الأرملة والقبر الذي خلف شباك الاراك
الى روح امي الغالية / زهور عثمان يوسف دابي الليل
1
للحيازةِ الناشزِ مِنْ سياجِ المُحتوى ،
للقيدِ مُدارسةِ الغامقِ لولا الكثيفِ من أغوار عتمة المُستفيض ،
هُناك على مرأى من حزن فادحٍ ٍ يكاد أنْ لا يدل على مخبره ، أو هنا قبل قمرٍ ممحوقٍ يختلسُ عبره الموت علها تدرك به
نُزر محياها اليسير .
2
لم تعد من فائدة للتكررَ بهما الفواجع ،
على السطحِ عمقُ فكرة أمومة الارض بقبر الحببية ،
على الذكريات محض ما لم يوشك ان يشتطط في جدل الجدوى
عن عبث العيش دون رفقتها .
.... ..
لم تكن هنا او هناك ،
ربما لم أدركها قبل ان يحين القدر
كالذي بهما والقبر للأرملة بين شباك الاراك
و دموع الثواكل من يتيم فقد عويل المسُتَّوحِشْ .
3
لا تدلني على الينبوع
فأمي زهورٌ عثمانيةٌ في مصحف التلاوة ،
و لا تبذل قصار ما لم يجتهد به اعياء الأزميل
فرخام قبرها سريرة الابيض و رفيف اجنحة ملائكة الرحمة النورانية .
4
انتهت المهلة ، غير ان لديها الثورة قبل ان تنقلب على من عليها ,
كما لديهم الحرص دون ان يكون ذلك حاجب لوقوع المحظور .
... ..
الجوافة التي بالمنديل لم تجف ،
وذكراك لهذا الدرويش داخل جبته الخضراء ما تزال بالبئر ،
كالتجانية و زاويتها وجيرة الخير كلهم بعض ما تركت له
من عرض الدنيا الزائل .
5
النقشبنديُّ خلف دخان الاناضول قد يضمر محايثة مُؤكدة ربما قد لا تليق بمعاظلات الطبقة الوسطى عن الرغيف والحشيش والقمر ، هكذا قد لتقول بها العزلة كمن قد تستطيع من خلالها العراقة ما تستحق عليه انتشارها . انهم والطرائقُ المتأفرقة الآخرى كمن لا ريب على من ليس عن علمنة اتاتورك ومن قبلهم كقبارصة اتراك يندسون الهنيهة بهجين السلالة البيضاء منذ نورس البسفور بكف عفريت يستهجن اسرافهم في جنب طبل الجذع المنخور . هكذا لتكن دونهم و من لم يسبقها نحو مشيمة المتوحد بهزيع مرحمة الغرباء ، او لمن بعدهما من مثيل من لم يلوي على احد لولا النجوع في رهيد البردي و بان جديد الابيض ثم الى سلامات القضارفية .
6
الجمهورية التركية تسجن حريتها خلف قضبان هويتها القومية المعقدة لدا ناظم حكمت و أورخان باموق. الجمهورية التي فوق جسر السلطان سليم الاول قد تعمل في الخفاء منذ من لم يبلغ بعد مقصد ودائع التبليغ ، ومنذ الذي قد يسكن بكفنها حتى التباريح من العمر المُهرق اثر مكاشفة الهموجلوبين لما وراء اقبية نص المنائر لولاية الفقيه من امامية شباك الاراك بدهليز قبر الارملة .
... ..
والآن بعد ان لحقت به للضفة الاخرى من الموت ، الآن بعد الارملة التي كانت بالبيت صارت خاطر موشوم بقلب صخرة القمر ، الآن قبل عبور المضيق صار زيوس يدعو الالهة لغيرة الزوجة من المحبوبة – البقرة ، الآن كمن لا جديد يذكره لوقوع الحافر على الحافر صار الوقت الضائع يخجل من الوقت المتبقي على عجلٍ من حياة الموتى خلف جبانة جنة الأخطاء .
7
المُلتحي كيف له قد تربع فجأة َعلى عرش الرَّماد على طول منحدرات وسهوب الشام ومصر والحجاز ؟!، كيف له الذي كاد بهم ان يصعق من هول ما كان يرتئي صورتهما بالبيت التركي العتيق بالسودان لولا غصة بالحلق ما تزال منذ اجتياح دارفور وبحر الغزال:وسقوط الدولة السنارية ؟! .. لا شريك لهما سوى البحر تحت طربوشه الأحمر حتى دون ما لم تفعل بهم هجرة كتائب الجحافل لتخوم اسيا الصغرى ، كما لا قبلهم او بعدها لم يكن لعصر الهوانم و الباشوات ما اصبح للمهديِّ الذي لم تنتظر مدافع هكس عراقيل الدولة و انصارها الميامين قبل استدراج المكيدة لخنجرها المسموم بعد هزيمتهم في موقعة شيكان ... ليتني كنت هناك بعد كل الذي لن يفلح لصفرة نحاس طبول المغول اثراً غامضاَ في جرس التفاعيل وما لا يعقبها و الوقت المتبقى لحائل الظل قبل عبورهما فوق العجلة من منشار البتر من هايبوغليسيميا هبوط سكر الدم ، هناك بعد الوحيد كان ما كان ببحر قرزوين اذ لم يكن من القسوة ما لن تتركه الخلافة العليِّة لأمارة الحدود التركمانية كما لم يقصد به عن سيرة "ع . أرطغرل " ذروة ما بلغت بها من المجد والسؤدد حتى بيزنطنية ذكرى التركية العثمانية بسلطنة سلاجقة الروم .
8
النجمةُ التى بكتف الطابور للَّصباح تغبر أرجلها بالمعسكر في سبيل الكركون ، الجبل الذي لمراتب البرزخ من طيرانه قبل جحفل الجهادية السود لم يكن في معيتها حين لم تكن قوات "النور عنقرة "دون من لم يشهد بعد عنهم ميلادها الأخير "بديم النور الثانية "، لا غرو انها كانت تقدر عليه لولا اطماع الذي لم يستولي عليهم والمرتزقة بعد القبعة الشمس والنيل وثورة الفونج و سبايا خلافة معارك العثمانية ، لا ريب انه مما لم تبت في شأنهم لحين من دهر التصاريف قبل وشيك حملة الدفتردار والذي به لم يعهد ان لا يتكرر من بعد .
... ..
لحين الأجل المحتوم انتظارها خلف الشباك ـ
لحين مديرية التاكا وغبار الحكمدارية الخيدوية اترك ما ليس لدي عندها ، لحين السلالة التركية من ترقية المرفهة دون السلالة الطينية ما كان لمن بعدها من سرب القطا العائد من وجع كتابة المؤرخ فوق وادي النيل .
9
ليُولى بعدها من يصلح الى ان يُضرب بالنرد كل رهانٍ من أقدارهم التي لا توشك ان تبلغ بالنهاية من لا يبلغ بهم بداية مضمارها ، ليسبقُ من الأول كمن لم يلحق بها بالهباء من مغالبته والأخير من حظوظ الدنيا حتى يصرعه الشديد لكيلا يستدل بها عن هلاك المتجشم من رهق العيش ، وليبقى الى ما لا يستنفذ به متاع ما تركت:ريحانةُ من الجَّنة ذكية الرائحة بالدار تستطيع ان تعوض خسارته لما خلف الشباك من عتمة الدغل حين الاراك بفاجعة الارملة يتبع خطوتهما المبصرة الى قبر الطريق .
10
تغريها الأشراك قبل الطرائد . هكذا كالحنين الذي لم يوشك ان يبلغ رابية المستوحى من نبوءة الاسئلة بسدرة الاشواق . ترى كم كان يلزمه من جنون المغامر ليقول المدينة اقدر عليها منه ؟! . و كم كاد باللمس ان يؤذي تهشم البركة بحجر الزاوية لولا ما كاد ان يتبع به التأمل بأثر النائية ؟!. كم كان يلبث في غيبة الفردوس حين لم يسلم والشرف الرفيع من الاذى قبل ما لم يقيس أغلال السماء بزنزانة القبر بينما تثمل بالبحر امواج سواحلها الهادرة وتقهقه من زرقة عيون اليابسة جهات العالم الست .
... ..
الحداد لا يليق بزهرة الصَّبار و مفتاح ثقب الباب . انه لرماد الماء الذي لم يطفر من خجل لا توريها الدموع و المقبرة الملكية لجثوة عورة اعماق ظلماتها السحيقة . انها قبل من لم يسطو عليهما و ما تبقى من تماسك السرداق قد لا يستطيع به اعتقاد الدينات القديمة في عودة الروح التي قد تحل بأجساد غيرها لتحيا في عالم آخرٍ و تزاحم المناكب بصلوات المعابد المتبتلة بحراسة عالم ما بعد الموت عبر نقوش جداريةٍ لطقوسها الجنائزية في الولادة والزراعة والصيد و ممارسة الجنس.
11
ولم يلتفت اليه قليلا لئلا يتهم الريح بالتربص على شؤونه الصغيرة . لكنها أخيرا صار كالوقت الذي لم يحرزه جيدا من قبل بكل مضامينه المجازية والمتخيلة ، بكل ما لم يظفر بعد بخسارة القنص و الكمون كان يطنب في توصيف ترهل المستفحل. انه يقول : اليوميُّ أبلغ وقد يسبق الوقت المقطوع بحد السيف لكنه لن يؤخر او يقدم من ساعة الصفر . لكنه لم يقل: ما كان بالبال غير الذي لم يخطر على القلب حين لم يكن ما لا يبدو الا لعيان البديهة . هكذا قبل دهر صار يعبره ولا يلتفت اليه صار يقدر على المكيدة المغامرة ويجدر بالمغزى كما الطارئ من تجدد احوال الزاهد المترفع عن ما لا يكمن الان خلف شباكها المضيء في الليل لمنتهي غاية الموئل .
12
قد لا ينتقص من جدارة لم تحظى بتمارين اندحار شكيمة الخائر , وقد لا يدركها و النكوص لولا اعتلال صفرة الشاحب قبل حسرة لا تجديها و عبورها الصراط بما لا يقل او يزيد من استدلال خبرة البرهة الوجيزة . هكذا ليسقط بالهزيمة انكسار الفائق من سطوة حزنها الشاهق دون فضل لم يراعى به تلخيص مراجعات الراسخ او وازع لا يشرع في انكار تحقق القابع على تخوم مقبرة الموتى .
... ..
محتدماً بالأزل المتجدد تراها عن كثب يختزل المسافة بين ما يتمثل القبر فيعرفه عن كثب وبين ما يذبل عنه الورد بحديقة الارملة التي تقبع خالية الذكر عن شباك الاراك. انه : الواحد المتجدد في جماعة المتوحد بما لا يكتفي بالمقاومة و تأنيب ضمير الغائب لكيلا لا ينوب عنه التصور بما لم يعد حكرا لدموع لا تنضح الماء على جبين التراب . لم يعد خالص الذاكرة يستدعي به الغافل وهو يسدر في التيه متشاغلاً عنه لكيلا يدركه بالتسليم لمنطق ملتوي بحذافير الذي يمله التكرار من كثرة توخيه لمحاذير التهاون و الاستسهال والتبسيط والمشاكسة .
13
هل من فراغٍ لا يعقب مهمةِ التفريخ او لا يسفر بهما بعدها كما لم يلقي عليهم أحدٌ من دروس قاسية في توارث الاسلاف لوصفات جينات السلالة النقية ؟ !.كالرسالة او يزيد من علاج المسافة الذي من خلالها لم تحتكم اليه القبور قبل شاهدتها ضدهم وختم بريد المدينة المستنيرة ، او كالكهولة الطاعنة او خبرة الشباب بعض الذي عنها لم يتداوى به من داء عضال لم يدرك به الموت حاجة المنسرح من متردم الشعراء قبل استهلال المتدارك من معلقات الإشارات .
14
لم تقصد المحنك لتفك به عقدة اللغز . الشفرة الغامضة لم تدركها في الطريق الى البيت كما لم تنسى الفراسخ وهي تلهث وراء خطوتها المتبصرة . كأنها اول اجتياح النزوة و الرغبة الملجمة حينما من فرط ما لا يعول عليه صارت كل الذي به لم يلوي من نوايا قل ان يشملها فضاء لا يحتوي افاريز هذيانه اللانهائي . كأني بها تقبل من طموح ما صرت ادير عنها اذ اطلبني بها لوقت ابقى على معروف صياغة الذات من خلال مرايا الاخرين او كأنها بالشفرة قد برمجت عيناً مجردة لا تمسكها غيبوبة الحدس التي لم تفطن لخروج الجنازة بينما على الشباك ما يزال و الارملة وقبرهما المفتوح .
... ..
السهرة لم تكتمل والمعزىين لم ينصرفوا سالمين الى غيمة الدمع , ينقص الجرح القليل من الملح ليسهر حتى انبلاج الصباح . كأن من خفة الكتلة دم ولحم لا يكاد موافاة القصيدة بحقيقة الشاعر وكأنني لغير الذي صار من نرجسية المادة قد كاد بما لم يرتفع بالنسيج ان يصدع لسطوع الادلة وهي تدحض عنها شبهة تورطها بسموها المترف قبل كمال تمام الاسى الابدي بشباك الاراك .
15
الجثة مغطاة بالتراب . لم تقل وداعاً ولم تبرح مكانها الشاغر في البيت.كاد ذلك ان يؤدي بالمتلف المنكوب لولا الذي لم يعزيه في فضل السابق على اللاحق من شفاعة الاول على الاخير . يقول : لم تكن برفقتها حين لم تذهب او انها كما يحدث الان وفي كل وقت قد اثرت المنع من كافية لم يخطئاه التقدير لبرزخ الحجب و الغياب المر . كم كان يهذي ويغيب بعيدا في سرداق الموت . كم كانت تواسيه في جرحها المفتوح كالقبر كلما لم يجد بداً من تفسير العالم كمعلم تذكاري لا يضم رفاتها قبل زمان لم تكفيه سطوة الفكرة ومساحة المتصور لباطنية ما لم يعتمل بملاعب الطفولة قيل ان يدركها الموت خلف حصونه المشيدة .
16
للآخرة و اليها قبل اول منازل التشريق . قبل قيامة الضلوع في كثافة الغامض . قبل الكامن وراء درس البليغ و الدامغ عبر علقة الساخن. انها لما لم يكن في برزخ المابين قبل سؤال الملكين : اما روضة من رياض الجنة او روضة من رياض الجنة .
... ..
لسواك سواك او عود الاراك دون تختل الدورة او تبلغ بها الخطوة بركة شجرة المنتهى لغير الاقداح التي قد لا ترشق كنانتها بمزلاج كتفها المائل او تدركها قبل فصيلة دائمة الخضرة و بركة . لسواها سواه و النبتة البرية التي لا تناوشها الريح و الأسطح المدببة بما يزيد به من نقصان تمام حضرة الدرويش . لسواهم سواها و الجناح الذي يؤذي مشاعر الطائر والليل الذي يؤلم .
17
لم يكن تتهيأ للانسحاب مبكراُ لكنها ظلت في احتضار الموت الربيعي تنشد المجاز المتحقق بين معادلة التبر وعشق الاديم . كأنه بها الشباك كما لا يلوح عبر اخيلة المرائي و التهاويم قبل تهويل سكرات الموت وما لم يغوي به نعيم القبر سؤال الملكين بينما لم ترتفع لسمو الدنيوية تبريرها الواهن لتدبير عطب القريحة التي لم تؤثر البقاء على هلاك الحرث والنسل وتلف المحصول .
18
هاهو الميت يستقبل القبلة لسقف بالسماء لا يمس الحفرة التي لا تقربها النار . هاهو في التابوت ينتظر الردم ليقوم من سرداب الليل موحشاً بالقبو الذي لا يؤدي اليه. لقد كانوا هنا قبل الذكرى التي لم تهيل عليه التراب و مضاضة الفقد . كانوا على اقل تقدير مما لم يجانب به شقه الايمن للأسفل من هوة جدار اللحد ومستودع الارواح. كانوا هنا دون اعتقاد الهاوية في الاشرار والمجرمين ودون قيامة الاجساد التي لم تتربص بالداخل لحين النفخ في الصور قبل من لم يسكن لحياة ما بعد الموت و أهوال يوم القيامة .
... ..
الشنيع كيف لم يرعى حرمة جاره بينما لا أحد بالجوار قد لا يقصده و دالة ما لم تكن ترمز ؟!, بينما لم يغفل عن ذكر نسيانها ما لم يعد ادارج حسرتها والذي بهم يعد اهلاً لتأكيد موعد الملتقى ؟!. لعل في الامر نظر او انها لغير تنقيب السميك قد لا تظفر بالطبقة التي ما لم تنزاح او تظهر جلاء ارتيابهما في غشاوة الرؤيا .
19
الشعائر الجنائزية لا تكفي قيامة الموتي دون ان اثار احمر الشفاه على وردة التوابيت حجرية و تماثيل الحدائق و النصب التذكارية ـ العالم السفلي لا ينهض بتكاليف عمارة الخرائب والدمن قبل ان يندلع من هبة المنتفض من خرائط . كان ذلك من حكمة الخلع قبل احوال شخصية من اظافر المحرج لم يركن بها للتخفيف و حاوية المقننى مما لم تهرع به وما تطرح من ثقل الثمار بالبساتين .
20
يشغلها الحيز المعتم ، يثقله و القلب تأوه الملتاع . ليتناهى الى حصار الافاريز التي لم تداهم الاراك والشباك بعد رحيل الارملة . قبل الذي لن يجدر بمساس جوهرة المبنى دون ضالة المطروح على قارعة الطريق . كالمعاني التي لا تسألها الوساطة والتشبيه الذي لا يجدي الاداة ان تتنكب مشقة الربط بينها و بين ما يعد الآن لصياغات مضامينهما الجديدة .
... ..
مازال على قيد الدفن حياً ، او ليسكن والضحية لمؤامرة النظرية عن طريق الخداع او الخطأ الفادح الذي لا يتلف الحيل البصرية لتبلغها قبل قتل لا يتعمد الشروع في الوأد او اعدام قد يفشل في محاصرة الذعر الشديد جراء بداوة الجاهلية .
21
لولا ان التحنيط قد لا يستدل به على رائحة التراب وسرداب مدافن الموتى لكن من الممكن ان يستبد به الختل المطنب في لغو حواشي متون الغواية . لولا ان القصص قد لا تروا دون ان لا يغدو على كامل ما لم ينتهي به الطريق الى القرافة لصار به لم يحمل النعش الى مثواه الاخير . و لولا المسالخ من مشرحة الصليب لكاد الملحق بالرفيق الاعلى و اللحد المدرج بمهد طفولة الحجر و احتكاك الجناح بنزوة الطائر والتضرع المتوسل لذات لا تكف من تمويه فضاء الغرابة بخداع التصور وطلب النجدة .
22
الفراغ لا يستعرض العاهة كما لا يديم المتمعن لباطلة لا تعلو على جدل المناكفة . ذلك الفراغ البارد داخل ربوة القبر الذي لم يتلف الطرائق التي لم تبصره من قبل دون الذي لم يعد يتكسب من خلف شباك الارملة على شروع الإرجاء و تمهل تقدير الخطوة لوقوع الكارثة. الفراغ الكامل المدلهم في عالمها الافتراضي المغلق الذي لا قد يحتاجه او يحتج عليه نفر لم يركنوا الى هلع لا يكاد مغادرة الفقد دون امتعة و ملاحقات و فذلكة تاريخية .
... ..
لا تزَّين الشواهد جبانة الثاوي غير انها قد لا تجادل الضحية عن حياة البرزخ في قيامة الاخرة قبل الحساب و الجنة و النار . قبل ما يربو من ثقل الريش الذي لم يعهد للغراب ان يهيل الرماد عليه . كأن الذي يربض جوار الحضرة ليس الا الكبش الذي على الشجرة ، وليس غير القربان الذي لم يسقط دون معاودة الدم لمعادلة الظل على مقربة من تجدد بيعة سقيفة العقبة الاخيرة كل عام .
23
الارامل او مدن الموتي ايهما لا تنعى بها الصحيفة الشجرة التي تحتها النافذة او العصمة التي تكمل عدة رفقة المأمون ـ لم يكن ثمة ما يضير المستشفى غير نقش تذكري على ضريج الرمل و الحانة التي لم تتعقب المخفر دون تدارك السجل لدورية محضر البوليس والزنزانة من وحشة ليل السجون . لم يكن سوى ما لم يختم على قلوبها من غشاوة اغفالها كجبل طائر لا يلقي اعبائها الهائلة بمنحدرات التلال التي لا تني تجهش بالنحيب الطويل على اطلال تضاريس الخرائط .
24
كالنجم القطبي لا تزور أطيافها شباكه عند اول نهار في الوداع الاخير الى اخر ليلة ٍفي كتاب المراثي . عند ما لا يجدي سوى اعتياد الديجور على ترفع الغيهب وما لا يظن به الفتى غير ما لم تستودع به الاسرار المأهولة بالحزر الحرص والكتمان عراءات لا تنجم إلا من إستقراقها في النظر الى ما وراء يد لا تطالها حيازة الممكن و العصافير التي على شجرة الملكوت . قبل ما لم يمسك إلا من خواءها المحض لا يلوَّحُ عبر تجلي المضمر خفاء ٌبينٌ لا يصدر عن معايير مزدوجة لا تدحضها فرية تناقضها المرايا حين لا تسكنها الصور الملونة ورعشة الاضواء بلهفة الظلال التي لا تكيل بمكايلين تراجيديا مسرح الكوميديا السوداء .
... ..
محرقة الجثث المتفحمة نزر الحروب المتبجحة بالسبي و القهر والاستعباد . قيامات لم تراه بأم عين الفجيعة دون هياكل لعظام نخرة و اشباح لا يخرجون من عتمة الجبانة الدبقة الى وقت لا يسجنه الرعب الادل خبرة وتقديرا لهول المنقلب بكوارث الزلازل والبراكين وومضة البرق الخاطف اثر تحقق هوية الفاتك .
25
عدنا من الموت قبل هينهة من كتابه المسطور . قبل هلاك لم يكمن خلف الابدية عدنا تحت تفاحة الجاذبية و ظل السنديانة في الممر المؤدي إلى جنة عدن . عدنا من حفرة القبر التي تسبق اوان لم يتخطانا تماما الا قبل حيزٍ كافيٍ لدرأ الكوارث و الابتلاءات . عدنا الينا لنرضي صاغرين بالقسمة والنصيب وننسى ان لم نتصور كيف تبدو الحياة في الرمق الاخير قبل موت طليعيٍّ محقق .
26
الأشجار و البلابل و الأزهار والفصول . الزنابق والرياح و الأقمار و النجوم و الكواكب . الليل والنهار والسنين والشهور و الأيام والساعات والدقائق ، الثواني التي لم تجتر ذكرياتها المؤلمة و الحنان الذي لم يعد بالدار منذ ان خلت من أهلها الديار .
... ..
جسدٌ أخضرُ لا يحتمل الندى من شدةِ ما لم تقرئها المدينة عبر طالع تعاسة الفنجان . بالكاد لا يمرق للعالم جسد كالطيور التي لا تلوي على شيء كالمياه التي لم تنقطع من فراش المكابدات و الغبار الذي بم ينشد الطلع قبل تفتح بتلات الورد على حديقة الموتى . جسدٌ لا يستطيع الرهان على الجملة المركبة دون تقطيعها وتدويرها وانسيابها الحر بدفقته الشعورية المتكاملة. جسدٌ لم يتحرر من جسدٍ لم يكفه ان يتذرع بفسحة الأمل الذي لا يصلح لعدم لا يشغله المطلق المتمادي في نكاية ذرائع اباطيله الواهية .
27
الموت السريري لا يتمدد على محفته متخففاً من ثقل الحياة او متحللا بها عن سؤال الحداثة بجنة الشوك . الموت البطيء البارد كخنجر منغرس في الظهر قلما كان لا يدركها في كدر المأوى و كبد المسعى ونبض رغيف الخبز ـ الموت السريع الخاطف الذي توعدها و انزرها و ناورها دون ان يبرأ القلب من تقرحاتها والعقل من سجالهما المستمر على لم يعد يلزم المتنفس بعد انقطاع دورة الاكسيجين و عمل الرئتين الاوعية الدموية. الموت الذي لم يعدم الحيلة من قبل لم يجد متسعاً في ان يُنعش المعتل لحين ميقات مؤجل غير انه الان قد تنصل من بطولة سيرتها الذاتية فباغتها بالنهاية تحت سماء غربية و غاب طويلاً طويلاً عن الوعي .
28
الحياة الاخرى بعد الموت تنتظر الاراك قرب شباك الارملة , الحياة الجديدة لم تنقطع بها الروح عن زيارة الجسد الهامد قبل طقس الوداع الاخير. الحياة التي بالنار لم تخمد و اوار جثة العالم بنثار محرقة الصندل في النهر المقدس. الحياة التي لم تعد صالحة للحياة للذي من لم يعد يتصدق بالعلم النافع و الدعوة الصالحة و انقطاع العمل بالموت من خلال التخاطر او عيادة الاطياف او تناسخ الارواح .
... ..
الهلاكٌ المؤكد قائمٌ لا محالة لحين مرحلة جديدة . لحين طقس أكثر مخاطرة بمراسم الدفن بما لا يلزم بالقرافة استدراكه وغفلة السائل . الهلاك الذي كاد إجتراح وعيده لولا تبجيل المزهق من تفاني توهم الجنائز في خلود السراديب . الهلاك الذي لولا السلوى من عزاء ارواح الموتى كونها لم تبقي على نقوش ضريح الولية او كونها لم تنكر عليه و الشباك ما لم تتركه للأراك قبل تكفين جثة العالم بعد رحيل الارملة .
_____
الى روح امي الغالية / زهور عثمان يوسف دابي الليل
1
للحيازةِ الناشزِ مِنْ سياجِ المُحتوى ،
للقيدِ مُدارسةِ الغامقِ لولا الكثيفِ من أغوار عتمة المُستفيض ،
هُناك على مرأى من حزن فادحٍ ٍ يكاد أنْ لا يدل على مخبره ، أو هنا قبل قمرٍ ممحوقٍ يختلسُ عبره الموت علها تدرك به
نُزر محياها اليسير .
2
لم تعد من فائدة للتكررَ بهما الفواجع ،
على السطحِ عمقُ فكرة أمومة الارض بقبر الحببية ،
على الذكريات محض ما لم يوشك ان يشتطط في جدل الجدوى
عن عبث العيش دون رفقتها .
.... ..
لم تكن هنا او هناك ،
ربما لم أدركها قبل ان يحين القدر
كالذي بهما والقبر للأرملة بين شباك الاراك
و دموع الثواكل من يتيم فقد عويل المسُتَّوحِشْ .
3
لا تدلني على الينبوع
فأمي زهورٌ عثمانيةٌ في مصحف التلاوة ،
و لا تبذل قصار ما لم يجتهد به اعياء الأزميل
فرخام قبرها سريرة الابيض و رفيف اجنحة ملائكة الرحمة النورانية .
4
انتهت المهلة ، غير ان لديها الثورة قبل ان تنقلب على من عليها ,
كما لديهم الحرص دون ان يكون ذلك حاجب لوقوع المحظور .
... ..
الجوافة التي بالمنديل لم تجف ،
وذكراك لهذا الدرويش داخل جبته الخضراء ما تزال بالبئر ،
كالتجانية و زاويتها وجيرة الخير كلهم بعض ما تركت له
من عرض الدنيا الزائل .
5
النقشبنديُّ خلف دخان الاناضول قد يضمر محايثة مُؤكدة ربما قد لا تليق بمعاظلات الطبقة الوسطى عن الرغيف والحشيش والقمر ، هكذا قد لتقول بها العزلة كمن قد تستطيع من خلالها العراقة ما تستحق عليه انتشارها . انهم والطرائقُ المتأفرقة الآخرى كمن لا ريب على من ليس عن علمنة اتاتورك ومن قبلهم كقبارصة اتراك يندسون الهنيهة بهجين السلالة البيضاء منذ نورس البسفور بكف عفريت يستهجن اسرافهم في جنب طبل الجذع المنخور . هكذا لتكن دونهم و من لم يسبقها نحو مشيمة المتوحد بهزيع مرحمة الغرباء ، او لمن بعدهما من مثيل من لم يلوي على احد لولا النجوع في رهيد البردي و بان جديد الابيض ثم الى سلامات القضارفية .
6
الجمهورية التركية تسجن حريتها خلف قضبان هويتها القومية المعقدة لدا ناظم حكمت و أورخان باموق. الجمهورية التي فوق جسر السلطان سليم الاول قد تعمل في الخفاء منذ من لم يبلغ بعد مقصد ودائع التبليغ ، ومنذ الذي قد يسكن بكفنها حتى التباريح من العمر المُهرق اثر مكاشفة الهموجلوبين لما وراء اقبية نص المنائر لولاية الفقيه من امامية شباك الاراك بدهليز قبر الارملة .
... ..
والآن بعد ان لحقت به للضفة الاخرى من الموت ، الآن بعد الارملة التي كانت بالبيت صارت خاطر موشوم بقلب صخرة القمر ، الآن قبل عبور المضيق صار زيوس يدعو الالهة لغيرة الزوجة من المحبوبة – البقرة ، الآن كمن لا جديد يذكره لوقوع الحافر على الحافر صار الوقت الضائع يخجل من الوقت المتبقي على عجلٍ من حياة الموتى خلف جبانة جنة الأخطاء .
7
المُلتحي كيف له قد تربع فجأة َعلى عرش الرَّماد على طول منحدرات وسهوب الشام ومصر والحجاز ؟!، كيف له الذي كاد بهم ان يصعق من هول ما كان يرتئي صورتهما بالبيت التركي العتيق بالسودان لولا غصة بالحلق ما تزال منذ اجتياح دارفور وبحر الغزال:وسقوط الدولة السنارية ؟! .. لا شريك لهما سوى البحر تحت طربوشه الأحمر حتى دون ما لم تفعل بهم هجرة كتائب الجحافل لتخوم اسيا الصغرى ، كما لا قبلهم او بعدها لم يكن لعصر الهوانم و الباشوات ما اصبح للمهديِّ الذي لم تنتظر مدافع هكس عراقيل الدولة و انصارها الميامين قبل استدراج المكيدة لخنجرها المسموم بعد هزيمتهم في موقعة شيكان ... ليتني كنت هناك بعد كل الذي لن يفلح لصفرة نحاس طبول المغول اثراً غامضاَ في جرس التفاعيل وما لا يعقبها و الوقت المتبقى لحائل الظل قبل عبورهما فوق العجلة من منشار البتر من هايبوغليسيميا هبوط سكر الدم ، هناك بعد الوحيد كان ما كان ببحر قرزوين اذ لم يكن من القسوة ما لن تتركه الخلافة العليِّة لأمارة الحدود التركمانية كما لم يقصد به عن سيرة "ع . أرطغرل " ذروة ما بلغت بها من المجد والسؤدد حتى بيزنطنية ذكرى التركية العثمانية بسلطنة سلاجقة الروم .
8
النجمةُ التى بكتف الطابور للَّصباح تغبر أرجلها بالمعسكر في سبيل الكركون ، الجبل الذي لمراتب البرزخ من طيرانه قبل جحفل الجهادية السود لم يكن في معيتها حين لم تكن قوات "النور عنقرة "دون من لم يشهد بعد عنهم ميلادها الأخير "بديم النور الثانية "، لا غرو انها كانت تقدر عليه لولا اطماع الذي لم يستولي عليهم والمرتزقة بعد القبعة الشمس والنيل وثورة الفونج و سبايا خلافة معارك العثمانية ، لا ريب انه مما لم تبت في شأنهم لحين من دهر التصاريف قبل وشيك حملة الدفتردار والذي به لم يعهد ان لا يتكرر من بعد .
... ..
لحين الأجل المحتوم انتظارها خلف الشباك ـ
لحين مديرية التاكا وغبار الحكمدارية الخيدوية اترك ما ليس لدي عندها ، لحين السلالة التركية من ترقية المرفهة دون السلالة الطينية ما كان لمن بعدها من سرب القطا العائد من وجع كتابة المؤرخ فوق وادي النيل .
