إبراهيم الرحّال - يدي في شتاء الحرمان حيّةٌ.. شعر

ما الصباح خلا وهجك يلمس مني ما اضمره.
الصباح بهيٌ للونك النور، المشع
الدفءُ وشجيتنا في هذا الشتاء، وانا لا احس باعضائي.
البرد يقضم يدي ربة الوتر، يدي قوس الكمان..
يدي التي يد الله فوقها!
إلى كمال الانوثة ساقتك..
يا حبيبتي، يا امرأتي، يا حمالة الحطب
أوهذا الشتاء مبتلى بنا؟
انا و دفئك. كونك التي تحتطب؛ وتحمل إلي جنى يديها!
انا في الشتاء جمرة في سرير الثلج
والشراشف تتدفءُ بناري!
اعضائي تنكمش وتنكمش حى لا اصير شيئا
(يا رييتني لو أقدر اكونك)
يا ليتني!
اتبرعم على عريك..
فاولد اغنية، فاشرق في الانحاء..
فلا احجب ولا يصلبني إنتهاء.
بيدي المتخشبة، وفي غفلة الصقيع، تعالي نفتتن.
نفعل الافاعيل لجموحك وشيئك المستثار
فنتولد، نشع، ننتسق، نبحر ونفتتن..
ككل مرة حين املك اليد التي هي لي..
اليد التي تبت في القرآن وتب هو بالمقابل..
يدي التي عطنت بالنواميس والاسرار، وتخّلقت لجسدي..
فحظيت بك!
وجعلتك لسريرتي.
فما خفتي ولم اجزع!
بالحرمان تسللت إليك.
وببرجك وذات الرعشات، اسلمتيني
خالصاً لك.
وتنسمت الدنيا عرينا
ثم بسطنا الغلالة اقواس قزح
واستمني الشوك سمه
فكمنا للذي اسمه الله
في يميني ملك يكتب، والذي بيساري مات منتحراً!
ابقيني في الشوق، اني آنست ناراً
وفي الوادي فحيحُ يدي المتخشبة لبردك
يدي التي اخرجها بيضاء
الان تهتز وتربو
يدي في شتاء الحرمان حيّة
وانا في مطارح الخوف اوجل وارعد
من قال انه لايخاف لديك المرسلون؟
ها انا ذا اخاف السكون، شدو اطيار الليل،
صليل الافاعي، حتى نهلة الماء، اخافها وانا مرسل منك إليّ.. انا نبي نفسي
فصلي عليّ وسلم
بارك لي خوفي/بشريتي

صريعٌ هذا الصباح، بموجة البرد
واتستر علي التي تقتلني بالبعد
اقولها صراحة انها فاطمة
البنت التي قضمت تفاحة قلبي!
فاطمة فطومتي
الشوق الحاذق شوقي لك
وانا الصابر..
العاصي..
النادم..
العنين لاعضائي المسروقة
الميت الذاهب في عز موتاته
قلبي شريد
وانا مطارد بالملائكة
مطلوب عند الله، لكوني من شجرة الحكمة اكل ابي آدم،
ولكن انا الناجي!
وهل نجا من الله احد!؟
في العتمة -يومها- كلنا ناجون..!
سيحرقها، لتصير ما يشبه النار.
في برد الشتاء لا اجدك لاتلظى بحطبك، يا امرأتي العزيزة، يا حبيبتي التي سُرقت مني.
فتبت يدا الذي يتعثر بالحب ومحنته الشوق..
إليك فاطمة..
هذا الشتاء موحش وكئيب..
إبراهيم الرحّال ٢٨/ديسمبر/٢٠١٧

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى