كان طابور السيارات طويلا جراء أزمة في البنزين. درجة الحرارة تجاوزت الأربعين ، واضطر السائقون لإطفاء الماكينات والتكييف حتى لا يهدروا ما تبقى من وقود. الصبية المتسولون يظهرون أمام نافذة السيارة ورغم طردهم تجدهم يقفون مرة أخرى كذبابة لحوحة.
رجل سمين مسح صلعته المتعرقة بورق صحيفة كانت في يده اليمنى وهو يتحدث من داخل سيارته عبر سماعة لاسلكية بقرف شديد.
- أعرف أن النحس يلازمني.. في المرة السابقة وصلت لماكينة ضخ الوقود فاعتذر الشاب البائع بنفاد الوقود.
صوت امرأة انبثق عن السماعة:
- لست نحسا.. لا تقل ذلك.. ربما لو ملأت سيارتك بالوقود ذلك اليوم لذهبت الى مكان ما وتعرضت لحادث سيارة.
- يا سومة لا تحاولي التخفيف عني...إنني عندما افتح علبة الدواء أفتحها من مكان الوصفة الدوائية..
- بالعكس هذا ليس نحسا..انها اشارة من السماء لكي تقرأ الوصفة الدوائية قبل استعمال الدواء..صدقني.. الناس يهملون قراءتها وفي النهاية يمرون بأزمات خطيرة...
يكرمش ورق الصحيفة بيمناه ويلقي بها الى المقعد الخلفي بقرف.
-طيب طيب... ستجدين تبريرات مذهلة لكل شيء سلبي في حياتي كعادتك..
يأتي صوتها طريا:
- هل أنا شيء سلبي في حياتك؟
يرتدي نظارته الشمسية ويقول بنبرة لا تخلو من التزييف:
- طبعا لا فأنت زوجتي .. لماذا تقولين ذلك..؟
يصدر صوت رنات متقطعة فيرمي الهاتف من يده:
- نفد رصيدي..
يبدو عليه الارتياح ويقول:
- نفد في الوقت المناسب...النسوة مستعدات للحديث الرومانسي في كل وقت حتى لو كن في الجحيم...
ينظر خلفه ويشاهد سيارة تتحرك لتقف وراءه:
- جيد.. أخيرا لم أعد الأخير... الشعور بأنك آخر من يقف في الصف شعور مخز جدا.. لا أعرف لماذا ولكنني أبدو كالطالب الذي كان الوحيد الذي رسب في المدرسة..
يتابع السيارة التي خلفه عبر المرآة الأمامية.. ويغمغم:
- سيارة مظللة...مظللة بالكامل رغم أن تظليلها يتطلب تصريحا برسوم عالية...
ينعقد حاجباه حين ينفتح باب السيارة وتهبط منها قدمان أنثويتان..يفتح هو درج سيارته الجانبي ويخرج قبعة ذات مظلة:
- اللعنة على الصلعة ..اللعنة...إنني مصاب بعقدة نفسية بسببها...
يرى سيدة ثلاثينية ذات قوام فارع ترتدي ثوبا لازورديا مطرزا برسومات من الخيوط الحريرية. فتضيق عيناه ويدق قلبه قليلا حينما يراها تقترب من نافذته ثم يستنشق عطرها الأنثوي النفاذ قبل أن يراها وهي تنحني على نافذته وتسند نهدين عارمين وتقول:
- ألا توجد محطة بنزين أخرى خالية..؟
ينظر لها قليلا ثم يقول:
- لا أعتقد.. لقد بحثت طويلا فلم أجد سوى هذه المحطة.. هي الأقل في عدد السيارات...
يستنشق عطرها ويشعر بشيء يداعبه في الأسفل. تقول هي بحزن:
- لن يسمحوا لي طبعا بملء خزاني حتى لو كنت سيدة..
ينظر الى الصف ويقول:
- ااااااا.. لا أعتقد.. لا أظن انك قادرة على اقناع قرابة سبعين سيارة بذلك...إن اعتراض واحد منهم فقط كاف لالغاء الفكرة من أساسها...
تقول بذات صوتها الحزين:
- أين الرجولة... أين الشهامة..
