هو من اقدم كتب الادب واكثرها تداولا وانتشارا وقد كتب عن هذا المنجز غير واحد من العلماء اشهرهم البارون دي ساس الفرنسي ومالكونر الانكليزي ، الكتاب يتحدث عن اصلاح الاخلاق وتهذيب النفوس والاحساس بمشاعر الرعية ، يخفي بين طياته ظلم وطغيان الحكام المتجبرين وتشبثهم بكراسي الحكم والاستخفاف بعقول الناس ، وضعه الفيلسوف الهندي ( بيدبا) منذ اكثر من عشرين قرنا لملك من ملوك الهند يدعى ( دبشليم) الذي تولى الهند بعد فتح الاسكندر وقد طغى وبغى فأراد بيدبا اصلاحه فألف هذا الكتاب وجعل النصح فيه على السنة الحيوانات على عادة الهنود البراهمة لانهم يرون الحكمة تأتي على السنة البهائم لاعتقادهم بتناسخ الارواح، فقد كتب اول الامر باللغة السنسكريتيه ثم الى اللغة التبتية والفارسية واخيرا ترجمه ( عبد الله بن المقفع) الى اللغة العربية محاولا ان يجعل من قصص الكتاب حكايات تنطوي على نظرية اجتماعية وسياسية صاغها باسلوب يلائم كل الظروف وبكلمات كاملة الجودة وان يقدم صورة اخرى للديمقراطية لانه كان معارض للسياسية العباسية ومنظوي تحت الراية العلوية بعد ان ادرك مظلوميتهم واحقيتهم بالخلافة فحاول ان ينتقد نظام الحكم بحكايات ترد على السنة البهائم مستخدما الرمز والدلالة واستطاع ان يغلفها ويشفرها حتى لايصل الى حد المقصلة وحرص على ان لاتكون شخوص الحكايات مقتصرة على الحيوانات بل هناك الملك والوزير والحكيم والطبيب والراعي واستطاع ان يجمع المعاني الطيبة للانسان الذي يتعامل بسلام مع الاخر اضافة الى مواضيع النصح الى مايحتاجه الناس في معاملاتهم كوجوب الابتعاد عن كلام الساعي والنمام ومنافع الاصحاب والاحتراز من كيد العدو ومضار الاهمال والغفلة وآفة التعجيل وغير ذللك مما يهذب النفوس ويطيب القلوب مستخدما قطبين متناقضين يتولان السرد، كليلة تمثل جانب الشر، ودمنة تمثل جانب الخير وهذه افضل طريقة لمخاطبة العقل العربي حيث كان العرب اذا ذكر حيوان مثل الغراب يعلقون عليه بالشر واذا ذكر الاسد فأنه ملكا او بطلا وكما كانت الاساطير القديمة تستخدم الرموز الحيوانية للتعبير عن الخير والشر والشجاعه والبطولة وغيرذلك وهي فكرة جيدة ومحكمة واغلب قصص الادب العالمي مبنية على نمط هذه الحكايات لكونها تدور حول الخير والشر وهما الازل
وبما ان الكتاب حظي بشهرة واسعة وشعر الناس بانه يعبر عن احساسهم ومشاعرهم ويلبي مطالبيهم المشروعة تأثروا به وحفظوا منه وتداولوه وتناقلوه مما اثارت حفيظة المنصور لانه يخاف من الكلمة وحاول ان يبعدها عنه وكأنها لاتقصده لذلك قرب ابن المقفع الى مجلسه وجعله كاتبا لديه لاحتواء افكاره وجزء من الاحتواء هذا الكتاب وبعد ذلك قتله لانه شعر الحكاية موجهة اليه شخصيا وفيها فضح لسيرته الشخصية متهما اياه بالفسق والفجور وبهذا الحادث يحضرني قول سيد البلغاء وصاحب النهج البليغ الامام علي عليه السلام حيث قال: ( اخاف عليك من السلطان لان صحبته كراكب الاسد ) و( اصحاب السلطان في المثل كقوم رقوا جبلا ثم سقطوا منه فاقربهم الى الهلكة والتلف وابعدهم كان في المرتقى )
هناك نظره لازالت عالقة باذهان المتعصبين فكلما يرد ذكر بن المقفع يقولون هذا فارسي وكذلك الحال بالنسبة لابي نؤاس وكأنما الادب حكرا لاحد دون سواه ويمنع الفارسي ولايمنع غيره من تقديم خدمة للادب العربي كذلك لايروق لهم ان يعتنق الفارسي الاسلام ، انها عقدة تاريخيه اكل عليها الدهر وشرب وعفا عنها الزمن لذلك نقول لهؤلاء المتعصبين ، ان الدولة الاسلامية دولة واحدة ولايمكن ان نسمي الاديب هذا عربي وذلك اعجمي ، المهم ان هذا الرجل اعتنق الاسلام وعاش ومات في ظل الدولة الاسلامية وخلف كنز لايقدر بثمن واصبح ارثا حضاريا خالصا للامة العربية والاسلامية
لقد استفاد الواسطي من افكار الكتاب وجسدها على شكل صور فنية للوصول الى المظهر العربي وذلك بسحب الحكايات الى اجواء عربية بعد ان كان اصلها هندي، ونحن في الوطن العربي اعتمدنا على كل شيء اسمه عربي علما انه لاتوجد ثقافة اصلية نقية تماما فكل الثقافات هجينة تكتسب من شعوب متعددة لان الثقافة ظاهرة انسانية يشترك فيها البشر جمعاء
الواسطي رسام ذو بعدين رسم هذه اللوحات لغرض تجميل الكتاب وكوسيلة ايضاح وجعل الشخصيات المرسومة بمناخ عربي حتى الالوان عربية خالصة
استخدمت اغلب قصص هذا الكتاب في كثير من العروض المسرحية والرسوم المتحركة وفي البرامج المعدة للاطفال وفي مختلف انحاء العالم لان الطفل يتقبل فكرة الحيوان الذي يناقشه وهذه فائدة تحليلية لاتها في السابق غيرت مسارات معينة فاذا اردت ان تعبر عن الواقع يجب ان تستخدم الحيوانات وتخلص منها بسلام اما الان فنحن نحتاج لى نتاج جديد بتحويل هذه الحيوانات الى شخوص لتنفيذ هذه الحكايات فلايمكن ان تصلح أي انسان الا من خلال المتعة الجادة غير المتعة الهشة العابرة، فهناك متعة تخاطب العقل وهكذا كان بيدبا ذات العمق يسرد الحكايات للملك ويجب ان تقدم الاحداث في بودقة واحدة من مجموعة حكايات دون الاستناد الى زمن معين للوصول الى نتيجة معينة مثلا هناك دولة يقودها حاكم ظالم او ملك فاسد فيتم نقده وتنبيه الجماهير الى فعله حتى لايصبح دكتاتور في المستقبل
ان هذا الكتاب يتحمل جدل سياسي وفكري، انصح كل ساسة العراق ان يقرأوا هذا الكتاب ليس من اجل المتعة وانما من اجل التروي بالاشياء والاستفادة من النصائح والمواعظ والعبر المذكورة فيه
وبما ان الكتاب حظي بشهرة واسعة وشعر الناس بانه يعبر عن احساسهم ومشاعرهم ويلبي مطالبيهم المشروعة تأثروا به وحفظوا منه وتداولوه وتناقلوه مما اثارت حفيظة المنصور لانه يخاف من الكلمة وحاول ان يبعدها عنه وكأنها لاتقصده لذلك قرب ابن المقفع الى مجلسه وجعله كاتبا لديه لاحتواء افكاره وجزء من الاحتواء هذا الكتاب وبعد ذلك قتله لانه شعر الحكاية موجهة اليه شخصيا وفيها فضح لسيرته الشخصية متهما اياه بالفسق والفجور وبهذا الحادث يحضرني قول سيد البلغاء وصاحب النهج البليغ الامام علي عليه السلام حيث قال: ( اخاف عليك من السلطان لان صحبته كراكب الاسد ) و( اصحاب السلطان في المثل كقوم رقوا جبلا ثم سقطوا منه فاقربهم الى الهلكة والتلف وابعدهم كان في المرتقى )
هناك نظره لازالت عالقة باذهان المتعصبين فكلما يرد ذكر بن المقفع يقولون هذا فارسي وكذلك الحال بالنسبة لابي نؤاس وكأنما الادب حكرا لاحد دون سواه ويمنع الفارسي ولايمنع غيره من تقديم خدمة للادب العربي كذلك لايروق لهم ان يعتنق الفارسي الاسلام ، انها عقدة تاريخيه اكل عليها الدهر وشرب وعفا عنها الزمن لذلك نقول لهؤلاء المتعصبين ، ان الدولة الاسلامية دولة واحدة ولايمكن ان نسمي الاديب هذا عربي وذلك اعجمي ، المهم ان هذا الرجل اعتنق الاسلام وعاش ومات في ظل الدولة الاسلامية وخلف كنز لايقدر بثمن واصبح ارثا حضاريا خالصا للامة العربية والاسلامية
لقد استفاد الواسطي من افكار الكتاب وجسدها على شكل صور فنية للوصول الى المظهر العربي وذلك بسحب الحكايات الى اجواء عربية بعد ان كان اصلها هندي، ونحن في الوطن العربي اعتمدنا على كل شيء اسمه عربي علما انه لاتوجد ثقافة اصلية نقية تماما فكل الثقافات هجينة تكتسب من شعوب متعددة لان الثقافة ظاهرة انسانية يشترك فيها البشر جمعاء
الواسطي رسام ذو بعدين رسم هذه اللوحات لغرض تجميل الكتاب وكوسيلة ايضاح وجعل الشخصيات المرسومة بمناخ عربي حتى الالوان عربية خالصة
استخدمت اغلب قصص هذا الكتاب في كثير من العروض المسرحية والرسوم المتحركة وفي البرامج المعدة للاطفال وفي مختلف انحاء العالم لان الطفل يتقبل فكرة الحيوان الذي يناقشه وهذه فائدة تحليلية لاتها في السابق غيرت مسارات معينة فاذا اردت ان تعبر عن الواقع يجب ان تستخدم الحيوانات وتخلص منها بسلام اما الان فنحن نحتاج لى نتاج جديد بتحويل هذه الحيوانات الى شخوص لتنفيذ هذه الحكايات فلايمكن ان تصلح أي انسان الا من خلال المتعة الجادة غير المتعة الهشة العابرة، فهناك متعة تخاطب العقل وهكذا كان بيدبا ذات العمق يسرد الحكايات للملك ويجب ان تقدم الاحداث في بودقة واحدة من مجموعة حكايات دون الاستناد الى زمن معين للوصول الى نتيجة معينة مثلا هناك دولة يقودها حاكم ظالم او ملك فاسد فيتم نقده وتنبيه الجماهير الى فعله حتى لايصبح دكتاتور في المستقبل
ان هذا الكتاب يتحمل جدل سياسي وفكري، انصح كل ساسة العراق ان يقرأوا هذا الكتاب ليس من اجل المتعة وانما من اجل التروي بالاشياء والاستفادة من النصائح والمواعظ والعبر المذكورة فيه