قومي إلى المرآة مسرعة ً، فإنّ الليل جاءْ
ومتاجر اللذات لألأَ في جوانبها الضياء
لم يبقَ إلا برهة تمضي ويمتلىء الفِناءْ
بالزائرينْ ..
بالقيء و الغزل البذيء وعربدات الشاربينْ
والأغنيات الداعرات وضجة المتشاتمينْ
وتعوم أضواء المخادع في سحائبَ من دخانْ
وتضيق أرجاء المكان
بالوافدين
وتحملق الأبصارُ جائعة ًوتوشك أن تغورْ
في الغانيات النائمات على الأرائك في فتور
والواقفات وقد رفعن ثيابهنّ إلى الخصور
في الضاحكات بلا سرور
الناطقات بلا شعورْ
الميتا ت بلا قبور !
*
قومي إلى المرآة مسرعة ً فقد هبط المساءْ
وتناولي علبَ المساحيق الرخيصة و الطلاء
وضعي على الوجه الحزينْ
من فاجرالألوان ما يخفي التغضن و الشحوبْ
فيه ، ويستر بعض ما تركته آثار السنين
والجوع ُ، والداءُ المروّع ُ، والخطايا من دروبْ
فوق الجبينْ
وإذا فرغتِ من التبرج فاستعيني بالعطور
وتمددي كالدمية البلهاء ، واصطنعي السرور !
*
وتذرَََّعي بالصبر إن آذاكِ بعض الزائرينْ
بالهزء والتحقير ، أو مرّوا بقربكِ باصقين
فمن العسير عليك إن حاولتِ إظهار النفور
أن تقنعي أحداً بأنّ لديك حظاً من شعورْ !
إياكِ أن تبدي استياءًً فالبضاعة قد تبور
إن لم تغلفْ بابتسامْ
وتملّقٌٌ يرضي الرقاعة في زبائنكِ الكرام !
سيحوم حولك بعضهم يتفحصونكِ باهتمام
كالشيء يُعرَض في المزاد على سماسرة لئامْ
ولقديقطّب واحدٌ و يصيح يا لكِ من نحيله
ويجسّ فخذكِ قبل أن يعطي دراهمه القليله !
___________
بغداد-1951
ومتاجر اللذات لألأَ في جوانبها الضياء
لم يبقَ إلا برهة تمضي ويمتلىء الفِناءْ
بالزائرينْ ..
بالقيء و الغزل البذيء وعربدات الشاربينْ
والأغنيات الداعرات وضجة المتشاتمينْ
وتعوم أضواء المخادع في سحائبَ من دخانْ
وتضيق أرجاء المكان
بالوافدين
وتحملق الأبصارُ جائعة ًوتوشك أن تغورْ
في الغانيات النائمات على الأرائك في فتور
والواقفات وقد رفعن ثيابهنّ إلى الخصور
في الضاحكات بلا سرور
الناطقات بلا شعورْ
الميتا ت بلا قبور !
*
قومي إلى المرآة مسرعة ً فقد هبط المساءْ
وتناولي علبَ المساحيق الرخيصة و الطلاء
وضعي على الوجه الحزينْ
من فاجرالألوان ما يخفي التغضن و الشحوبْ
فيه ، ويستر بعض ما تركته آثار السنين
والجوع ُ، والداءُ المروّع ُ، والخطايا من دروبْ
فوق الجبينْ
وإذا فرغتِ من التبرج فاستعيني بالعطور
وتمددي كالدمية البلهاء ، واصطنعي السرور !
*
وتذرَََّعي بالصبر إن آذاكِ بعض الزائرينْ
بالهزء والتحقير ، أو مرّوا بقربكِ باصقين
فمن العسير عليك إن حاولتِ إظهار النفور
أن تقنعي أحداً بأنّ لديك حظاً من شعورْ !
إياكِ أن تبدي استياءًً فالبضاعة قد تبور
إن لم تغلفْ بابتسامْ
وتملّقٌٌ يرضي الرقاعة في زبائنكِ الكرام !
سيحوم حولك بعضهم يتفحصونكِ باهتمام
كالشيء يُعرَض في المزاد على سماسرة لئامْ
ولقديقطّب واحدٌ و يصيح يا لكِ من نحيله
ويجسّ فخذكِ قبل أن يعطي دراهمه القليله !
___________
بغداد-1951