السحب من تحته تسدم صقيع بياضها بذرات واهنة الصلادة ، هو رغم ذلك ورغم تحليقه عكس الريح كان يطلق بصره إلى الأسفل عابرا مئات الكيلومترات بروح الرغبة... الى أسفل حيث الصيد الروحي ... ذلك الذي يرد اليه انفاسا خنقها الماضي بهمجية الرعب.
حين حاصره الشبح الضخم في زاوية كئيبة معتمة ونال منه متعة الطغيان وجرد سنواته اللاحقة من الشعور بالأمن. كانت لحظات الرعب التي اكسبته شعورا مزمنا بالعجز ، بالدونية وبالاتساخ. لا زال يشعر بالانتهاك اللحمي لمقدساته وانفاسا عفنة كتمت شفتين صغيرتين سوداوين حين اطبق عليهما الشبق المجنون.
إنه نسر الفجاج ، الذي يداعب ماضيه بمراقبة فرائسه من السماء ، يستدرجها ثم ينقض عليها ويعيد تمثيل الجريمة ولكن كطرف منتصر. إنه يلاحق الكباش السائمة ، والمنعزلة ، يحاصرها برقة ، يغازلها بالمجازات الخبيثة ، وجوفه يضج برغبة تهشيم الماضي من خلال بناء صورة راهنة تقلب ميزان الخضوع والألم. حين يشاهد الفريسة ، ترتسم ابتسامة باهتة ، وفوق شفتيه تبرق عينان مريضتان وكأنهما تغادران الحياة. لقد كان بالفعل يغادر الحياة كل ثانية من عقود عمره الخمسة. امتزج موته بحياة ميتة. وامتزجت حياته بموت كالح. وفجة الحياة العابرة كشهاب وسط كون الظلمات كانت تنوقد للحظة داخل جمجمته المحشوة بالحشرات والوطاويط والأشباح والمخالب والانياب والهتك المؤلم. تلك اللحظة التي لا تخلد أبدا -عكس أمانيه- القت به على أطراف الوجود. يملك سلاحا وحيدا .. سلاحا وحيدا يوجهه للمستضعفين ليهزم صناديد لاحقوه دون كلل طيلة أزمة وجوده. ذلك السلاح الذي يستخدمه كهيروين يداوي حطامه بقليل من توهم التماسك والكمال...
كان نسر الفجاج يحلق في أعالى وادي الموت...كان يبكي وهو يقترف جريمة القاء العجزة في قعر الوادي المظلم السحيق...وحينما التف حبل النجاة حول رقبته... وتدلى من الأعالي ، كانت أصابع قدميه تلامس عشبا أخضر... عشب الجنة.
حين حاصره الشبح الضخم في زاوية كئيبة معتمة ونال منه متعة الطغيان وجرد سنواته اللاحقة من الشعور بالأمن. كانت لحظات الرعب التي اكسبته شعورا مزمنا بالعجز ، بالدونية وبالاتساخ. لا زال يشعر بالانتهاك اللحمي لمقدساته وانفاسا عفنة كتمت شفتين صغيرتين سوداوين حين اطبق عليهما الشبق المجنون.
إنه نسر الفجاج ، الذي يداعب ماضيه بمراقبة فرائسه من السماء ، يستدرجها ثم ينقض عليها ويعيد تمثيل الجريمة ولكن كطرف منتصر. إنه يلاحق الكباش السائمة ، والمنعزلة ، يحاصرها برقة ، يغازلها بالمجازات الخبيثة ، وجوفه يضج برغبة تهشيم الماضي من خلال بناء صورة راهنة تقلب ميزان الخضوع والألم. حين يشاهد الفريسة ، ترتسم ابتسامة باهتة ، وفوق شفتيه تبرق عينان مريضتان وكأنهما تغادران الحياة. لقد كان بالفعل يغادر الحياة كل ثانية من عقود عمره الخمسة. امتزج موته بحياة ميتة. وامتزجت حياته بموت كالح. وفجة الحياة العابرة كشهاب وسط كون الظلمات كانت تنوقد للحظة داخل جمجمته المحشوة بالحشرات والوطاويط والأشباح والمخالب والانياب والهتك المؤلم. تلك اللحظة التي لا تخلد أبدا -عكس أمانيه- القت به على أطراف الوجود. يملك سلاحا وحيدا .. سلاحا وحيدا يوجهه للمستضعفين ليهزم صناديد لاحقوه دون كلل طيلة أزمة وجوده. ذلك السلاح الذي يستخدمه كهيروين يداوي حطامه بقليل من توهم التماسك والكمال...
كان نسر الفجاج يحلق في أعالى وادي الموت...كان يبكي وهو يقترف جريمة القاء العجزة في قعر الوادي المظلم السحيق...وحينما التف حبل النجاة حول رقبته... وتدلى من الأعالي ، كانت أصابع قدميه تلامس عشبا أخضر... عشب الجنة.