الفرفار العياشي - جاك بيرك : ومشروع فك العزلة عن الإسلام .

"انه يوم اسود " هكذا عبر جاك بيرك عن موقفه بعد ان سمع خبر اعتناق روجيه غارودي الفيلسوف الفرنسي الإسلام!
التصريح / الصدمة تقود الى إدراك مفارقة حادة تنبع حين نعلم انه السوسيولوجي الذي خصص أكثر من 50 سنة من البحث السوسيولوجي و الانتربولوجي لقضايا العرب و الإسلام [1] , و انه احب الجزائر و أحب العرب و انتصر لقيمهم لدرجة ان زوجته الايطالية حفظت جزءا من القران من كثرة كتابة الآيات على الآلة الكاتبة .
الرجل يلقب برجل الضفتين كانت رهاناته المعرفية تهدف إلى التقريب بين الإسلام المتوسطي وأوروبا المسيحية . المستشرق البريطاني جيب هاملتون اعتبر ان ببرك مستشرق بالوراثة لكنه سوسيولوجي بالممارسة .
ما يميز جاك ببرك انه كان كثير الإنتاج أكثر من أربعين عملا , لكنه ظل مهووسا ببناء أندلس جديدة جديدة تتعايش فيها جميع الأديان في جو من التسامح والتفاهم.
لذا سيكون من مفيد فتح نافذة من اجل استعادة مساهمة ببرك في قراءته للإسلام كدين في علاقته بالوجود و بالحياة و المجتمع و السياسة .
يمكن رصد أهم ملامح رؤية ببرك للإسلام في المعطيات الآتية :
اولا : من اجل بناء إسلام إشكالي .
ببرك اعتبر أن الإسلام ليس مجرد موضوع تراثي قابل لدراسة , و النبش و ليس مجرد ثقافة مغرضة في الماضوية , لكن الإسلام في نظره هو فاعل حي و متجاوب مع العصر , و يحتل حيزا وظيفيا و حيويا في الحياة العامة للمجتمع , كما انه يشكل عنصر تعبئة و تاثير و يملك في ديناميكية حيزه الخاص ([2]).
فهو يعترف بعقلانية الإسلام وسماحته , كما يقر بفرادته وصلاحيته الذاتية للتقدم والتجدد ودخول العصر و التجاوب معه دون الحاجة إلى استلهام نماذج التقدم من موائد الآخرين! وإذا كان جاك بيرك قد انتقد الجهلة والمغرضين و الماضويين الذين يسيئون إلى سمعة الإسلام و يقدمون قراءات مشوهة له .
و اعتبر ان الإسلام من أكثر الديانات تأثيرا حين يعتنق تعاليمه أكثر من مليار نسمة في العالم، والذي هو قريب من الغرب جغرافياً وتاريخياً، وحتى من ناحية القيم والمفاهيم , و هو ما يمكن تأكيده من رؤية الفيلسوف العربي ان رشد الذي اعتبر الإسلام دين الإنسانية و دين الحق و انه اخ شقيق للفلسفة الإرث الإنساني .
واعتبر ان الاسلام دين حي يملك إمكانيات التغيير و إيجاد الحلول و تدبير المشاكل .
وشدد بيرك على أهمية الإسلام في حفظ الهوية , على اعتبار ان قيم المستعمر المؤسسة على اليبيرالية لم تستطع النفاذ الى الشخصية العربية الإسلامية .
لان المستعمر تجاهل قدرة الإسلام على الصمود و على التساكن , لم ياخذ بجدية قدرة و إمكانيات الإسلام على بناء مناعة ذاتية شخصية لكل فرد يحمل القيم الإسلامية , وهي قيم تظهر و تختفي بحسب الحاجة و ظروف وسياق الوضع الخاص و العام . فالقيم الإسلامية أصبحت مستبطنة في اللاشعور الجمعي للمسلمين و انها تظهر في وقات الأزمات او اللحظات الخاصة و الاستثنائية .
يعتبر بيرك ان مقاومة المستعمر الفرنسي كانت بدوافع دينية نتيجة الحوافز الدينية الإسلامية و التي تمنح المسلم قوة جبارة لمواجهة الموت او الموت من اجل العقيدة , و أشار الى ان دفع من الجهاد ضد النصراني المستعمر انطلقت من المناطق الجبلية لاسيما جبال الأطلس , حيت كان سكان المنطقة يطلقون اسم بارود الشرف ([3] )كإشارة الى حمل السلاح , و هو امر يعتبر شرفا وعزة و كبرياء , لان نخوة المسلم لا تتحقق إلا بحمله السلاح في وجه العدو الكافر .
اعتبر بيرك ان الإسلام يشكل مأوى للأخلاق , و ضامن لها و ان المسلم يتصرف على انه كائن اخلاقي مادام معتقدا الدين الإسلامي , هذه الاعتقاد يقود الى مواجهة العدو النصراني الكافر والذي جاء لتخريب العقيدة و تدميرها .
بيرك استنتج ان الإدارة الفرنسة لم تستوعب عقلية المواطن العربي جيدا حين حاولت فرض وجودها بالقوانين و بالاسلحة و القوة .
اعتبر بيرك ان الإدارة المستعمرة اعتقدت ان القوانين وحدها كفيلة بتغيير عقلية المواطن المغربي و استبدالها بقيم تقافية جديدة و تجاوز القوانين الإلهية و ان القوة العسكرية ستكون الدعم الكفيل بتنزيل هذه الثقافة البديلة
تفوق الإسلام وقدرته على الصمود مرتبطة في كونه قادرا على الصمود و التحدي يحمل قيما تتجاوز النسق الاستعماري و التمسك بهويته الخاصة ([4]).
فعل المقاومة كان عنيفا , نتيجة قوة الحافز الديني و الاخلاقي الذاتي و المسمتد من الدين الإسلامي كدين مطلق يمنح التفوق لأنه دين الإلهي .
دخول فرنسا منح صدمة مما دفع بعض الفقهاء المتنورين الى تبني خطابا دينيا عقلانيا حيت ترتبط العقيدة بالحياة , العقلانية التي ذبت نتيجة الصدمة فرضت ضرورة التغيير من الداخل .
حسب بيرك فميلاد الدين العقلاني يستدعي تغييرا جذريا , و يفترض هذا الإسلام العقلاني النسبي و الوسطي يدين بدون هوادة الإسلام البالي ; و المجامل و الذي احتفظ ببعض الشعائر التي جعلته استجدائيا وارتزاقيا ; لان رجل الزاوية و الراهب الذين اعتبروا سابقا ابطال الصمود , أصبحوا ألان خونة و عملاء ورجعيين اجتماعيا و اصدقاء للادارة ([5])
مع فالأزمة و ضرورة حماية المقدس و الدفاع عنه ضد النصراني الكافر ولدت الرغبة في إصلاح الإسلام و جعله دينا إصلاحيا حول و عقلانيا
و لعل مقاومة محمد عبد الكريم الخطابي تجسد هدا التحول حيت أصبح الإسلام أداة تحفيز على المواجهة و ليس انسحابا , و رجوعا الى الذات كما ترسخ في تجربة الإسلام البالي او إسلام الزوايا .
فالتجديد في الخطاب الإسلامي كان نتيجة الصدمة , من حيت العمل على تفعيل كل إمكانيات التطور و التغيير الايجابي المتضمنة في الإسلام و التي لم تستنفذ بعد , فدخول المستعمر الفرنسي شكل وخزة الابرة الحادة من اجل التيقظ لمواجهة الخطر عبرالرفع من منسوب العقلانية و تجديد الخطاب الديني .
فتجديد الإسلام كدين إصلاحي كان تجديدا وظيفيا من اجل حماية الدين اولا و الدفاع عليه و مواجهة الكافر , هذه الحافزية للمواجهة مستمدة من من المقومات الروحية ومن قدرة الإسلام على إيجاد الحلول للازمات .
بيرك يرفض الإسلام ألاتكالي و الطي يترك مهمة التغيير و الفعل الى الله , من اجل طرد المستعمر و تغيير الظلم و إدخال الكافر إلى جهنم ,لذا فان التجربة الاستعمارية شكلت لحظة حاسمة في تجديد الإسلام من الداخل ومن اجل التخلي عن المواقف القدرية و الانتظارية و الانخراط الايجابي في المواجهة عبر السلاح من اجل الدفاع عن الحقول و عن المرأة و ان الصامدين و التوار يدافعون على الارض و الدين( [6]).
ثانيا : الإسلام الشعبي و الانسحاب من الواقع
وأكثر ما ميز جاك بيرك في عمله كمستعرب أنه أصرَ على التعامل مع الواقع الحي ، لا مع النصوص الميتة، وفهم الاستعراب على أنه حوار بين ثقافتين – الأوروبية المسيحية والعربية الإسلامية – لدى كل منهما ما تقوله للأخرى، وما تُغْني به الأخرى، وما تغتني به من الأخرى.
و اعتبر بيرك ان المطلوب هو إصلاح الدين و ليس إلغائه و العمل على تثوير امكاناته و تفعيلها .
لذا يدعو إلى ضرورة فك العزلة عن الاسلام , وان يخرج إلى الواقع و يتصالح معه , بدل الاختباء في معتقدات دوغمائية باردة , لان مهمته في أوقات الازمة هو التحريض على المواجهة , و على الدفاع و على حماية المقدسات و التعبئة على الجهاد .
بيرك يراهن على إسلام حداثي عقلاني يكون فاعلا و متفاعلا مع روح العصر, و ليس غائبا في شكل سلوكات فردية او جماعية مغرقة في القدم و في السلبية .
يعتبر ان الإسلام يشكل مصدر طاقة حيوية تمنح الحرارة من اجل الفعل و التغيير الايجابي , و الخروج من كهف الزوايا و الخرافات الى مسرح الحياة و العقل , بمعنى ان يصبح الاسلام دينيا وظيفيا بمثابة حفافز على العمل و الانتاج و التغيير ودفع الظلم . ايمنح طاقة فعل و ليس مجرد وسيلة هروب و انسحاب في الغيبيات .
لذا كان بيرك يرفض الإسلام الشعبي المؤسس على الزوايا وتقديس الاولياء الصالحين والذين حصرت مهمتهم في التوسط بين الناس وبين الله . هذا النمط من التدين يقود الى الانسحاب و التواطؤ مع المستعمر, و منحه سلطة التواجد و التحكم انه دين سلبي و انهزامي .
فالإسلام الحقيقي هو ما يدفع الى الرعشة التي تسري في الحياة العامة مثل رعشة التيار الكهربائي , هو ما يدعو الى مسائلة الدين و محاولة نقده من اجل استثمار إمكانياته , فهو دين يستحق الاحترام بقدر ما يستحق النقد و المساءلة([7] ).
ان يصبح الإسلام اصلاحيا و عقلانيا ينبغي تحريره من كل الدوغمائيات و إسلام الزوايا و الأضرحة عدم حصر الإسلام في امور غيبية .
بيرك يعتبر ان التصوف هو تدين بارد و إسلام صامت , حين يفضل المتدين الانسحاب في اوقات يجب عليه الفعل و الجهر بالحق , يعطي بيرك مثالا على ذلك في كتابه الإسلام في الازمنة المعاصرة بقصة ابن المؤقت الصوفي مراكش و الذي ظل يبحث عن مدينة الاحلام من استهجانه لكل التحولات التي مست كل مظاهر الحياة من فنوغرافيا و الاسطوانات التي تذيع صوت النساء و معاشرة الافرنج وقراءة الصحف ([8])
فالابتعاد عن الإسلام الشعبي يقتضي مواجهة من الداخل , من خلال تجاوز كل مظاهر الشعوذة و الخرافة و الدعوة الى العقلانية .
فالإسلام عليه ان يكون إصلاحيا إن أراد مواجهة الواقع و الإقامة فيه , و ليس مجرد روحانية مطلقة و انما هو دين و دنيا .
و قد حدد بيرك الخطر الذي يهدد الإسلام في في مستويين ([9] )ّ:
اولا : مواجهة خطر الانعزال عن العالم , واعتبر ان الانغلاق على الذات هو نوع العجز على مواجهة الواقع . فالإسلام مطالب ان يكون قطعة من الحياة مفعم بالحرارة و التفاعل مع خصوصية عصره . مما يتطلب تجديدا من الداخل و ليس تجديدا شكلانيا يقتضب بالمظاهر و الشكليات اي تجديد في الجوهر وليس في الشكل و المظاهر .
ثانيا : خطر الضياع و التلف فيه حيت اشار الى ان الانفتاح على العصر لا يعني الذوبان وفقدان الهوية الخاصة بالإسلام , و أشار إلى ان الإسلام عليه ان يبحث عن أمكنة هادئة للحفاظ على خصوصيته , و لذا يفترض ان يتحكم في منطق القطيعة مع الماضي تفاديا لاي انزلاقات قد توثر سلبا على عملية التحديث و الإصلاحات من الداخل . و اعتبر ان المخاطرة الكبيرة ليست فقط في التمسك فيما هو قديم و العودة للماضي و لكن في الاندفاع و الارتماء في أحضان الأخر.
ثالثا : قيمة الإسلام و امكاناته .
الإسلام الذي كان ينشده بيرك هو الإسلام القادر على الاخذ و العطاء و التعامل و التكامل و التفاعل مع كل المستجدات [10]- فالإسلام المطلوب هو الإسلام الفاعل و العقلاني و ليس الإسلام الماضوي و اسلام المتزمتين و الغيبيين وإسلام الزوايا .
انه اسلام حداثي و عقلاني يتجه نحو العقل و نحو الواقع و نحو العلم ليس من اجل التطابق و لكن من اجل الانخراط في فهم العالم
الإسلام الايجابي و الإصلاحي في نظر بيرك يتحقق عبر الاجراءات الاتية :
أولا : رفض التصور التطابقي مع العلم .
يعتبر ان بناء إسلام قوي و منتج و يستطيع مواجهة كل التيارات التي تريد السيطرة على العالم لاسيما اللائكية الوضعية و الماركسية و الوجودية , و اعتبر ان الإسلام يملك الصلاحية الذاتية لتطوير ذاته , و الانفتاح على العصر عبر إلية الاجتهاد و التي تجعل من الإسلام دينا إشكاليا قادرا على الانخراط في الواقع و مجابهته , فالسعادة في نظر بيرك لا تتحقق بالمزيد من الافراح لكن بمعانقة المشاكل و القدرة على حلها
تجديد الإسلام يعني فك عزلته عن واقعه و بناء جسور التواصل مع التاريخ ومع الواقع, وهو أمر يقتضي تجاوز النظرة التطابقية بين القران و الدين , و ضرورة تجاوز فكرة ان الإسلام تفوق على العلم لان مثل هذا الاعتقاد يسئ الى الإسلام لان العلم ينتج النسبي .
فاصحاب النزعة التطابقية يعتبرون ان القران يملك قوة تفسيرية لما سيقع في المستقبل و سريان احكامه عبر الزمان . هذه المواقف تعرقل حركية الاستلام تحو التجديد ونحو الفعالية .
ثانيا : الإسلام دين سوسيولوجي
يعتبر بيرك ان ما يميز الإسلام عن باقي الديانات التوحيدية باعتباره الدين الاكثر سوسيولوجية من باقي الديانات التوحيدية , و التي ترتبط بالتجربة الكنهوتية اي الوسائطية بين العابدين ا و الرب , كما ان تجديد هده الديانات مرتبط بتجارب فردية في حين الإسلام وهو دين سوسيولوجي لانه مرتبط بالجماعة و الامة . لان فعل التدين هو فعل جماعي و ان العبادات الجماعية افضل من العبادات الفردية .
لذا يجب اعادة الإسلام الى المجتمع و جعله قيمة اجتماعية و ليس تهريبه الى الزوايا و الأماكن المظلمة والى الازمنة البعيدة و اعتقاله في الغيبيات .
ان يكون الإسلام دين اجتماعيا معناه ان يصبح موضوع نقاش و عنصر تاثير و تعبئة الجهود, من اجل تجويد الممارسات الدينية و جعلها ممارسة من اجل الانسان , و من اجل تغيير الواقع وهو مايعني رفض الإسلام الميتافيزيقي و التطابقي .
يعتبر بيرك ان امكانيات الاسلام تمنحه القدرة على جعل المسلمين قادرين على الفعل لكي يساهموا كفاعلين في بناء عالم مستقبلي ، الذي لا يمتلكه أي أحد ، و لعل ما يميز سلوكهم الثقافي ، الإقتصادي و السياسي ، من إضطراب و تناقض و تذبذب و تطرف أحيانا ، ما هو إلا مؤشر صحي على وعيهم بتاريخهم الحافل ، و وعيهم بمقتضيات المستقبل ، لأنهم لا يرغبون في الذوبان في خليط ما ([11] ).
اجتماعية الإسلام تكمن كذلك في كونه دين طبيعي يعبر عن حاجيات المواطنيين و يقدم إجابات متكاملة لكيفية اشباعها , لان أعرافه و قيمه تدعو الى المشاركة الاجتماعية عبر الإعلاء من قيم التضامن و التعيش و التعاون .
ثالثا : مخاوف بيرك .
في دعوته لجعل الإسلام دين و دنيا و محاولة استثمار كافة امكانياته يرسم بيرك وصفة بمثابة وصفة علاجية لتجاوز العاهات مثل الحذر من من محترفي التبليغ les professionnels de transmission
لان الإسلام يعاني من الذين يدافعون عنه دون علم وانما تعبير ا عن رغباتهم .
و ان بعض المنتفعين جعلوا الدين تابعا لمصالحهم , على اعتبار ان الإسلام يشكل رأسمالا رمزيا يتم استغلاله من طرف البعض من اجل السيطرة و التحكم و بناء و ضعيات اعتبارية داخل المجتمع .
كما ينتقد الحركات الحركات الاصولية ترى الاسلام دينا فقط و ليس دنيا لانها تحاول الفصل بين المقدس و المدنس والتي تعيس الزمن المقدس و ترفض الزمن التاريخي كما يرفض الظلامية و تطوير الإسلام النقدي القابل للنقاش
رابعا :حلم ببناء اندلس جديدة .
بيرك يلقب بمفكر الضفتين , لانه كان يحاول استعادة حلم بناء اندلس جديدة , كارض حوار و تفاعب بين الاسلام و المسيحية حيت كتب
«إنني أدعو الأندلسيين إلى إنارة تلك الشعلة التي نحملها في أعماقنا، المتكونة من خرائب مجزأة وآمال ملحة»[12]. و قد اشتغل كثيرا على تحقيق مشروعه الثقافي، المتمثل في إقامة أندلس جديدة، أو مجموعة أندلسيات جديدة، حيثما تلتقي الحضارتان، الأوروبية المسيحية والإسلام أي التقاء الضفتين . وفي نظر بيرك ان الإسلام دين الحياة و الجمال و ان الحياة هي مصدر للفرح كما هي مصدر للحزن و العذاب .
لذا اعتبر بيرك ان الاسلام قادر على بث روح الحياة في المسيحية في حالة وجود حوار مفتوح بينها و إقامة مساحات تفاعل و تلاقح بعيدا عن منطق التعصب و العنف .
كما ان المسحية ستمنح الإسلام قيم حب الطبيعة و الرغبة في اكتشافها .
فالإسلام ربما هو البحث عن الله في القران و المسحية هي البحث عن الله في الطبيعة , لذا فان إمكانية التواصل الايجابي ممكنة فكما ان الإسلام يحترم الطبيعة التي جبل عليها الانسان، كذلك فإن المســـيحية تحــترم الشخص الذي في الإنسان. وهنا تحديداً يمـــكن أن تكــــون نقطة تلاقي المسيحية والإسلام: فمـــن شــأن الإسلام ان يساعد على "تطبيع الإنسان"، ومن شأن المسيحية ان تساعد على "تأنيس الطبيعة".
بيرك يريد استعادة الأندلس المسلمة و الإسلام الأوربي عبر تجربة التفاعل و الحوار بين المسيحية و الإسلام . عبر دعوته الى اقامة شراكة بين ضفتي المتوسط الشمالية و الجنوبية عبر اعادة بناء حوار ديني فعال و منفتح .

المراجع :
[1] ، ومن مؤلفاته: «الشرق ثانياً»، و»الإسلام أمام التحدي»، و»تحرير العالم»، و»المغرب بين حربين»، و»مصر: الإمبريالية والثورة»، و»المغرب التاريخ والمجتمع»، و»من الفرات إلى الأطلس»، و»الإسلام في زمن العالم». ويضاف إلى رصيده هذا «عربيات» و»مذكرات بين الضفتين» اللتان روى فيهما مقتطفات من سيرته الذاتية. ويعتبر عمله le coran essai de traduction «محاولة لترجمة معاني القرآن» (1991). وفي العام 1955 قدم أطروحته حول «البنيات الاجتماعية في الأطلس الكبير» إلى جامعة السوربون ودحض فيها الفرضيات السوسيولوجية الكولونيالية، عبر صوغ مفهوم جديد للقبيلة وانتماءاتها القرابية

[2] J –berque ; le coran . mémoire de l avenir . in une cause jamais perdue p 73

[3] Le maghreb entre deux guerres P66
[4] Normes et valeurs dans l islam contemporain
[5] Le maghreb entre deux guerres p 73
[6] Le maghreb entre deux guerres 79
[7] Islam au defi p 230
[8]. Islam au defi. 69
[9] Lislam au temps du monde 248
[SIZE=6][10] حسن المجاهيد : سوسيولوجيا العالم العربي لدى جاك بيرك يونس بنمورو - حسن المجاهيد : سوسيولوجيا العالم العربي لدى جاك بيرك[/SIZE]
[11] حسن المجاهيد رسالة لنيل شهادة الدكتوراه تحت عنوان : مقاربات سوسيوزلوجيا جاك بيرك 2001/2002
[12]

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى