أحمد المجاطي - من كلام الأموات.. شعر

أنا المَنسيُّ عندَ مقالعِ الأحجارْ
وتحتَ الصَّخرةِ الصَّماءِ
تأكلُ من شَراييني
مَساميرُ الدُّخانِ
أكادُ لاَ أصحو ولا أغفُو
تَجاوَزني الْمَدَى
وانْحلَّ ما بيني وبينَ الله
تَمزَّقَ كلُّ شيءٍ في يَقيني
ما هديرُ المَوجِ
ما الأَنهارْ
وما الأََبدُ الذي يَنأَى
وما الأَزلُ الذي يَجفُو
ومعنى أنْ أَحِنَّ
وأََن أَمدَّ يدي
وأَن أختارْ
وأََن أَمتَدَّ في حُلمٍ
وأن أرتدَّ في تَذكارْ
أنا المَنسِيُّ
يَسمرُ عِند أبوابي نُباحُ اللَّيلْ
ويَرقُص في بصيصِ النَّجمِ
ظِلٌّ من شَياطينِ
تَطاولَ ظلُّ أجنحةِ الصُّقورِ
غَفَا
عَلى بُسُطِ البُحيرةِ طحلبٌ
ومَشتْ على عَيني
سَحائبُ نَشوةٍ بالموتٍ مبلولَهْ
وتَنبُشُ في الترابِ يدي
وأفتلُ في ظلامِ اللَّيلِ حبلاً
رُبّما جَدّلتُ سبعَ ضفائرٍ
لبناتِ أُختي
أو سَمعتُ الفَجرَ أذَّنَ
فاسْتَثَارتْنِي شُكوكٌ،
يا أحبَّائي
مَضَى أبدٌ ولمْ يمتدَّ جَسرٌ
بَيْنَنَا
ما عادتِ الأفراسُ تَجمحُ
أو تصولَ الريحُ
شَدَّ خناجرُ الفُرسانِ في أغمادِها
صدأٌ
سأبقى ها هنا ظلاًّ
على سَفْحِ الجِدارِ
يلُمُّني جزرٌ
وينشرني هديرُ المَوجِ
يا وَيحِي
تَمزَّقَ كلُّ شيءٍ في يَقيني
ما هديرُ المَوجِ
ما الأنهارْ
أنا المنسيُّ عندَ مقالعِ الأحجارْ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى