إبراهيم تريسي - سماء القلق المسموم.. شعر

لا أعرف أسماء الذين مروا من هنا
المجهولون
أصدقاء قلبي الأوفياء
لا أعرف أرضًا أطيب من هذه
ولا سماء أقل ارتفاعًا من هذه
أحبك أيتها الليمونة
أيتها الأغنية
أيها اللحاف العشبي الذي يغطي جسدي العاري
إلا من البرد والخوف والقلق الدائم
أحبك يا سنبلة
يا أوراق زهر العسل
يا ريح الزيزفون
وأيام جنى التفاح على قلبي الرقيق
في فضائك الواسع
الواسع الواسع الواسع
يا محيط العتمة والحب والأغاني الصافية
أيتها الطين
أيتها التراب الجاف
والتراب الندي
والتراب المعجون بالدم
والحيرة والحب الدائم.

*

لا أعرف أسماء الذين مروا من هنا
ما الذي كان في هذا المكان
في مثل هذه الساعة
في مثل هذا الوقت
ونحن نغني هذي الأغنيات.

*

يا سماء القلق المسموم
يا روحي التائهة
يا زهر الوشنة
يا ساق الوشنة
يا ثمارها المكتنزة بالنجوم
والخمر الصافي
أيتها الشجرة
أيتها الساقية
أيتها النهر
نهر الكرز
والذي يسيل على شفاه الفتيات الصغيرات
والصبايا الحِسان
يا قلبي الدائم
الدائم الدائم الدائم
الدائم هنا
في خطا من رحلوا
الدائم هنا في خطا الذين بقوا
والدائم في خطا الذين سيأتون
يا جذري الأعمق في الأرض
أنا أحبك.

*

برتولد بريخت المربوط معي بسلالات قديمة
قرأت له قصيدة واحدة
أغنية واحدة
تركض كسرب من الغزلان
في الحقول والبساتين
والمزارع
والبيوت
البيوت المدمرة
والمآذن المنكسرة
والأمهات اللواتي
يعجن لنا الخبز
ويوقدون في صدورنا
تنانير الحب
والشغف المهدور
المهدور علينا نحن
أطفالهم الأشقياء
الأشقياء الأشقياء الأشقياء
والذين كتب لهم
أحد أبناء سلالاتهم
برتولد الشقي أيضًا
طلبًا للمغفرة
يقدمونه لأحفادهم السعداء
الجالسين الآن حول المائدة
يتحدثون عن حماقاتنا
ويضحكون بحبور:
"نحن
الذين أردنا أن نمهد الأرض للمودة
لم نستطع أن نكون ودودين
لكن حين يأتي أخيرًا الزمن
الذي يصبح فيه الإنسان عونًا للإنسان
فكروا بنا بتسامح."

*

عنب
مهرجان من الابتسامات الصافية
كلاب جائعة
وقطط شرسة
لحمٌ بشري مهدور
خطوات نحو الحب
وأخرى نحو الكراهية
شك
يقينٌ كامل

*

بدأت أؤمن الآن
أن هذه الأرض
كانت نواة صغيرة
صلبة
متراصة
متداخلة ببعضها البعض
كانت شيئًا
وأصبحت أشياء
هذا الكون لا يحتمل الكمال
تثيره التناقضات
والأضداد
نحن نقمته الجميلة القاسية
على كمال صغير
كان من الممكن أن يصبح ثمرة يانعة
فأمسى فاكهة معطوبة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى