خضر أحمد أبو اسماعيل - إلى سلمية.. شعر

مهما علوتُ فأنتِ فوق علائي = أنتِ الحبيبةُ أنتِ شمسُ سمائي
مهما رويتُ فأنتِ فوق روايتي = مهما مدحتُ فأنتِ فوق ثنائي
أنتِ الطهارةُ بل وروح ُطهارةٍ = حواط الأصيلةُ ،أنتِ نبعُ صفاء
ما أنتِ إلاّ جَذوةٌ ومنارةٌ = انت الصبورةُ عند كلِّ بلاء
أرضعتنا لبناً حليبَ أصالةٍ = أطعمتنا مِنْ أرضكِ المعطاء
خرَّجتِ أجيالاً لكلِّ ملمةٍ = خاضوا غمارَ العتمة الدهماء
وزرعتهم في كلِّ أرضٍ وردةً = سادوا الديار بهمّة قعساء
كانوا المشاعلَ والمنائرَ للدُّنا = جاسوا العلا حتى ذرا الجوزاء
لم يثنهم عن نشرِ كل فضيلةٍ = في العالمين عوائقُ البلهاء
قد كنتِ نخوتنا وانت ملاذنا = مازلتِ فينا موطنَ العظماء
أنت الكريمةُ صنتِ كلَّ وفادةٍ = قدَّمتِ حبَّاً لقمةَ الفقراءِ
قد كنت مقصدَ كلِّ مَنْ وطأ الثرى = قد كُنْتِ دوماً قِبلةَ العلماء
بلدَ الرغيفِ منحته بمحبةٍ = بلدَ البلاغة موطنَ البلغاء
بلدَ المشاعر والأحاسيسِ التي = قد أنشدتها حناجرُ الشعراء
سأضمُّ تربك في حنايا أضلعي = فعبيرُ تربك راحتي وهنائي



============



رؤيا الحبيب

ما حلَّ قلبي في الهوى إلاكَ
ولقد رأيتُك في الحياةِ ملاكا
ونظرتُ حولي لم أشاهد مسلكاً
إلا اليك فخضته لأراكا
لأراك في عينِ البصيرة قائماً
تُمْلي عليَّ مواعظاً شفتاك
شفتاك تغريني لأقطفَ شهدها
ما كان شهداً ،كان فيضَ سناكا
هذا السَّنا من نبعةٍ نُوْرِيةٍ
غمرَ الزَّمانَ بهاؤها وبهاكا
أنتَ الذي أرقتني وسلبتني
عقلي وروحي ماهويت سواكا
وسواك لم أهوَ وكيف لي الهوى
وتروح نفسي دائماً لفداكا
ما كنتُ إلا هائماً متبتلاً
في بحر محراب العقولِ أراكَ
وأراكَ في كُنْهِ الحقيقة قائماً
وأراك في كلِّ الحراكِ حراكا
وأراك في طير الفلا تغريدها
وصفاءَ ماءٍ كان ذاك صفاكا
نفسي تتوق لوصلكم ونوالكم
وشفيعُ حبي عندكم عيناك
أُمضي الليالي في محاريبِ الهوى
لأشاهدَ اللمحات من مرآكا
ألقاك مبتهجاً ونورُ بهائكم
غمرَ القلوبَ وقصدها رؤياك
تاهت معالم رؤيتي بجمالكم
وذُهلتُ وجداً في بحور هواك
إن الطريقَ طريق توحيد الهوى
قد ضلَّ مَنْ ظنَّ الهوى إشراكا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى