إمنحيني، رغم خيباتي القديمةْ
مرة أخرى جناحيكِ لأجتازَ وقوفي
بين بابينِ، غزاتي والهزيمةْ
فأنا لستُ مع الغازي وما كنتُ بمهزومٍ
وإنْ كنتُ انهزمتُ
إنني الثالثُ ما بين جدارينِ وقفْتُ
طوّحتْ بي مُهْرةُ الريحِ
وأنستْني الخفافيشُ التي تأوي سقوفي
لحظةً ألقيتُ فيها حَجَراً في بِرْكةٍ راكدةِ الماءِ فدارتْ
إسطواناتٌ على السطحِ، على القاعِ، وكنتُ
آهِ لا أدركُ في البِرْكةِ ذابَ الحَجَرُ المُلْقى،
أمِ البِرْكةُ ذابتْ في الحجرْ؟
إنما قد صارتِ الأرضُ مساءً وشبابيكَ،
وعيناكِ جناحَيْ طائرٍ تحت المطرْ
صارتِ الأرضُ وعيناكِ ...
ولكنّ رصاصَ البارحةْ
نزل الشارعَ واحتلَّ المدينةْ
عندما أَقْفَلَتِ الشارعَ والساحاتِ فرْماناتُ ممنوع التجوّلْ
أطرقتْ كلُّ التماثيلِ حزينةْ
صارتِ الأرضُ وعيناكِ تراباً دمويَّ الرائحةْ
عند ذا .. ذاكرتي ماتتْ، تناسيتُكِ، أشرعْتُ عيوني
واحتويتُ المذبحةْ.
**
واقفاً مازلتُ ما بين التماثيلِ وقد أَقْفَرَتِ الساحاتُ،
والشارعُ من حولي ثلاثاً ينشطرْ:
شارعٌ ينزلُ محفوفاً بأبواقِ غزاتي نحو إيوانِ الخلافةْ،
شارعٌ مات .. الى بابِ الهزيمةْ،
شارعٌ يصعدُ محمولاً على الريحِ الى بابِ المطرْ
وأنا الواقفُ عُذِّبْتُ طويلاً في وقوفي
فامنحيني ..، أرتقي في شارعِ الأمطارِ غيماً
**
كِدْتُ أن أنفضَ أوراقي، أدسَّ الماءَ في نسغيَ سُمّا
كدتُ أن أُصبحَ تمثالاً حزيناً
كدتُ ..، كدتُ ..!
كدتُ ..، لولا أن من ناديتُها قد منحتْني
واحتفالاً بعطاياها .. صعدتُ.
-------------------------------
تنويه خاص من الاستاذ حيدر الكعبي
أشكر الأستاذ جاسم العايف لتزويدي بهذه القصيدة. وهي مأخوذة من كتاب (سلاماً أيها الحزب) الصادر عن دار الفارابي ببيروت في حزيران 1974 بمناسبة الذكرى الأربعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي (ص 155 – 157)
مرة أخرى جناحيكِ لأجتازَ وقوفي
بين بابينِ، غزاتي والهزيمةْ
فأنا لستُ مع الغازي وما كنتُ بمهزومٍ
وإنْ كنتُ انهزمتُ
إنني الثالثُ ما بين جدارينِ وقفْتُ
طوّحتْ بي مُهْرةُ الريحِ
وأنستْني الخفافيشُ التي تأوي سقوفي
لحظةً ألقيتُ فيها حَجَراً في بِرْكةٍ راكدةِ الماءِ فدارتْ
إسطواناتٌ على السطحِ، على القاعِ، وكنتُ
آهِ لا أدركُ في البِرْكةِ ذابَ الحَجَرُ المُلْقى،
أمِ البِرْكةُ ذابتْ في الحجرْ؟
إنما قد صارتِ الأرضُ مساءً وشبابيكَ،
وعيناكِ جناحَيْ طائرٍ تحت المطرْ
صارتِ الأرضُ وعيناكِ ...
ولكنّ رصاصَ البارحةْ
نزل الشارعَ واحتلَّ المدينةْ
عندما أَقْفَلَتِ الشارعَ والساحاتِ فرْماناتُ ممنوع التجوّلْ
أطرقتْ كلُّ التماثيلِ حزينةْ
صارتِ الأرضُ وعيناكِ تراباً دمويَّ الرائحةْ
عند ذا .. ذاكرتي ماتتْ، تناسيتُكِ، أشرعْتُ عيوني
واحتويتُ المذبحةْ.
**
واقفاً مازلتُ ما بين التماثيلِ وقد أَقْفَرَتِ الساحاتُ،
والشارعُ من حولي ثلاثاً ينشطرْ:
شارعٌ ينزلُ محفوفاً بأبواقِ غزاتي نحو إيوانِ الخلافةْ،
شارعٌ مات .. الى بابِ الهزيمةْ،
شارعٌ يصعدُ محمولاً على الريحِ الى بابِ المطرْ
وأنا الواقفُ عُذِّبْتُ طويلاً في وقوفي
فامنحيني ..، أرتقي في شارعِ الأمطارِ غيماً
**
كِدْتُ أن أنفضَ أوراقي، أدسَّ الماءَ في نسغيَ سُمّا
كدتُ أن أُصبحَ تمثالاً حزيناً
كدتُ ..، كدتُ ..!
كدتُ ..، لولا أن من ناديتُها قد منحتْني
واحتفالاً بعطاياها .. صعدتُ.
-------------------------------
تنويه خاص من الاستاذ حيدر الكعبي
أشكر الأستاذ جاسم العايف لتزويدي بهذه القصيدة. وهي مأخوذة من كتاب (سلاماً أيها الحزب) الصادر عن دار الفارابي ببيروت في حزيران 1974 بمناسبة الذكرى الأربعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي (ص 155 – 157)