يشعر بأنه يبتلع جبلا من الشهوة فيقول:
- الأجلاف كثر .. ليس كثيرون اولئك الذين يقدرون هذه الأنوثة الطاغية..
تقول هي:
- كم أنت لطيف .. يا ليت كل الرجال مثلك...
ينظر لها ويقول:
- الشمس قاسية جدا على بشرتك الناعمة هذي .. لماذا لا تشاركينني الحديث ..
- أليس الجو حارا أيضا داخل سيارتك..
يهز رأسه فتختلج خداه السمينتان ويقول:
- بسيطة...سأشغل التكييف يا سيدتي... هيا لا تترددي أرجوك..
تدور من امام السيارة فيشاهد جسد جواد ممشوق.. وحين تجلس إلى جواره يبتلع عطر صدرها كفودكا معتقة.
يغلق نوافذ السيارة ويشغل التكييف..
يقول:
- هل تسمعين الأغاني..
- ليس كثيرا...إنها توتر أعصابي..
يقول بدهشة مصطنعة:
- معقول؟!! إن الأغاني لم تكتب إلا في عينيك الجميلتين...
يخرج صوتها حزينا:
- لا أحد يرى عيني جميلة .. لم اسمع اطراءا عذبا مثل كلامك هذا من قبل...
- اوووه سيدتي.. إنه ليس اطراء.. إنه حقيقة.. على أية حال أنا نفسي لا أستمع كثيرا للأغاني.. إنني أفضل الموسيقى الهادئة...
- تبدو رجلا هادئا..
يقول بانفعال:
- جدا.. هادئ جدا...
تسأله بصوت ذي مغزي:
- هل أنت متزوج...
يتذكر هاتفه فيخرجه ويغلقه ثم يقول:
- أرمل يا سيدتي.. أنا أرمل...
تمد يدها وتربت على فخذه الأيمن:
- كم هذا محزن...لها الرحمة..
شعر بيدها كجمرة حارقة .. أشعلت أطرافه الحسية كلها ... كانت مهولة بالنعم...فقال بصوت خفيض:
- انت غنية بالنعم يا.....
حنت رأسها مفكرة قليلا ثم قالت:
- ريري...
ردد معها:
- ريري.. ريري...
شعر بأنها اختلقت الإسم ومع ذلك لم يكن مكترثا..إنها حذرة وهذا يعني أنها تفكر في ذات الشيء الذي يفكر فيه.
- أنا داوود .. يمكنك أن تناديني بديدي.. وهكذا فأنت ريري وأنا ديدي...
تضحك ضحكة صغيرة كتفتح زهرة وتبرز أسنان بيضاء مرصوفة بنسق واحد وعلى إحداها ماسة لامعة.
قال:
- كنت أعتقد أن الماسة على سنك جميلة لكنني اكتشفت خلاف ذلك..
ترسم قلقا مفتعلا وتقول:
- أليست جميلة.. لقد كلفتني مبلغا من المال..
يهز رأسه وهو يغمض عينيه ويفتحهما:
- لا لا .. إن الماسة أصبحت جميلة لأنها بسنك الأبيض الجميل...
يعض شفتيه ويقول:
- ما أجمل شفتيك..
تصمت هي فيقول بجدية:
- أرجو ألا أكون قد تجاوزت حدودي يا سيدتي...
تقول بصوت خافت:
- لا .. على العكس.. إنني فقط مندهشة...
يفتعل دهشة على ملامحه ويسألها:
- مندهشة؟!!! ما الذي يدهشك؟..
تقول:
- هل حقا تراني جميلة؟ لم يصفني انسان بذلك من قبل...
يهبط قلبه وهو يقول:
- أنت اكثر من جميلة يا ريري...
تعض شفتها السفلى وتقول بهمس:
- حقا؟
- حقا...
يقطع أنسهما صوت بوق سيارة خلف سيارة ريري فيلتفتان .. ينتبه ديدي امامه فيجد أن الصف قد تقدم وأن هناك فراغا بينه وبين السيارة التي أمامه تنزل هي ويدير هو محرك سيارته ويتقدم ببطء إلى الأمام... فتلحقه ريري بسيارتها ثم تتركها لتعود جالسة قربه.
- ريري..؟!
يقولها بصوت خفيض فتجيبه هي بصوت ناعس:
- اها ..
- هل تعلمين أنني لم أشعر بالارتياح في الحديث إلا معك...
تقول هي:
- وأنا كذلك....
يصبح دماغه فارغا فجأة فيكتفي بالنظر الصامت في عينيها. تقول هي مستعيدة رباطة جأشها:
- لماذا ترتدي قبعة في هذا الحر؟
يتردد قليلا ثم يقرر أن يكون صريحا معها:
- أنا معقد من صلعتي يا ريري...
تقول بجدية:
- لديك صلعة.. كم أحب الرجل الأصلع...
يقول بدهشة:
- حقا؟!!
- حقا... أنت لا تعلم كم يبدو الرجل الأصلع ذكوريا في عيني المرأة... كنت أحب أفلام القناصين والقتلة فقط لأنهم صلع الرؤوس..
يقول بهمس وقلب مرتعش:
- ريري...
تهمس هي:
- أها..
- احتاجك بشدة..
يضطرب قلبها فتقول:
- وأنا كذلك..
- إذن.. لماذا لا نذهب فورا الى مكان ليس فيه أحد سوانا...
تصمت فيصر هو:
- الفرصة لا تأتي في عمر الانسان سوى مرة واحدة يا ريري... نعشها أو نندم على تخلينا عنها...هل تحبين مشاعر الندم؟
تهز رأسها فيقول:
- اتركي سيارتك هنا... ولننطلق الى شقتي الصغيرة...
تقول:
- ولكن لم يبقى أمامك سوى عشرين سيارة فقط...
يدير محرك سيارته وهو يقول:
- فليذهب البنزين الى الجحيم...
تضحك هي كتفتح زهرة .. وتمد يدها لتضعها فوق فخذه الأيمن...
يدور هو بسيارته تاركا صف البنزين... فيطلق أصحاب السيارات خلف سيارة المرأة الأبواق المنزعجة من عدم تحركها رغم تحرك الصف...كانوا قلقين من أن تأتي سيارة لتحتل المكان الشاغر دون وجه حق.
(تمت)
رجل سمين مسح صلعته المتعرقة بورق صحيفة كانت في يده اليمنى وهو يتحدث من داخل سيارته عبر سماعة لاسلكية بقرف شديد.
- أعرف أن النحس يلازمني.. في المرة السابقة وصلت لماكينة ضخ الوقود فاعتذر الشاب البائع بنفاد الوقود.
صوت امرأة انبثق عن السماعة:
- لست نحسا.. لا تقل ذلك.. ربما لو ملأت سيارتك بالوقود ذلك اليوم لذهبت الى مكان ما وتعرضت لحادث سيارة.
- يا سومة لا تحاولي التخفيف عني...إنني عندما افتح علبة الدواء أفتحها من مكان الوصفة الدوائية..
- بالعكس هذا ليس نحسا..انها اشارة من السماء لكي تقرأ الوصفة الدوائية قبل استعمال الدواء..صدقني.. الناس يهملون قراءتها وفي النهاية يمرون بأزمات خطيرة...
يكرمش ورق الصحيفة بيمناه ويلقي بها الى المقعد الخلفي بقرف.
-طيب طيب... ستجدين تبريرات مذهلة لكل شيء سلبي في حياتي كعادتك..
يأتي صوتها طريا:
- هل أنا شيء سلبي في حياتك؟
يرتدي نظارته الشمسية ويقول بنبرة لا تخلو من التزييف:
- طبعا لا فأنت زوجتي .. لماذا تقولين ذلك..؟
يصدر صوت رنات متقطعة فيرمي الهاتف من يده:
- نفد رصيدي..
يبدو عليه الارتياح ويقول:
- نفد في الوقت المناسب...النسوة مستعدات للحديث الرومانسي في كل وقت حتى لو كن في الجحيم...
ينظر خلفه ويشاهد سيارة تتحرك لتقف وراءه:
- جيد.. أخيرا لم أعد الأخير... الشعور بأنك آخر من يقف في الصف شعور مخز جدا.. لا أعرف لماذا ولكنني أبدو كالطالب الذي كان الوحيد الذي رسب في المدرسة..
يتابع السيارة التي خلفه عبر المرآة الأمامية.. ويغمغم:
- سيارة مظللة...مظللة بالكامل رغم أن تظليلها يتطلب تصريحا برسوم عالية...
ينعقد حاجباه حين ينفتح باب السيارة وتهبط منها قدمان أنثويتان..يفتح هو درج سيارته الجانبي ويخرج قبعة ذات مظلة:
- اللعنة على الصلعة ..اللعنة...إنني مصاب بعقدة نفسية بسببها...
يرى سيدة ثلاثينية ذات قوام فارع ترتدي ثوبا لازورديا مطرزا برسومات من الخيوط الحريرية. فتضيق عيناه ويدق قلبه قليلا حينما يراها تقترب من نافذته ثم يستنشق عطرها الأنثوي النفاذ قبل أن يراها وهي تنحني على نافذته وتسند نهدين عارمين وتقول:
- ألا توجد محطة بنزين أخرى خالية..؟
ينظر لها قليلا ثم يقول:
- لا أعتقد.. لقد بحثت طويلا فلم أجد سوى هذه المحطة.. هي الأقل في عدد السيارات...
يستنشق عطرها ويشعر بشيء يداعبه في الأسفل. تقول هي بحزن:
- لن يسمحوا لي طبعا بملء خزاني حتى لو كنت سيدة..
ينظر الى الصف ويقول:
- ااااااا.. لا أعتقد.. لا أظن انك قادرة على اقناع قرابة سبعين سيارة بذلك...إن اعتراض واحد منهم فقط كاف لالغاء الفكرة من أساسها...
تقول بذات صوتها الحزين:
- أين الرجولة... أين الشهامة..
يشعر بأنه يبتلع جبلا من الشهوة فيقول:
- الأجلاف كثر .. ليس كثيرون اولئك الذين يقدرون هذه الأنوثة الطاغية..
تقول هي:
- كم أنت لطيف .. يا ليت كل الرجال مثلك...
ينظر لها ويقول:
- الشمس قاسية جدا على بشرتك الناعمة هذي .. لماذا لا تشاركينني الحديث ..
- أليس الجو حارا أيضا داخل سيارتك..
يهز رأسه فتختلج خداه السمينتان ويقول:
- بسيطة...سأشغل التكييف يا سيدتي... هيا لا تترددي أرجوك..
تدور من امام السيارة فيشاهد جسد جواد ممشوق.. وحين تجلس إلى جواره يبتلع عطر صدرها كفودكا معتقة.
يغلق نوافذ السيارة ويشغل التكييف..
يقول:
- هل تسمعين الأغاني..
- ليس كثيرا...إنها توتر أعصابي..
يقول بدهشة مصطنعة:
- معقول؟!! إن الأغاني لم تكتب إلا في عينيك الجميلتين...
يخرج صوتها حزينا:
- لا أحد يرى عيني جميلة .. لم اسمع اطراءا عذبا مثل كلامك هذا من قبل...
- اوووه سيدتي.. إنه ليس اطراء.. إنه حقيقة.. على أية حال أنا نفسي لا أستمع كثيرا للأغاني.. إنني أفضل الموسيقى الهادئة...
- تبدو رجلا هادئا..
يقول بانفعال:
- جدا.. هادئ جدا...
تسأله بصوت ذي مغزي:
- هل أنت متزوج...
يتذكر هاتفه فيخرجه ويغلقه ثم يقول:
- أرمل يا سيدتي.. أنا أرمل...
تمد يدها وتربت على فخذه الأيمن:
- كم هذا محزن...لها الرحمة..
شعر بيدها كجمرة حارقة .. أشعلت أطرافه الحسية كلها ... كانت مهولة بالنعم...فقال بصوت خفيض:
- انت غنية بالنعم يا.....
حنت رأسها مفكرة قليلا ثم قالت:
- ريري...
ردد معها:
- ريري.. ريري...
شعر بأنها اختلقت الإسم ومع ذلك لم يكن مكترثا..إنها حذرة وهذا يعني أنها تفكر في ذات الشيء الذي يفكر فيه.
- أنا داوود .. يمكنك أن تناديني بديدي.. وهكذا فأنت ريري وأنا ديدي...
تضحك ضحكة صغيرة كتفتح زهرة وتبرز أسنان بيضاء مرصوفة بنسق واحد وعلى إحداها ماسة لامعة.
قال:
- كنت أعتقد أن الماسة على سنك جميلة لكنني اكتشفت خلاف ذلك..
ترسم قلقا مفتعلا وتقول:
- أليست جميلة.. لقد كلفتني مبلغا من المال..
يهز رأسه وهو يغمض عينيه ويفتحهما:
- لا لا .. إن الماسة أصبحت جميلة لأنها بسنك الأبيض الجميل...
يعض شفتيه ويقول:
- ما أجمل شفتيك..
تصمت هي فيقول بجدية:
- أرجو ألا أكون قد تجاوزت حدودي يا سيدتي...
تقول بصوت خافت:
- لا .. على العكس.. إنني فقط مندهشة...
يفتعل دهشة على ملامحه ويسألها:
- مندهشة؟!!! ما الذي يدهشك؟..
تقول:
- هل حقا تراني جميلة؟ لم يصفني انسان بذلك من قبل...
يهبط قلبه وهو يقول:
- أنت اكثر من جميلة يا ريري...
تعض شفتها السفلى وتقول بهمس:
- حقا؟
- حقا...
يقطع أنسهما صوت بوق سيارة خلف سيارة ريري فيلتفتان .. ينتبه ديدي امامه فيجد أن الصف قد تقدم وأن هناك فراغا بينه وبين السيارة التي أمامه تنزل هي ويدير هو محرك سيارته ويتقدم ببطء إلى الأمام... فتلحقه ريري بسيارتها ثم تتركها لتعود جالسة قربه.
- ريري..؟!
يقولها بصوت خفيض فتجيبه هي بصوت ناعس:
- اها ..
- هل تعلمين أنني لم أشعر بالارتياح في الحديث إلا معك...
تقول هي:
- وأنا كذلك....
يصبح دماغه فارغا فجأة فيكتفي بالنظر الصامت في عينيها. تقول هي مستعيدة رباطة جأشها:
- لماذا ترتدي قبعة في هذا الحر؟
يتردد قليلا ثم يقرر أن يكون صريحا معها:
- أنا معقد من صلعتي يا ريري...
تقول بجدية:
- لديك صلعة.. كم أحب الرجل الأصلع...
يقول بدهشة:
- حقا؟!!
- حقا... أنت لا تعلم كم يبدو الرجل الأصلع ذكوريا في عيني المرأة... كنت أحب أفلام القناصين والقتلة فقط لأنهم صلع الرؤوس..
يقول بهمس وقلب مرتعش:
- ريري...
تهمس هي:
- أها..
- احتاجك بشدة..
يضطرب قلبها فتقول:
- وأنا كذلك..
- إذن.. لماذا لا نذهب فورا الى مكان ليس فيه أحد سوانا...
تصمت فيصر هو:
- الفرصة لا تأتي في عمر الانسان سوى مرة واحدة يا ريري... نعشها أو نندم على تخلينا عنها...هل تحبين مشاعر الندم؟
تهز رأسها فيقول:
- اتركي سيارتك هنا... ولننطلق الى شقتي الصغيرة...
تقول:
- ولكن لم يبقى أمامك سوى عشرين سيارة فقط...
يدير محرك سيارته وهو يقول:
- فليذهب البنزين الى الجحيم...
تضحك هي كتفتح زهرة .. وتمد يدها لتضعها فوق فخذه الأيمن...
يدور هو بسيارته تاركا صف البنزين... فيطلق أصحاب السيارات خلف سيارة المرأة الأبواق المنزعجة من عدم تحركها رغم تحرك الصف...كانوا قلقين من أن تأتي سيارة لتحتل المكان الشاغر دون وجه حق.
(تمت)