جعفر الديري - فوزية رشيد.. روائية بحرينية تعالج موضوع القهر الاجتماعي للمرأة

كتب - جعفر الديري
فوزية رشيد .. عضو أسرة الأدباء والكتاب في البحرين. كاتبة وروائية بحرينية من مواليد مدينة المحرق. عضو في اتحاد الكتاب العرب واتحاد الكتاب الفلسطينيين بدمشق، وفي عدد من الجمعيات والاتحادات الأدبية في مصر.
شاركت في العديد من المؤتمرات الأدبية والفكرية. ونشرت قصصا قصيرة ومقالات نقدية في العديد من المجلات الثقافية العربية مثل مجلة إبداع المصرية، ومجلة الأقلام العراقية، ومجلة نزوى العمانية، ومجلة القاهرة المصرية.
لرشيد من النتاج الروائي: "الحصار" 1983، وقد اختيرت في عام 2000 من بين أهم مئة رواية عربية في القرن العشرين، وذلك في استفتاء قام به اتحاد الكتاب في مصر، كذلك تم اختيار الرواية من بين (105) مئة وخمس روايات للترجمة إلى ست لغات عالمية حية عن طريق اتحاد الكتاب العرب في دمشق. ويرى نقاد أن هذه الرواية إحدى أول روايتين صدرتا في البحرين، في إطار الحركة الأدبية البحرينية المعاصرة، "تحولات الفارس الغريب في البلاد العاربة" 1990، رشحت للترجمة إلى الاسبانية والفرنسية والانجليزية، "القلق السري" 2000 وهي رواية ترصد دواخل المرأة. ولرشيد من النتاجات الأخرى: "مرايا الظل والفرح" (قصص)، 1983، "كيف صار الأخضر حجرا" (قصص) 1986، "امرأة ورجل" (قصص)، 1986، "فوزية رشيد – الأعمال القصصية" 2006.
تعالج رشيد - بحسب النقاد- موضوع القهر الاجتماعي للمرأة من منظور جديد. ورغم تنوع موضوعات القصص، وتباين الأوعية التي تصب فيها أحداثها، ما بين الواقعية المجنحة، والواقعية الشعرية والحلم، والأسطورة المنتزعة من أغوار الماضي كي يضيئها نور وعي معاصر، يبقى الإنسان وهم الإنسان الشغل الشاغل لفوزية رشيد. الإنسان طفلا ورجلا وامرأة. الإنسان شابا أو عجوزا. الإنسان مخطئا أو مصيبا.
وتلجأ إلى الشعر وتقنيات الفن القصصي المعاصر: المونولوج الداخلي، تداخل الزمان والمكان، تعايش الماضي والحاضر؛ ولكن ركيزتها الأساسية نفس شديدة الإحساس، وعاطفة دفاقة، وروح تتعذب بالفعل.
ونقرأ في كتاب تحولات القصة القصيرة البحرينية للروائي الراحل عبدالله خليفة: "زاوجت فوزية رشيد بين طريقة الخاطرة التي بدأت بها وبين القصة القصيرة لتقارب الحجمين وللتداخل بينهما.
نجد في قصة (خطوة في الظل)، وغيرها من القصص الحضور المباشر المستمر للراوية: (وجهي يغتسل برداء الشمس الآفلة للمغيب . أشعر بنشوة بكر في عروقي)، وتقوم الراوية بالجمع بين ذكرياتها المتفتتة، وحركتها اليومية الوامضة هنا وهناك.
تغيب الحكايات بشكل كبير، فمفهوم الحكاية لا يتسرب للبناء الفني إلا بعد فترة من التجربة، وفي البداية فإن مفاهيم الذات: نشوة بكر، والعالم بين الجفاف والخضرة، وحيوية العروق وغيرها من الحساسيات التي تعكس مفهوماً رومانسياً غائما للوجود.
في القصة السابقة الذكر نجد السرد العرضي للمشهد ينتهي بسرعة، ويحدث تطابق من وجهة الراوية الساردة بينها وبين النخلة العارية من الأغصان: (كم تشبهني!)، ثم يجري التداخل بينها وبين حبيبها السابق أحمد عبر مقاطع الحوار الاسترجاعي الوامض: (هل لك بالعودة للبيت الآن؟ ) ، (دعني وحدي)"....

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى