كان يذرع الممر جيئة وذهاباً كالمجنون، وقد أرجع شماغه للخلف قليلا ، وعينه ترقب الباب الموجود في نهاية الممر.
لطالما حلم بلحظة كهذه.
إنه ينتظرها منذ عشر سنوات، حتى خيل إليه أنها لن تأتي أبدا.
تعب من المشي والوقوف، فقرر الجلوس ليلتقط أنفاسه ويرتاح.
أخرج قنينة ماء بارد من الكيس الموضوع بجانبه، وشرب نصف القنينة دفعة واحدة .
أنزلها عند قدمه، وأخرج منديلا من جيبه ومسح العرق المتصبب من جبينه، بينما كان يسمع دقات قلبه تتعالى بوضوح تام.
تمتم ببعض الدعوات، ونهض مجددا ليقف قريبا من الباب.
فجأة مرت من أمامه شابة حسناء يعرفها وإن كانت بكامل حجابها، يرافقها والدها وشاب وسيم للغاية.
شعر بالفرح لرؤية طليقته التي انفصل عنها قبل أشهر بسبب عدم الإنجاب.
تسارعت دقات قلبه أكثر فأكثر، وشعر بأن قلبه سيخرج من صدره، معانقاً إياها.
رمقته بنظرةٍ عابرة أثناء مرورها به ، أعادته الذكريات لليلة انفصالهما.
تذكر قوله لها:
_ شهد، تعرفين كم مضى على زواجنا، وكم انتظرت حملك طويلا.
أريد أن استسمحك للزواج من أخرى طلباً للولد.
شهقت بالبكاء، قائلةً :
_ ليس لي يد في الأمر، لقد طرقت باب الأطباء، وحاولت جاهدة، لكن الأمر بيد الله.
ثم أين ذهب حبك لي، وهيامك بي؟!
وأردفت بكبرياء جريح قائلة :
_ لابأس، لك ماتريد، لكن طلقني أولا .
حاول جاهدا اقناعها بالبقاء على عصمته، لكنها أصرت على الطلاق،.
لم يكن أمامه سوى الرضوخ للأمر الواقع والاستجابة لطلبها فطلقها وقلبه ينفطر حزناً لفراقها.
والآن يراها تسير أمامه، كالسراب للظمأن.
و بغير وعي منه مشى خلفهم لاستقصاء أمرهم.
أصيب بالذهول عندما رآهم يدخلون قسم ( فحص ماقبل الزواج )
بالكاد حملته قدماه ليعود عند الباب الذي كان يقف عنده منذ ساعتين.
تساقطت دموعه لتغطي وجهه بدلا من العرق، وجلس على الكرسي وقد أسقط في يديه.
تساءل بذهول:
ما الذي رأيته قبل قليل؟!
هل تزوجت شهد حقاً ؟!
كيف؟ لقد عايدتهم ، و أحسنوا استقبالي، وشعرت برغبتها وأسرتها في عودتنا لبعض!
على حين غفلة سمع صراخاً في آخر الممر .
ركض صوب الصرخات الآتية من غرفة الولادة.
وباغته صوت الممرضة مناديةً عليه من آخر الممر، محمد، محمد، مبارك رزقت بولد.
انتشله نداء الممرضة من متاهة الأفكار والأسئلة الموجعة، ولو مؤقتا ، فركض صوبها ، ضاماً ً مولوده الذي جاءت تحمله إليه، بفرح شديد.
عائشة عسيري - السعودية
لطالما حلم بلحظة كهذه.
إنه ينتظرها منذ عشر سنوات، حتى خيل إليه أنها لن تأتي أبدا.
تعب من المشي والوقوف، فقرر الجلوس ليلتقط أنفاسه ويرتاح.
أخرج قنينة ماء بارد من الكيس الموضوع بجانبه، وشرب نصف القنينة دفعة واحدة .
أنزلها عند قدمه، وأخرج منديلا من جيبه ومسح العرق المتصبب من جبينه، بينما كان يسمع دقات قلبه تتعالى بوضوح تام.
تمتم ببعض الدعوات، ونهض مجددا ليقف قريبا من الباب.
فجأة مرت من أمامه شابة حسناء يعرفها وإن كانت بكامل حجابها، يرافقها والدها وشاب وسيم للغاية.
شعر بالفرح لرؤية طليقته التي انفصل عنها قبل أشهر بسبب عدم الإنجاب.
تسارعت دقات قلبه أكثر فأكثر، وشعر بأن قلبه سيخرج من صدره، معانقاً إياها.
رمقته بنظرةٍ عابرة أثناء مرورها به ، أعادته الذكريات لليلة انفصالهما.
تذكر قوله لها:
_ شهد، تعرفين كم مضى على زواجنا، وكم انتظرت حملك طويلا.
أريد أن استسمحك للزواج من أخرى طلباً للولد.
شهقت بالبكاء، قائلةً :
_ ليس لي يد في الأمر، لقد طرقت باب الأطباء، وحاولت جاهدة، لكن الأمر بيد الله.
ثم أين ذهب حبك لي، وهيامك بي؟!
وأردفت بكبرياء جريح قائلة :
_ لابأس، لك ماتريد، لكن طلقني أولا .
حاول جاهدا اقناعها بالبقاء على عصمته، لكنها أصرت على الطلاق،.
لم يكن أمامه سوى الرضوخ للأمر الواقع والاستجابة لطلبها فطلقها وقلبه ينفطر حزناً لفراقها.
والآن يراها تسير أمامه، كالسراب للظمأن.
و بغير وعي منه مشى خلفهم لاستقصاء أمرهم.
أصيب بالذهول عندما رآهم يدخلون قسم ( فحص ماقبل الزواج )
بالكاد حملته قدماه ليعود عند الباب الذي كان يقف عنده منذ ساعتين.
تساقطت دموعه لتغطي وجهه بدلا من العرق، وجلس على الكرسي وقد أسقط في يديه.
تساءل بذهول:
ما الذي رأيته قبل قليل؟!
هل تزوجت شهد حقاً ؟!
كيف؟ لقد عايدتهم ، و أحسنوا استقبالي، وشعرت برغبتها وأسرتها في عودتنا لبعض!
على حين غفلة سمع صراخاً في آخر الممر .
ركض صوب الصرخات الآتية من غرفة الولادة.
وباغته صوت الممرضة مناديةً عليه من آخر الممر، محمد، محمد، مبارك رزقت بولد.
انتشله نداء الممرضة من متاهة الأفكار والأسئلة الموجعة، ولو مؤقتا ، فركض صوبها ، ضاماً ً مولوده الذي جاءت تحمله إليه، بفرح شديد.
عائشة عسيري - السعودية