دعك من الكلمات الطنانة يا كاتبي
ودعنا نتحاور قليلاً
كي نعيش كثيراً بما سيُتحسَب لنا
بما يصلنا بالكتابة الكتابة
لن يطمئن إليك الأطفال وأنت توحي باحتضانك الدائم الدائم في كتابته
لن تهبَك السماء رحابتها وأنت تودعها جملتك المزعومة بالمفيدة
لن تحمل البحار عمقها إليك وأنت تدعي الغوص فيها في عبارة واحدة
لن تسلّم القمم إليك مفاتيح علاها وأنت تردد اسمها مراراً وتكراراً
لن تتبع الضواري شارتك وأنت تستدعيها على غفلة منها
لن تنفتح لك الصحارى بمداها المهيب وأنت توجزها في بيت شعري
لن تفتح لك النساء قلوبهن وأنت تعرّف بنفسك شاعرهن الأوحد في الغزل
عليك أن تخرج الأطفال من توجسهم منك
كي يبتسموا لك ببراءتهم
عليك أن تشعر السماءَ أن ما تسطّره يسعها حقاً
فتسمو إليك
عليك أن تطمئن البحار أن ما تتفوه به يناظر عمقها بجدارة
فتسبح داخلك
عليك أن تلفت أنظار القمم أن عبارتك سامقة بمعناها
فتهبط إليك بعليائها
عليك أن تشعِر الضواري أنك أهل لمعاشرتها في نصك الجديد
فترفع برّيتها نخب فتحك الإبداعي
عليك أن تثير إعجاب الصحارى بقدرة خيالك على تحمل التيه
فتتوج اسمك بلغزها
عليك أن تهز شباك النساء بعنفوان روحك المحلّق بهن
فتدخلك مصعد قلبهن طواعية
أن تصبح كل ذلك
هو أن تعاين بكاء طفل وحيد طويلاً طويلاً
طفل مثقَل بالوجع والألم
وأنت تتقلب في فراشك
فيكبّر الأطفال جميعاً عطفك الطوعي
هو أن تنشغل بنجمة صغيرة
صغيرة جداً وتفلح في وصفها
وإشعارها أنك تستحق الحديث عنها
فتأتيك النجوم تباعاً
وتغدق عليك السماء برحابتها
أن تعظّم قطرة ماء واحدة
تمنحها أجنحة
ألسنة لا تخطئ في تمثيل كل أمواه الأرض
فتحتفي البحار بجليل عمقها
أن تشعِر ساق نبتة واحدة
كم هي عظيمة
كم هي رائعة في امتدادها عالياً
أنك من علاها ترى المجرة بالعين المجردة
وأنت بأنفاسك المطمئنة
فتصافك القمم بكامل كبريائها
أن تنجح في امتحان تحمل البرّية
وأنت تتلبسها كاملة
مأخوذاً بكل كائناتها
عالماً بنبض كل منها
فتقول لك الضواري: لله درك من صديق لنا !
أن تحرك روحاً حقيقية في حبة رملة واحدة
أن تقيم معها زماناً طويلاً
وأنت تعيش مخاض التيه
دونما تذمر
فتلقي عليك الصحارى سلام لاتناهيها
أن تودّع في وصف قبلة
ما يهز عروش النساء قاطبة
ما ينبههن إلى أنك مسكون بكل نفَس منهن
وهن ينسكبن بأرواحهن في تينك القبلة
فتفرش لك النساء أبدية حبهن
دون كل ما ذكرت
لن تصبح كاتباً بحق
لن... ولن... ولن
ابراهيم محمود
ودعنا نتحاور قليلاً
كي نعيش كثيراً بما سيُتحسَب لنا
بما يصلنا بالكتابة الكتابة
لن يطمئن إليك الأطفال وأنت توحي باحتضانك الدائم الدائم في كتابته
لن تهبَك السماء رحابتها وأنت تودعها جملتك المزعومة بالمفيدة
لن تحمل البحار عمقها إليك وأنت تدعي الغوص فيها في عبارة واحدة
لن تسلّم القمم إليك مفاتيح علاها وأنت تردد اسمها مراراً وتكراراً
لن تتبع الضواري شارتك وأنت تستدعيها على غفلة منها
لن تنفتح لك الصحارى بمداها المهيب وأنت توجزها في بيت شعري
لن تفتح لك النساء قلوبهن وأنت تعرّف بنفسك شاعرهن الأوحد في الغزل
عليك أن تخرج الأطفال من توجسهم منك
كي يبتسموا لك ببراءتهم
عليك أن تشعر السماءَ أن ما تسطّره يسعها حقاً
فتسمو إليك
عليك أن تطمئن البحار أن ما تتفوه به يناظر عمقها بجدارة
فتسبح داخلك
عليك أن تلفت أنظار القمم أن عبارتك سامقة بمعناها
فتهبط إليك بعليائها
عليك أن تشعِر الضواري أنك أهل لمعاشرتها في نصك الجديد
فترفع برّيتها نخب فتحك الإبداعي
عليك أن تثير إعجاب الصحارى بقدرة خيالك على تحمل التيه
فتتوج اسمك بلغزها
عليك أن تهز شباك النساء بعنفوان روحك المحلّق بهن
فتدخلك مصعد قلبهن طواعية
أن تصبح كل ذلك
هو أن تعاين بكاء طفل وحيد طويلاً طويلاً
طفل مثقَل بالوجع والألم
وأنت تتقلب في فراشك
فيكبّر الأطفال جميعاً عطفك الطوعي
هو أن تنشغل بنجمة صغيرة
صغيرة جداً وتفلح في وصفها
وإشعارها أنك تستحق الحديث عنها
فتأتيك النجوم تباعاً
وتغدق عليك السماء برحابتها
أن تعظّم قطرة ماء واحدة
تمنحها أجنحة
ألسنة لا تخطئ في تمثيل كل أمواه الأرض
فتحتفي البحار بجليل عمقها
أن تشعِر ساق نبتة واحدة
كم هي عظيمة
كم هي رائعة في امتدادها عالياً
أنك من علاها ترى المجرة بالعين المجردة
وأنت بأنفاسك المطمئنة
فتصافك القمم بكامل كبريائها
أن تنجح في امتحان تحمل البرّية
وأنت تتلبسها كاملة
مأخوذاً بكل كائناتها
عالماً بنبض كل منها
فتقول لك الضواري: لله درك من صديق لنا !
أن تحرك روحاً حقيقية في حبة رملة واحدة
أن تقيم معها زماناً طويلاً
وأنت تعيش مخاض التيه
دونما تذمر
فتلقي عليك الصحارى سلام لاتناهيها
أن تودّع في وصف قبلة
ما يهز عروش النساء قاطبة
ما ينبههن إلى أنك مسكون بكل نفَس منهن
وهن ينسكبن بأرواحهن في تينك القبلة
فتفرش لك النساء أبدية حبهن
دون كل ما ذكرت
لن تصبح كاتباً بحق
لن... ولن... ولن
ابراهيم محمود