقبتى وعنقى؟!
أتمدد بين ذراعيك كالجوهرة الزائفة العتيقة
ولا
أفتش عن رقدة لى
وأحتسى شراب النبيين والفقراء
وأفر إليك كالضحية.

فصل
[ 4 ]
لا تخرج علىَّ أيها الجسد
فجأة
وحولك الحرس الطائف فى المدينة يسعى ويفتش عن كل غيابة
وينقب عن كل صاحب جب
أنا الخائف المترقب كل جنودك
وعساكرك
وأقطارك ملآنة بالعبيد والجوعى
من كل فجٍ عميقٍ
وعلى كل شكلٍ ولونٍ
ومن كل جنسٍ
وديانةٍ
فكن رفيقاً بى
أليست لديك رغبة فى البوح والشكاية لمرة واحدة
أليس لى عليك من سلطان!!
توضأ بجانبى!!
وصلِّ علىَّ صلاة مودعٍ
واحفر - لى - حفرة عميقة عرضها السموات والأرض كى
أتمدد فيها
وتتسع لرقدتى
ولأوقاتى
ولأنام نومة بهية بهيجة فلا أبحث عن قيامةٍ ثانيةٍ
ولا أحصى عدد قتلاك
وعميق هاويتى.
فصل

[ 5 ]
أأنت فرح بهذا أيها الجسد ومأخوذُ
فلا يُخاف عليك
أو يُغار منك؟!
إذن
سأناولك أوجاعى
فناولنى إذن خياناتك
ولا تخش علىّ من الغرق والفجيعة
أيها الجسد
كيف أصعد إليك وأنزل
وأصطاد سمكك الأخضر المتوحش بالشصَ
ولا أنتبه إلى الغرقى
وهم كثيرون
أيها الجسد
كيف أفك رموزك
وأحصى عدد كلماتك وكمالاتك
أيها الغامق المصقول بالوجع والخيانات
أأنت غامض مثل الوردة
ومفتوح كالهاوية؟!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى