في يوم من أيام المحنة العسيرة ( جفاف الثمانينات) المصادفة لأزمة الدقيق الأخيرة التي عاشتها البلاد و العباد بهدوء تام..
ذهبت إلى عملي مهموما.. تركت أبي الهرم ممدودا يحتضر، و أمي البدوية العجوز هائمة خارج البيت في رحلة بحث عن مقدم الحي،أين يكون.؟!. وذلك من أجل الحصول على ( بون دقيق) مناصفة مع امرأة أخرى قد تعرفها أو لا تعرفها!
أما أنا فقد غرست أنيابي في الصبر الذي تعودته ، وتوجهت إلى عملي بقلب كظيم..
هناك إلتقينا على مائدة الفطور، مثرثرين كالعادة، أنا و مومو ورحال و آخرون.. وعبد السلام الصديق العزيز، ذاك الذي كان كل صباح يقرأ علي قصائد البارحة..
لا حديث يدور بين العمال هذه الأيام إلا عن الدول التي ضربها الجفاف بمدفعيته، وعن الأطفال الأفارقة الجياع الذين تم استدراجهم في نشرات الأخبار... أما مجاعتنا الحقيقية نحن هنا في هذا الوطن الحبيب لا أحد يوليها إهتماما.. لا يهم، هي فقط سحابة صيف عابرة.. كما عبرت عنها ( الشيخة) المغنية الشعبية ( قولوا العام زين آ البنات، قولوا العام زين..). إضافة إلى أن الكثير من العمال لهم علاقة طيبة مع مقدم الحي.. (خذ وهات) هذا الأخير الذي يعرفه العالم كله إلا أنا و أمي ..
مباشرة بعد تناول وجبة الفطور، استدعاني المسؤول الدر كي إلى مكتبه الخاص ، كي أحضى بشرف لقاء (السبع)
دخلت عليه مكتبه المكيف، المعطر و المفرووووش، كان جالسا على أريكة فخمة جلسة سلطان، يلعب برجليه مبتسما للفراغ .. سلمت جهرا. رفع رأسه بسرعة شيطان، لم يقل لي تفضل، تركني واقفا منسدل اليدين وخاطبني بنرفزة مفبركة.. ثم حدثني عن الإنتاج و المردودية و عن الصادرات و الواردات وعن مشاكل الشركة داخل أرض الوطن وخارجها و عن المنافسة والجودة و عن.. و عن.. وعن أشياء أخرى لاتهمني على الإطلاق، وبين الفينة و الأخرى كان يجبرني على أن افهم! غير أنني كنت أغض من بصري أمام حضرته إستحياء وأطأطئ رأسي : نعم.. نعم.. نعم.. لأنه لا يحب من يتفرس في وجهه الثعلبي ولا حتى من يناقشه في رأيه.. وفي ختام الخطاب توجه لي مباشرة بسؤال استخفافي مباغث: هل أنت لحام أم حداد!؟ ابتسمت إبتسامة مقهور، ثم أجبت بقناعة إنسان: اختصاصي الحدادة، سيدي.. و لي دراية كذلك باللحام والمكانيك العام... ما كدت أن أتمم كلماتي حتى فجّر أمام أم عيني ضحكة استهزائية من طراز الحاكمين مخاطبا إياي و هو يفتح طيات ورقة كبيرة بها رسم تبياني لنجمة خماسية: وهل تعرف ( بسم الله الرحمان الرحيم) ؟ أجبت بحذاقة المهدد بالإحتقار بعدما تأكدت أن لا علاقة للدركي لا بالله ولا باسمائه الحسنى..
آه، تعني النجمة الخماسية، سيدي.. (البانتاكون)؟ نعم أعرفها جيدا .. رد بقليل من الإطمئنان، إذن أنت من سيقوم لنا بهذه الخدمة.. خذ ها هو التبيان أمانة، اطلع عليه جيدا.. إنها نجمة خماسية كبيرة ليوم كبير.. هيا أسرع و أبرع وإلا.. وإلا سأقطع لك شيئا آخر غير أذنيك!
خرجت من مكتبه مسرورا فرحا بشرف الخدمة الجديدة التي أسندت لي لا بشرف الإستقبال .. غير أن بعض أعدائي في الحرفة وجدتهم يترصدونني واضعين مطارقهم أرضا منممين من ورائي نم.. نم.. نم.. حينها تذكرت المثل القائل (أخوك في الحرفة عدوك...) إلتفت إليهم إلتفاتة فاهم ثم غيرت مساري إلى جهة أخرى من أركان المصنع ..
هناك نسيت أبي و أمي و المقدم ونسيت حتى حكاية الدقيق.. إنها معركة أخرى من أجل إثباث الحنكة أمام من تسول لهم مطارقهم أنهم صناعا معلمين ..
نسيت حتى عبد السلام عشيري في الإبريق، فلقد لوح لي بيده من بعيد و لوحت له بالمكنسة التي كانت بيدي.
نسيت العالم كله و كنست الأرض جيدا، ثم شرعت في رسم النجمة أولا حتى يتسنى لي أخذ المقاييس.. رسمت دائرة شعاعها خيط طويل و مركزها مسمار.. قسمت الدائرة إلى خمس زوايا بطريقة تقنية وليس كما يفعل من يقحم أنفه و يقول أنا حداد.. فالكثير من المعلمين التقليديين كانوا يترددون علي كالثعاليب، الواحد تلو الآخر، ما بين راغب في سرقة الصنعة وراغب في سرقة اللوازم!
بعد ذلك أحضرت أقطاب الحديد وكل اللوازم الضرورية من المتر إلى المطرقة .. ثلاث أيام من التقطيع والترقيع والتركيب و التلحيم والصقل و الإحتراق، كل هذا من أجل النجمة و اللقمة، النجمة أولا لأنها شعار هذا الوطن الذي نحبه ونطمع أن يلتفت لنا في يوم من الأيام إلتفاتة حنان وبرور.
ثلاث أيام لم أغسل خلالها يدي إلا نادرا .. نظرا للجروحات و القروحات والحروقات الناتجة عن السرعة في العمل.. لأن الدركي (السبع) كان يقف لي دائما على رجل واحدة، يسائلني صبحا وعشية : أين وصلت تلك النجمة آذاك القزدار؟؟؟
أمامك يوم واحد... لا غير، أسرع و أبرع و إلا.. إنه ولد الحرام لا يحشم ولا يرمش، يمكنه أن يفعل كل شيء بجرة قلم، لان صلاحياته وسعت كل شيء... حتى الخروج عن القانون أما أنا العامل الضعيف مجرد مأمور.. فليس للميت ما يقوله أمام مغسله و لا ما يفعله إلا الامتثال في كل الأمور..
هكذا أخلصت لهذه النجمة الغالية بحيث لم يبق عامل من العمال إلا و احتشد حولها بفضول حاسدين إياي على ما صنعت يداي وعلى رضا الدركي الذي كان الكل يطمع به ويتسابق إليه لأنه غالبا ما كان يقول لنا ساعة المسكنة بأننا نحن العمال كل العمال ( شيابا وشبابا) بمتابة أبنائه، بحيث كنا نتغامز من خلفه و نضحك مستترين من كثرة الهم و قلة الفهم..
في اليوم الرابع انتهيت من صقل النجمة و من اللمسات الأخيرة.. جمعت كل لوازمي وكنست كل الفضلات و ناديت على عبد السلام ليأتيني بما تبقى من شاي و لو بارد لأني لم أفطر بعد، و ليتحفني بما كتب البارحة..
حضر عبدالسلام يتخلس مُخبئا إبريقه تحت أكمامه، أبشرني بأن كل العمال ما زالوا واضعين مطارقهم أرضا ينممون (نم.. نم.. نم..) والنجمة وارفة، تكاد تمشي على رجليها..
و مازلت أتناوب أنا و صديقي على كأس الشاي البارد، حتى أرسل لي الدركي مرسولا صغيرا ليصغرني قائلا لي: قال لك الشاف الدركي بأن تخرج النجمة فورا من المصنع لأن شاحنة ما ستأتي لنقلها إلى المعرض هناك بالساحة الشرفية وذلك من أجل مساهمة شركتنا المواطنة في أفراح عيد الشغل المجيد ...
نفذت الأمر النازل من فوق على وجه الفور، فرحا بالنجمة وبالمعرض وبالعيد المجيد..
يوم العيد لم أذهب إلى العمل، فقد وافق الدركي بعد أخذ ورد وبعد قمع ودمع على إجازتي، بعدما ابتكرت له كذبة بأن خالتي ـ أطال الله عمرهاـ ماتت !
صباح يوم العيد تسللت مبشورا من شارع إلى شارع قاصدا الساحة الشرفية، أبحث عن موكب العيد وعن النجمة التي صنعت..
آه، ها هي على متن شاحنة كبيرة، منتصبة كمرآة لمعانها يعكس أشعة الشمس ويعمي العين ومن حولها يتجمهر أناس غلاظ، يتصورون و يتبادلون الخطب والأوسمة.. فمن شوقي لها اقتربت شيئا ما، لكني في ألأخير أصبت بخيبة أمل كبيرة عندما رمقت عيني الدركي يمد صدره منحنيا لا للنجمة بل للوسام!
حينها شهقت من أعماقي باكيا بكاء الصبيان، بعدما انتابني ضيم شديد على النجمة وعلى الوطن و على ما رأته عيني.. ثم تقدمت لاشعوريا بدموعي أمام الملأ صارخا بأعلى صوتي:
تبا لكم أيها المجرمون .. يا أعداء هذا الوطن.. وشحتم الدركي وتركتم الحركي
تبا لكم.. تبا لكم.. تبا....
لكن، من كثرة الأبواق والمزامير، صوتي كان يرجع لي وأشهق باكيا بلا حس، فلا أظن أحدا سمع صراخي و لا رأى دموعي!
المهم أنني بكيت،، وذلك أضعف النضال.
يتبع
عبدالعالي أواب
ذهبت إلى عملي مهموما.. تركت أبي الهرم ممدودا يحتضر، و أمي البدوية العجوز هائمة خارج البيت في رحلة بحث عن مقدم الحي،أين يكون.؟!. وذلك من أجل الحصول على ( بون دقيق) مناصفة مع امرأة أخرى قد تعرفها أو لا تعرفها!
أما أنا فقد غرست أنيابي في الصبر الذي تعودته ، وتوجهت إلى عملي بقلب كظيم..
هناك إلتقينا على مائدة الفطور، مثرثرين كالعادة، أنا و مومو ورحال و آخرون.. وعبد السلام الصديق العزيز، ذاك الذي كان كل صباح يقرأ علي قصائد البارحة..
لا حديث يدور بين العمال هذه الأيام إلا عن الدول التي ضربها الجفاف بمدفعيته، وعن الأطفال الأفارقة الجياع الذين تم استدراجهم في نشرات الأخبار... أما مجاعتنا الحقيقية نحن هنا في هذا الوطن الحبيب لا أحد يوليها إهتماما.. لا يهم، هي فقط سحابة صيف عابرة.. كما عبرت عنها ( الشيخة) المغنية الشعبية ( قولوا العام زين آ البنات، قولوا العام زين..). إضافة إلى أن الكثير من العمال لهم علاقة طيبة مع مقدم الحي.. (خذ وهات) هذا الأخير الذي يعرفه العالم كله إلا أنا و أمي ..
مباشرة بعد تناول وجبة الفطور، استدعاني المسؤول الدر كي إلى مكتبه الخاص ، كي أحضى بشرف لقاء (السبع)
دخلت عليه مكتبه المكيف، المعطر و المفرووووش، كان جالسا على أريكة فخمة جلسة سلطان، يلعب برجليه مبتسما للفراغ .. سلمت جهرا. رفع رأسه بسرعة شيطان، لم يقل لي تفضل، تركني واقفا منسدل اليدين وخاطبني بنرفزة مفبركة.. ثم حدثني عن الإنتاج و المردودية و عن الصادرات و الواردات وعن مشاكل الشركة داخل أرض الوطن وخارجها و عن المنافسة والجودة و عن.. و عن.. وعن أشياء أخرى لاتهمني على الإطلاق، وبين الفينة و الأخرى كان يجبرني على أن افهم! غير أنني كنت أغض من بصري أمام حضرته إستحياء وأطأطئ رأسي : نعم.. نعم.. نعم.. لأنه لا يحب من يتفرس في وجهه الثعلبي ولا حتى من يناقشه في رأيه.. وفي ختام الخطاب توجه لي مباشرة بسؤال استخفافي مباغث: هل أنت لحام أم حداد!؟ ابتسمت إبتسامة مقهور، ثم أجبت بقناعة إنسان: اختصاصي الحدادة، سيدي.. و لي دراية كذلك باللحام والمكانيك العام... ما كدت أن أتمم كلماتي حتى فجّر أمام أم عيني ضحكة استهزائية من طراز الحاكمين مخاطبا إياي و هو يفتح طيات ورقة كبيرة بها رسم تبياني لنجمة خماسية: وهل تعرف ( بسم الله الرحمان الرحيم) ؟ أجبت بحذاقة المهدد بالإحتقار بعدما تأكدت أن لا علاقة للدركي لا بالله ولا باسمائه الحسنى..
آه، تعني النجمة الخماسية، سيدي.. (البانتاكون)؟ نعم أعرفها جيدا .. رد بقليل من الإطمئنان، إذن أنت من سيقوم لنا بهذه الخدمة.. خذ ها هو التبيان أمانة، اطلع عليه جيدا.. إنها نجمة خماسية كبيرة ليوم كبير.. هيا أسرع و أبرع وإلا.. وإلا سأقطع لك شيئا آخر غير أذنيك!
خرجت من مكتبه مسرورا فرحا بشرف الخدمة الجديدة التي أسندت لي لا بشرف الإستقبال .. غير أن بعض أعدائي في الحرفة وجدتهم يترصدونني واضعين مطارقهم أرضا منممين من ورائي نم.. نم.. نم.. حينها تذكرت المثل القائل (أخوك في الحرفة عدوك...) إلتفت إليهم إلتفاتة فاهم ثم غيرت مساري إلى جهة أخرى من أركان المصنع ..
هناك نسيت أبي و أمي و المقدم ونسيت حتى حكاية الدقيق.. إنها معركة أخرى من أجل إثباث الحنكة أمام من تسول لهم مطارقهم أنهم صناعا معلمين ..
نسيت حتى عبد السلام عشيري في الإبريق، فلقد لوح لي بيده من بعيد و لوحت له بالمكنسة التي كانت بيدي.
نسيت العالم كله و كنست الأرض جيدا، ثم شرعت في رسم النجمة أولا حتى يتسنى لي أخذ المقاييس.. رسمت دائرة شعاعها خيط طويل و مركزها مسمار.. قسمت الدائرة إلى خمس زوايا بطريقة تقنية وليس كما يفعل من يقحم أنفه و يقول أنا حداد.. فالكثير من المعلمين التقليديين كانوا يترددون علي كالثعاليب، الواحد تلو الآخر، ما بين راغب في سرقة الصنعة وراغب في سرقة اللوازم!
بعد ذلك أحضرت أقطاب الحديد وكل اللوازم الضرورية من المتر إلى المطرقة .. ثلاث أيام من التقطيع والترقيع والتركيب و التلحيم والصقل و الإحتراق، كل هذا من أجل النجمة و اللقمة، النجمة أولا لأنها شعار هذا الوطن الذي نحبه ونطمع أن يلتفت لنا في يوم من الأيام إلتفاتة حنان وبرور.
ثلاث أيام لم أغسل خلالها يدي إلا نادرا .. نظرا للجروحات و القروحات والحروقات الناتجة عن السرعة في العمل.. لأن الدركي (السبع) كان يقف لي دائما على رجل واحدة، يسائلني صبحا وعشية : أين وصلت تلك النجمة آذاك القزدار؟؟؟
أمامك يوم واحد... لا غير، أسرع و أبرع و إلا.. إنه ولد الحرام لا يحشم ولا يرمش، يمكنه أن يفعل كل شيء بجرة قلم، لان صلاحياته وسعت كل شيء... حتى الخروج عن القانون أما أنا العامل الضعيف مجرد مأمور.. فليس للميت ما يقوله أمام مغسله و لا ما يفعله إلا الامتثال في كل الأمور..
هكذا أخلصت لهذه النجمة الغالية بحيث لم يبق عامل من العمال إلا و احتشد حولها بفضول حاسدين إياي على ما صنعت يداي وعلى رضا الدركي الذي كان الكل يطمع به ويتسابق إليه لأنه غالبا ما كان يقول لنا ساعة المسكنة بأننا نحن العمال كل العمال ( شيابا وشبابا) بمتابة أبنائه، بحيث كنا نتغامز من خلفه و نضحك مستترين من كثرة الهم و قلة الفهم..
في اليوم الرابع انتهيت من صقل النجمة و من اللمسات الأخيرة.. جمعت كل لوازمي وكنست كل الفضلات و ناديت على عبد السلام ليأتيني بما تبقى من شاي و لو بارد لأني لم أفطر بعد، و ليتحفني بما كتب البارحة..
حضر عبدالسلام يتخلس مُخبئا إبريقه تحت أكمامه، أبشرني بأن كل العمال ما زالوا واضعين مطارقهم أرضا ينممون (نم.. نم.. نم..) والنجمة وارفة، تكاد تمشي على رجليها..
و مازلت أتناوب أنا و صديقي على كأس الشاي البارد، حتى أرسل لي الدركي مرسولا صغيرا ليصغرني قائلا لي: قال لك الشاف الدركي بأن تخرج النجمة فورا من المصنع لأن شاحنة ما ستأتي لنقلها إلى المعرض هناك بالساحة الشرفية وذلك من أجل مساهمة شركتنا المواطنة في أفراح عيد الشغل المجيد ...
نفذت الأمر النازل من فوق على وجه الفور، فرحا بالنجمة وبالمعرض وبالعيد المجيد..
يوم العيد لم أذهب إلى العمل، فقد وافق الدركي بعد أخذ ورد وبعد قمع ودمع على إجازتي، بعدما ابتكرت له كذبة بأن خالتي ـ أطال الله عمرهاـ ماتت !
صباح يوم العيد تسللت مبشورا من شارع إلى شارع قاصدا الساحة الشرفية، أبحث عن موكب العيد وعن النجمة التي صنعت..
آه، ها هي على متن شاحنة كبيرة، منتصبة كمرآة لمعانها يعكس أشعة الشمس ويعمي العين ومن حولها يتجمهر أناس غلاظ، يتصورون و يتبادلون الخطب والأوسمة.. فمن شوقي لها اقتربت شيئا ما، لكني في ألأخير أصبت بخيبة أمل كبيرة عندما رمقت عيني الدركي يمد صدره منحنيا لا للنجمة بل للوسام!
حينها شهقت من أعماقي باكيا بكاء الصبيان، بعدما انتابني ضيم شديد على النجمة وعلى الوطن و على ما رأته عيني.. ثم تقدمت لاشعوريا بدموعي أمام الملأ صارخا بأعلى صوتي:
تبا لكم أيها المجرمون .. يا أعداء هذا الوطن.. وشحتم الدركي وتركتم الحركي
تبا لكم.. تبا لكم.. تبا....
لكن، من كثرة الأبواق والمزامير، صوتي كان يرجع لي وأشهق باكيا بلا حس، فلا أظن أحدا سمع صراخي و لا رأى دموعي!
المهم أنني بكيت،، وذلك أضعف النضال.
يتبع
عبدالعالي أواب