توفت أمى ، كانت وصيتها ان تدفن فى مقابر العائلة بقريتنا حيث الأباء والأجداد هناك ينعمون بالسلام .
كان علينا أن نعود بها إليها ، العائلة كانت بانتظارنا ، جهزوا كل شيء ، فتحوا المقبرة ذات العينين ، واحدة للرجال بها أبى وأجدادى ، والثانية للنساء ، بها جداتى وعماتى ،مازالت أشجار الجميز العتيقة تقف شامخة على مداخل قبورنا .
انتهت مراسم الدفن التى شهدها كل ابناء القرية ،
فهم ينادون فى مكبرات الصوت بالمساجد عن اسم المتوفى وموعد الجنازة ، فيخرج الجميع إلى المسجد ينتظر قدوم الجثة ، ويشهدوا مراسم الدفن ويرددوا الدعاء للميت بعد دفنه ، ويذهب كل مودع إلى قبر عائلته يدعو لأمواته قبل أن يغادر حرم القبور .
تلقينا العزاء بدوار العائلة ، نزفت الدموع مرة أخرى بعد انهمارها لحظة دخول أمى إلى بيتها الجديد .
قدم لى إبن عمى أبناء العم والخال الذين لم أكن أعرفهم من قبل .
المدينة تحاول أن تخلعنا من جذورنا ، لكنها تفشل عندما نعود إلى القرية حتى ولو كنا جثثا محمولة على الأعناق فى نعش خشبي .
اصطحبنا إلى بيته ، لم يكن ذلك البيت الذي مرحت فيه أيام الصبا مع أبناء عمى ، ولم يكن ذلك المكان الذي شهد جولاتنا بشوارعه ،
كل شيء تغير ، بيت العائلة باعوه !
الحقل الذي كنا نلتقى فيه كل عام فى عيد الربيع به البيت الجديد، اختفى النهر خلف البنايات الحديثة ،
اقتلعوا الساقية والتابوت وحلت ماكينات ري مكانهما ، لطالما جلسنا فوق مدار الساقية على شاطىء النهر الذي اختفى وتوارى عن العيون .
سالت بن عمى عن شجرة التوت الكبيرة التى كان يتسلقها ويهز فروعها فتتساقط حباتها على حصيرة كنا نفترشها ، فنجمع الحبات ونتمتع بمذاقها الذي كان يمتزج بضحكاتنا وفرحتنا .
أتانى صوته حزينا : اقتلعناها يا ابن عمى!
أشار بيده إلى شجرة توت قصيرة ، هذه توتة أخرى !
نظرت إليها، لاحظت أن فصوص توتها مختلفة ، فهى فصوص طويلة مثل إصبع الكف ، الحبات الخضراء والحمراء معا .
استنكرت : إنها هجين !
أجاب بأسي : هى كذلك وليست بذورها من بذورنا .
سألت : ما أصلها ؟
قال : هذه توتة إسرائيلية !
خيم الحزن علينا ، كاد صمتنا أن يصرخ .
عند مغادرتنا ، أبصرت معولا فى حديقة البيت ،
توقفت أمامه ، التقطه ، استنهضت قواي ،
ضربت فى جذورهها الضعيفة الضربة الأولى .
كان علينا أن نعود بها إليها ، العائلة كانت بانتظارنا ، جهزوا كل شيء ، فتحوا المقبرة ذات العينين ، واحدة للرجال بها أبى وأجدادى ، والثانية للنساء ، بها جداتى وعماتى ،مازالت أشجار الجميز العتيقة تقف شامخة على مداخل قبورنا .
انتهت مراسم الدفن التى شهدها كل ابناء القرية ،
فهم ينادون فى مكبرات الصوت بالمساجد عن اسم المتوفى وموعد الجنازة ، فيخرج الجميع إلى المسجد ينتظر قدوم الجثة ، ويشهدوا مراسم الدفن ويرددوا الدعاء للميت بعد دفنه ، ويذهب كل مودع إلى قبر عائلته يدعو لأمواته قبل أن يغادر حرم القبور .
تلقينا العزاء بدوار العائلة ، نزفت الدموع مرة أخرى بعد انهمارها لحظة دخول أمى إلى بيتها الجديد .
قدم لى إبن عمى أبناء العم والخال الذين لم أكن أعرفهم من قبل .
المدينة تحاول أن تخلعنا من جذورنا ، لكنها تفشل عندما نعود إلى القرية حتى ولو كنا جثثا محمولة على الأعناق فى نعش خشبي .
اصطحبنا إلى بيته ، لم يكن ذلك البيت الذي مرحت فيه أيام الصبا مع أبناء عمى ، ولم يكن ذلك المكان الذي شهد جولاتنا بشوارعه ،
كل شيء تغير ، بيت العائلة باعوه !
الحقل الذي كنا نلتقى فيه كل عام فى عيد الربيع به البيت الجديد، اختفى النهر خلف البنايات الحديثة ،
اقتلعوا الساقية والتابوت وحلت ماكينات ري مكانهما ، لطالما جلسنا فوق مدار الساقية على شاطىء النهر الذي اختفى وتوارى عن العيون .
سالت بن عمى عن شجرة التوت الكبيرة التى كان يتسلقها ويهز فروعها فتتساقط حباتها على حصيرة كنا نفترشها ، فنجمع الحبات ونتمتع بمذاقها الذي كان يمتزج بضحكاتنا وفرحتنا .
أتانى صوته حزينا : اقتلعناها يا ابن عمى!
أشار بيده إلى شجرة توت قصيرة ، هذه توتة أخرى !
نظرت إليها، لاحظت أن فصوص توتها مختلفة ، فهى فصوص طويلة مثل إصبع الكف ، الحبات الخضراء والحمراء معا .
استنكرت : إنها هجين !
أجاب بأسي : هى كذلك وليست بذورها من بذورنا .
سألت : ما أصلها ؟
قال : هذه توتة إسرائيلية !
خيم الحزن علينا ، كاد صمتنا أن يصرخ .
عند مغادرتنا ، أبصرت معولا فى حديقة البيت ،
توقفت أمامه ، التقطه ، استنهضت قواي ،
ضربت فى جذورهها الضعيفة الضربة الأولى .