9
ليُولى بعدها من يصلح الى ان يُضرب بالنرد كل رهانٍ من أقدارهم التي لا توشك ان تبلغ بالنهاية من لا يبلغ بهم بداية مضمارها ، ليسبقُ من الأول كمن لم يلحق بها بالهباء من مغالبته والأخير من حظوظ الدنيا حتى يصرعه الشديد لكيلا يستدل بها عن هلاك المتجشم من رهق العيش ، وليبقى الى ما لا يستنفذ به متاع ما تركت:ريحانةُ من الجَّنة ذكية الرائحة بالدار تستطيع ان تعوض خسارته لما خلف الشباك من عتمة الدغل حين الاراك بفاجعة الارملة يتبع خطوتهما المبصرة الى قبر الطريق .
10
تغريها الأشراك قبل الطرائد . هكذا كالحنين الذي لم يوشك ان يبلغ رابية المستوحى من نبوءة الاسئلة بسدرة الاشواق . ترى كم كان يلزمه من جنون المغامر ليقول المدينة اقدر عليها منه ؟! . و كم كاد باللمس ان يؤذي تهشم البركة بحجر الزاوية لولا ما كاد ان يتبع به التأمل بأثر النائية ؟!. كم كان يلبث في غيبة الفردوس حين لم يسلم والشرف الرفيع من الاذى قبل ما لم يقيس أغلال السماء بزنزانة القبر بينما تثمل بالبحر امواج سواحلها الهادرة وتقهقه من زرقة عيون اليابسة جهات العالم الست .
... ..
الحداد لا يليق بزهرة الصَّبار و مفتاح ثقب الباب . انه لرماد الماء الذي لم يطفر من خجل لا توريها الدموع و المقبرة الملكية لجثوة عورة اعماق ظلماتها السحيقة . انها قبل من لم يسطو عليهما و ما تبقى من تماسك السرداق قد لا يستطيع به اعتقاد الدينات القديمة في عودة الروح التي قد تحل بأجساد غيرها لتحيا في عالم آخرٍ و تزاحم المناكب بصلوات المعابد المتبتلة بحراسة عالم ما بعد الموت عبر نقوش جداريةٍ لطقوسها الجنائزية في الولادة والزراعة والصيد و ممارسة الجنس.
11
ولم يلتفت اليه قليلا لئلا يتهم الريح بالتربص على شؤونه الصغيرة . لكنها أخيرا صار كالوقت الذي لم يحرزه جيدا من قبل بكل مضامينه المجازية والمتخيلة ، بكل ما لم يظفر بعد بخسارة القنص و الكمون كان يطنب في توصيف ترهل المستفحل. انه يقول : اليوميُّ أبلغ وقد يسبق الوقت المقطوع بحد السيف لكنه لن يؤخر او يقدم من ساعة الصفر . لكنه لم يقل: ما كان بالبال غير الذي لم يخطر على القلب حين لم يكن ما لا يبدو الا لعيان البديهة . هكذا قبل دهر صار يعبره ولا يلتفت اليه صار يقدر على المكيدة المغامرة ويجدر بالمغزى كما الطارئ من تجدد احوال الزاهد المترفع عن ما لا يكمن الان خلف شباكها المضيء في الليل لمنتهي غاية الموئل .
12
قد لا ينتقص من جدارة لم تحظى بتمارين اندحار شكيمة الخائر , وقد لا يدركها و النكوص لولا اعتلال صفرة الشاحب قبل حسرة لا تجديها و عبورها الصراط بما لا يقل او يزيد من استدلال خبرة البرهة الوجيزة . هكذا ليسقط بالهزيمة انكسار الفائق من سطوة حزنها الشاهق دون فضل لم يراعى به تلخيص مراجعات الراسخ او وازع لا يشرع في انكار تحقق القابع على تخوم مقبرة الموتى .
... ..
محتدماً بالأزل المتجدد تراها عن كثب يختزل المسافة بين ما يتمثل القبر فيعرفه عن كثب وبين ما يذبل عنه الورد بحديقة الارملة التي تقبع خالية الذكر عن شباك الاراك. انه : الواحد المتجدد في جماعة المتوحد بما لا يكتفي بالمقاومة و تأنيب ضمير الغائب لكيلا لا ينوب عنه التصور بما لم يعد حكرا لدموع لا تنضح الماء على جبين التراب . لم يعد خالص الذاكرة يستدعي به الغافل وهو يسدر في التيه متشاغلاً عنه لكيلا يدركه بالتسليم لمنطق ملتوي بحذافير الذي يمله التكرار من كثرة توخيه لمحاذير التهاون و الاستسهال والتبسيط والمشاكسة .
13
هل من فراغٍ لا يعقب مهمةِ التفريخ او لا يسفر بهما بعدها كما لم يلقي عليهم أحدٌ من دروس قاسية في توارث الاسلاف لوصفات جينات السلالة النقية ؟ !.كالرسالة او يزيد من علاج المسافة الذي من خلالها لم تحتكم اليه القبور قبل شاهدتها ضدهم وختم بريد المدينة المستنيرة ، او كالكهولة الطاعنة او خبرة الشباب بعض الذي عنها لم يتداوى به من داء عضال لم يدرك به الموت حاجة المنسرح من متردم الشعراء قبل استهلال المتدارك من معلقات الإشارات .
14
لم تقصد المحنك لتفك به عقدة اللغز . الشفرة الغامضة لم تدركها في الطريق الى البيت كما لم تنسى الفراسخ وهي تلهث وراء خطوتها المتبصرة . كأنها اول اجتياح النزوة و الرغبة الملجمة حينما من فرط ما لا يعول عليه صارت كل الذي به لم يلوي من نوايا قل ان يشملها فضاء لا يحتوي افاريز هذيانه اللانهائي . كأني بها تقبل من طموح ما صرت ادير عنها اذ اطلبني بها لوقت ابقى على معروف صياغة الذات من خلال مرايا الاخرين او كأنها بالشفرة قد برمجت عيناً مجردة لا تمسكها غيبوبة الحدس التي لم تفطن لخروج الجنازة بينما على الشباك ما يزال و الارملة وقبرهما المفتوح .
... ..
السهرة لم تكتمل والمعزىين لم ينصرفوا سالمين الى غيمة الدمع , ينقص الجرح القليل من الملح ليسهر حتى انبلاج الصباح . كأن من خفة الكتلة دم ولحم لا يكاد موافاة القصيدة بحقيقة الشاعر وكأنني لغير الذي صار من نرجسية المادة قد كاد بما لم يرتفع بالنسيج ان يصدع لسطوع الادلة وهي تدحض عنها شبهة تورطها بسموها المترف قبل كمال تمام الاسى الابدي بشباك الاراك .
15
الجثة مغطاة بالتراب . لم تقل وداعاً ولم تبرح مكانها الشاغر في البيت.كاد ذلك ان يؤدي بالمتلف المنكوب لولا الذي لم يعزيه في فضل السابق على اللاحق من شفاعة الاول على الاخير . يقول : لم تكن برفقتها حين لم تذهب او انها كما يحدث الان وفي كل وقت قد اثرت المنع من كافية لم يخطئاه التقدير لبرزخ الحجب و الغياب المر . كم كان يهذي ويغيب بعيدا في سرداق الموت . كم كانت تواسيه في جرحها المفتوح كالقبر كلما لم يجد بداً من تفسير العالم كمعلم تذكاري لا يضم رفاتها قبل زمان لم تكفيه سطوة الفكرة ومساحة المتصور لباطنية ما لم يعتمل بملاعب الطفولة قيل ان يدركها الموت خلف حصونه المشيدة .
16
للآخرة و اليها قبل اول منازل التشريق . قبل قيامة الضلوع في كثافة الغامض . قبل الكامن وراء درس البليغ و الدامغ عبر علقة الساخن. انها لما لم يكن في برزخ المابين قبل سؤال الملكين : اما روضة من رياض الجنة او روضة من رياض الجنة .
... ..
لسواك سواك او عود الاراك دون تختل الدورة او تبلغ بها الخطوة بركة شجرة المنتهى لغير الاقداح التي قد لا ترشق كنانتها بمزلاج كتفها المائل او تدركها قبل فصيلة دائمة الخضرة و بركة . لسواها سواه و النبتة البرية التي لا تناوشها الريح و الأسطح المدببة بما يزيد به من نقصان تمام حضرة الدرويش . لسواهم سواها و الجناح الذي يؤذي مشاعر الطائر والليل الذي يؤلم .
17
لم يكن تتهيأ للانسحاب مبكراُ لكنها ظلت في احتضار الموت الربيعي تنشد المجاز المتحقق بين معادلة التبر وعشق الاديم . كأنه بها الشباك كما لا يلوح عبر اخيلة المرائي و التهاويم قبل تهويل سكرات الموت وما لم يغوي به نعيم القبر سؤال الملكين بينما لم ترتفع لسمو الدنيوية تبريرها الواهن لتدبير عطب القريحة التي لم تؤثر البقاء على هلاك الحرث والنسل وتلف المحصول .
18
هاهو الميت يستقبل القبلة لسقف بالسماء لا يمس الحفرة التي لا تقربها النار . هاهو في التابوت ينتظر الردم ليقوم من سرداب الليل موحشاً بالقبو الذي لا يؤدي اليه. لقد كانوا هنا قبل الذكرى التي لم تهيل عليه التراب و مضاضة الفقد . كانوا على اقل تقدير مما لم يجانب به شقه الايمن للأسفل من هوة جدار اللحد ومستودع الارواح. كانوا هنا دون اعتقاد الهاوية في الاشرار والمجرمين ودون قيامة الاجساد التي لم تتربص بالداخل لحين النفخ في الصور قبل من لم يسكن لحياة ما بعد الموت و أهوال يوم القيامة .
... ..
الشنيع كيف لم يرعى حرمة جاره بينما لا أحد بالجوار قد لا يقصده و دالة ما لم تكن ترمز ؟!, بينما لم يغفل عن ذكر نسيانها ما لم يعد ادارج حسرتها والذي بهم يعد اهلاً لتأكيد موعد الملتقى ؟!. لعل في الامر نظر او انها لغير تنقيب السميك قد لا تظفر بالطبقة التي ما لم تنزاح او تظهر جلاء ارتيابهما في غشاوة الرؤيا .
19
الشعائر الجنائزية لا تكفي قيامة الموتي دون ان اثار احمر الشفاه على وردة التوابيت حجرية و تماثيل الحدائق و النصب التذكارية ـ العالم السفلي لا ينهض بتكاليف عمارة الخرائب والدمن قبل ان يندلع من هبة المنتفض من خرائط . كان ذلك من حكمة الخلع قبل احوال شخصية من اظافر المحرج لم يركن بها للتخفيف و حاوية المقننى مما لم تهرع به وما تطرح من ثقل الثمار بالبساتين .
20
يشغلها الحيز المعتم ، يثقله و القلب تأوه الملتاع . ليتناهى الى حصار الافاريز التي لم تداهم الاراك والشباك بعد رحيل الارملة . قبل الذي لن يجدر بمساس جوهرة المبنى دون ضالة المطروح على قارعة الطريق . كالمعاني التي لا تسألها الوساطة والتشبيه الذي لا يجدي الاداة ان تتنكب مشقة الربط بينها و بين ما يعد الآن لصياغات مضامينهما الجديدة .
... ..
مازال على قيد الدفن حياً ، او ليسكن والضحية لمؤامرة النظرية عن طريق الخداع او الخطأ الفادح الذي لا يتلف الحيل البصرية لتبلغها قبل قتل لا يتعمد الشروع في الوأد او اعدام قد يفشل في محاصرة الذعر الشديد جراء بداوة الجاهلية .
21
لولا ان التحنيط قد لا يستدل به على رائحة التراب وسرداب مدافن الموتى لكن من الممكن ان يستبد به الختل المطنب في لغو حواشي متون الغواية . لولا ان القصص قد لا تروا دون ان لا يغدو على كامل ما لم ينتهي به الطريق الى القرافة لصار به لم يحمل النعش الى مثواه الاخير . و لولا المسالخ من مشرحة الصليب لكاد الملحق بالرفيق الاعلى و اللحد المدرج بمهد طفولة الحجر و احتكاك الجناح بنزوة الطائر والتضرع المتوسل لذات لا تكف من تمويه فضاء الغرابة بخداع التصور وطلب النجدة .
22
الفراغ لا يستعرض العاهة كما لا يديم المتمعن لباطلة لا تعلو على جدل المناكفة . ذلك الفراغ البارد داخل ربوة القبر الذي لم يتلف الطرائق التي لم تبصره من قبل دون الذي لم يعد يتكسب من خلف شباك الارملة على شروع الإرجاء و تمهل تقدير الخطوة لوقوع الكارثة. الفراغ الكامل المدلهم في عالمها الافتراضي المغلق الذي لا قد يحتاجه او يحتج عليه نفر لم يركنوا الى هلع لا يكاد مغادرة الفقد دون امتعة و ملاحقات و فذلكة تاريخية .
... ..
لا تزَّين الشواهد جبانة الثاوي غير انها قد لا تجادل الضحية عن حياة البرزخ في قيامة الاخرة قبل الحساب و الجنة و النار . قبل ما يربو من ثقل الريش الذي لم يعهد للغراب ان يهيل الرماد عليه . كأن الذي يربض جوار الحضرة ليس الا الكبش الذي على الشجرة ، وليس غير القربان الذي لم يسقط دون معاودة الدم لمعادلة الظل على مقربة من تجدد بيعة سقيفة العقبة الاخيرة كل عام .
23
الارامل او مدن الموتي ايهما لا تنعى بها الصحيفة الشجرة التي تحتها النافذة او العصمة التي تكمل عدة رفقة المأمون ـ لم يكن ثمة ما يضير المستشفى غير نقش تذكري على ضريج الرمل و الحانة التي لم تتعقب المخفر دون تدارك السجل لدورية محضر البوليس والزنزانة من وحشة ليل السجون . لم يكن سوى ما لم يختم على قلوبها من غشاوة اغفالها كجبل طائر لا يلقي اعبائها الهائلة بمنحدرات التلال التي لا تني تجهش بالنحيب الطويل على اطلال تضاريس الخرائط .
24
كالنجم القطبي لا تزور أطيافها شباكه عند اول نهار في الوداع الاخير الى اخر ليلة ٍفي كتاب المراثي . عند ما لا يجدي سوى اعتياد الديجور على ترفع الغيهب وما لا يظن به الفتى غير ما لم تستودع به الاسرار المأهولة بالحزر الحرص والكتمان عراءات لا تنجم إلا من إستقراقها في النظر الى ما وراء يد لا تطالها حيازة الممكن و العصافير التي على شجرة الملكوت . قبل ما لم يمسك إلا من خواءها المحض لا يلوَّحُ عبر تجلي المضمر خفاء ٌبينٌ لا يصدر عن معايير مزدوجة لا تدحضها فرية تناقضها المرايا حين لا تسكنها الصور الملونة ورعشة الاضواء بلهفة الظلال التي لا تكيل بمكايلين تراجيديا مسرح الكوميديا السوداء .
... ..
محرقة الجثث المتفحمة نزر الحروب المتبجحة بالسبي و القهر والاستعباد . قيامات لم تراه بأم عين الفجيعة دون هياكل لعظام نخرة و اشباح لا يخرجون من عتمة الجبانة الدبقة الى وقت لا يسجنه الرعب الادل خبرة وتقديرا لهول المنقلب بكوارث الزلازل والبراكين وومضة البرق الخاطف اثر تحقق هوية الفاتك .
25
عدنا من الموت قبل هينهة من كتابه المسطور . قبل هلاك لم يكمن خلف الابدية عدنا تحت تفاحة الجاذبية و ظل السنديانة في الممر المؤدي إلى جنة عدن . عدنا من حفرة القبر التي تسبق اوان لم يتخطانا تماما الا قبل حيزٍ كافيٍ لدرأ الكوارث و الابتلاءات . عدنا الينا لنرضي صاغرين بالقسمة والنصيب وننسى ان لم نتصور كيف تبدو الحياة في الرمق الاخير قبل موت طليعيٍّ محقق .
26
الأشجار و البلابل و الأزهار والفصول . الزنابق والرياح و الأقمار و النجوم و الكواكب . الليل والنهار والسنين والشهور و الأيام والساعات والدقائق ، الثواني التي لم تجتر ذكرياتها المؤلمة و الحنان الذي لم يعد بالدار منذ ان خلت من أهلها الديار .
... ..
جسدٌ أخضرُ لا يحتمل الندى من شدةِ ما لم تقرئها المدينة عبر طالع تعاسة الفنجان . بالكاد لا يمرق للعالم جسد كالطيور التي لا تلوي على شيء كالمياه التي لم تنقطع من فراش المكابدات و الغبار الذي بم ينشد الطلع قبل تفتح بتلات الورد على حديقة الموتى . جسدٌ لا يستطيع الرهان على الجملة المركبة دون تقطيعها وتدويرها وانسيابها الحر بدفقته الشعورية المتكاملة. جسدٌ لم يتحرر من جسدٍ لم يكفه ان يتذرع بفسحة الأمل الذي لا يصلح لعدم لا يشغله المطلق المتمادي في نكاية ذرائع اباطيله الواهية .
27
الموت السريري لا يتمدد على محفته متخففاً من ثقل الحياة او متحللا بها عن سؤال الحداثة بجنة الشوك . الموت البطيء البارد كخنجر منغرس في الظهر قلما كان لا يدركها في كدر المأوى و كبد المسعى ونبض رغيف الخبز ـ الموت السريع الخاطف الذي توعدها و انزرها و ناورها دون ان يبرأ القلب من تقرحاتها والعقل من سجالهما المستمر على لم يعد يلزم المتنفس بعد انقطاع دورة الاكسيجين و عمل الرئتين الاوعية الدموية. الموت الذي لم يعدم الحيلة من قبل لم يجد متسعاً في ان يُنعش المعتل لحين ميقات مؤجل غير انه الان قد تنصل من بطولة سيرتها الذاتية فباغتها بالنهاية تحت سماء غربية و غاب طويلاً طويلاً عن الوعي .
28
الحياة الاخرى بعد الموت تنتظر الاراك قرب شباك الارملة , الحياة الجديدة لم تنقطع بها الروح عن زيارة الجسد الهامد قبل طقس الوداع الاخير. الحياة التي بالنار لم تخمد و اوار جثة العالم بنثار محرقة الصندل في النهر المقدس. الحياة التي لم تعد صالحة للحياة للذي من لم يعد يتصدق بالعلم النافع و الدعوة الصالحة و انقطاع العمل بالموت من خلال التخاطر او عيادة الاطياف او تناسخ الارواح .
... ..
الهلاكٌ المؤكد قائمٌ لا محالة لحين مرحلة جديدة . لحين طقس أكثر مخاطرة بمراسم الدفن بما لا يلزم بالقرافة استدراكه وغفلة السائل . الهلاك الذي كاد إجتراح وعيده لولا تبجيل المزهق من تفاني توهم الجنائز في خلود السراديب . الهلاك الذي لولا السلوى من عزاء ارواح الموتى كونها لم تبقي على نقوش ضريح الولية او كونها لم تنكر عليه و الشباك ما لم تتركه للأراك قبل تكفين جثة العالم بعد رحيل الارملة .
_____