عبد العظيم ناجي - الكوب، الماء.. شعر

الكوبُ الفارغ يعلن أنَّا نجلسُ
تحت المنضدة المقلوبه
أن الوردة باعت ثدييها
وانحازت لتعاليم الشوكْ
الوردةُ تعلن أنّ الشخص الجالسَ
خلف الكوب الملغَى
كان له وجهان
وأن الكون تخطَّى أزمته النفسيّة ثم تجسّدَ
حين تجسّدَ
في التجويف الميّت ما بين الوجهينْ
المنضدة المقلوبة تعلنُ
أن وجود الكوب وجودٌ نسبيْ
والماء هو الحلم المكبوحْ
وهذا الشخص الجالس بينهما
هو ظلُّ القطّ الهاربِ
في حقل الصبّارْ
الماء المحبط يعلنُ:
كان الجالس خلفي شخصًا
ليس له وجهٌ
بل كان بغير يدينْ
وحين تخيَّل أن امرأةً
تخرج من ثقبٍ في عارضتيه، تخيّلَ
أن له حقًا في أن يتخيّلَ
أن له وجهًا ويدينْ
تخيّلَ أن هناك فراغًا يمكن أن يتحوّل منضدةً
وفراغًا يمكن أن يتحول كرسيًا
وتخيّل أن له حقًا في أن يتحرَّك بالكرسيِّ قليلاً
أو يتحرك بالكرسي كثيرًا
كي يسترجعَ شاربه المبغوتْ
تخيل أن له حقًا في أن يتنحنحَ
ثم يبسمِلُ
ثم يحوقلُ
ثم يصفِّقْ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى